جريمة في حي غير هادئ
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
كان الأمل أن تنطلق مسيرة ما، في الصومال، أي مسيرة كانت، توقف نزيف دم الأبرياء. ما بعد مغادرتنا مقديشيو، لم تعزز الأنباء القادمة من ذلك البلد المتعب، تفوق النسبي، هدوءاً كان أو غير ذلك، فكان خبر تفجير مدو للحديقة الخلفية للفندق، وتناثر أشلاء أطفال على ألعابهم المهترئة، فكانت جريمة وأي جريمة كانت. جاء الخبر اللاحق بتفجير في المطعم البحري، فتوقف الشواء، وسقط الهواء عن العابثين بموج البحر.لم تتوقف العملية السياسية، فجرت انتخابات رئاسية فاز فيها من كان يظن أنه أقل حظوة، وخسر الانتخابات من كان لديه الدعم والنفوذ، فقلنا لعلها بادرة خير، يتفوق فيها الهدوء النسبي ويتراجع الحذر، ومازالت العملية تدور، لعل وعسى. بالأمس القريب جاءنا خبر أكبر تفجير يهز الحي غير الهادئ، والمدينة المتعبة بالجراح، والألم، ونزيف دماء الأبرياء المستمر. تفجير قضى على المئات من الأبرياء، وجرح الأبرياء، ومازال العد مستمراً، أنت حي أم ميت، لم يعد هناك فرق.فهل هناك قيمة لهذه الدماء؟ وهل تتحول يوماً إلى قوة دافعة لكي تستعيد الحياة طبيعتها، في حدودها الدنيا، أطفال يلعبون، بحديقة صغيرة، ونساء ورجال يعبثون بموج البحر، ورائحة شواء سمك طازج على ساحل البحر الجميل.