لا ضرر أبدا في ألا ينجح شخص ما في عمله، وهو نتيجة طبيعية في أي موقع، فإما النجاح أو الفشل، وتلك هي طبيعة الأمور، وقد لا يكون الشخص أو المجموعة فاشلين في كل شيء، بل قد تكون معطيات معينة أدت إلى عدم النجاح كضعف القدرة على إيجاد الحلول والبدائل أو عدم تجانس المجموعة وغيرها من ظروف.على المستوى الشخصي فقد فشلت في مرات عدة، ففشلت مثلا في تحقيق إنجاز ملموس بالأرقام في فترة العمل الطلابي والانتخابات الطلابية، وفشلت في تحقيق كثير من الأهداف التي أسعى إلى تحقيقها مطلع كل سنة، وهو أمر لا أخجل منه بل أعترف به، فأحيانا يكون الأمر أكبر من قدراتي وأحيانا أستخدم مقاربات خاطئة لمعالجة أمور أخرى، وأحيان لا أتخذ قرارات صحيحة، تلك هي طبيعة الأشياء، والنجاح والفشل أمران يحدثان.
إلا أن المصيبة تكمن في الإصرار على الاستمرار في موقع لا أستطيع النجاح فيه فتكون النتيجة المزيد من الفشل والتراجع، وشركة المشروعات السياحية في الكويت مثال صارخ على ما أقول، وأنقل هنا من الموقع الإلكتروني الرسمي لشركة المشروعات السياحية، وتحديدا مرافق هذه الشركة، إليكم ما يلي: "أبراج الكويت تم افتتاحها سنة 1978، المدينة الترفيهية تم افتتاحها سنة 1984، صالة التزلج 1980، مجمع أحواض السباحة ومنتزه الخيران والواجهة البحرية ونادي اليخوت والجزيرة الخضراء 1988، شاطئ المسيلة 1986، شاطئ العقيلة 1980، نادي الشعب 1978، نادي رأس الأرض 1976، نادي الفحيحيل 1979، حديقة النافورة 1983 والحديقة السياحية 1984". وسأفترض أن المشروعات المذكورة أعلاه كلها تستقبل الناس اليوم، وهو أمر غير صحيح طبعا، ولكني سأفترضه.ثلاثون عام تقريبا على آخر مشروع تم تشييده من قبل شركة المشروعات السياحية، ورغم أنها تهيمن على غالبية سواحل الكويت البحرية، وملايين الأمتار من أرض، فإنها مع ذلك لم تقم ببناء أي شيء طوال تلك الفترة، وعندما يتطلب الأمر تطويرا أو تحديثا في مشاريعها العتيقة فإنها تغلق أبواب المشروع لسنوات قبل أن تعيد افتتاحه، هذا إن أعادت افتتاحه أصلا، وكل إيراداتها تعتمد على تذاكر رمزية لدخول مشاريعها العتيقة (باستثناء منتزه الخيران) وملعب ماء وصابون كل احتياجاته خرطوم مياه ومسحوق غسيل أوان!!على الرغم من كل هذا الفشل في تقديم شيء يذكر فإننا لم نسمع عن ابتعاد أي مسؤول في تلك الشركة الحكومية بداعي الفشل أو عدم القدرة على الإنجاز، أو حتى على أسوأ تقدير عدم مواءمة الظروف.إن الوضع في شركة المشروعات السياحية يعكس بوضوح عادة كويتية تأصلت وأصبحت من عاداتنا وتقاليدنا، وهي محاولة البقاء في المنصب لأطول فترة ممكنة بغض النظر عن المردود والنتيجة، والمشكلة أن هذا القطاع المهم والحيوي وما يملكه من أصول تقدر بمئات الملايين من الدنانير بأسعار اليوم لا يحظى بأي انتباه من المسؤولين والنواب، وكأن تردي هذا القطاع بات من المسلمات التي لا يمكن تغييرها أبدا.
مقالات
«وخروا »
18-10-2017