فقد بصره لكن بصيرته أضاءت سماء الفن الكويتي، وسرى صوته بين أروقة وطرقات الكويت قديما، فأسر كل من استمع إليه بجمال المفردة وعذوبة اللحن، إنه الفنان الراحل عبدالله الفضالة أحد رواد الأغنية الكويتية، الذي غاب جسدا وظلت أعماله عالقة في الأذهان حتى اليوم.وينتمي الفضالة إلى جيل استطاع أن يسبق عصره، فترك إرثا فنيا كبيرا تتوارثه الأجيال، وفاضت إبداعاته في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بأصوات ثلاثة من نجوم الأغنية الكويتية في أمسية تكريمية بعنوان "ليلة عبدالله الفضالة"، تصدى لها صلاح خليفة وشيماء وحمد العماري بقيادة المايسترو د. محمد باقر، وإشراف مدير الفرقة د. أحمد الصالحي، ليخرج الحضور الذي توافد على مسرح الدراما وقد استعاد ذكريات زمن فات، ولكنه مازال حياً بين الجمهور.
وفي تمام الثامنة كان المسرح قد شارف على الامتلاء عندما اتخذت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو د. محمد باقر موقعها لتضيء الشاشة التي حملت صورة الفضالة وفي الخلفية جزء من مقابلة إذاعية قديمة تحدث خلالها صاحب الـ500 أغنية عن جزء من مشواره الفني، وما أن انتهى المسمع حتى شرعت الفرقة في عزف المقطوعة الأولى لهذا المساء، وهي أغنية "مسكين راعي الهوى" وهي تنتمي الى الغناء السواحلي، وسطر كلماتها ولحنها الفضالة وشدا بها على المسرح الكورال.ثم كان الجمهور على موعد مع الظهور الأول للفنان صلاح خليفة، لينتقي من أرشيف الفضالة أغنية "لقد خبراني" من كلمات مجنون ليلى ومن ألحان عبدالله المفرج ليحلق خليفة بالحضور في سماء الإبداع، ويمضي في برنامجه الذي بدا واضحا أنه اختير بعناية لينهل من مختلف الألوان الغنائية التي قدمها الراحل الفضالة، فيشدو "على خدي أحط يدي" من كلمات عبدالمحسن الرفاعي وألحان الفضالة قبل أن يفسح خليفة المجال للمطربة الشابة شيماء، فيودعه الجمهور بموجة من التصفيق تعكس قناعته بما قدمه واحد من الأصوات الكويتية المميزة في الوقت الحالي.
انطباع إيجابي
وشدت شيماء، التي رغم سنها وحداثة تجربتها بدت هادئة متمكنة، بـ"تريد الهوى لك" كلمات عبدالله الفرج وألحان الفضالة، وهي أغنية تنتمي الى اللون الشرقي، وتفاعل الجمهور معها، حيث كانت تزداد ثباتا وثقة بمرور الوقت لاسيما عندما أدت الأغنية الثانية "طال هجر الحبايب" من كلمات وألحان الفضالة وتنتمي إلى اللون السامري الذي يحتاج الى صوت كويتي أصيل، فانتشى الجمهور بصوت المطربة الشابة وهي تشدو بهذه الأغنية. وتركت شيماء الساحة بانطباع إيجابي، لتفسح المجال للفارس الثالث في هذه الأمسية الفنان حمد العماري، الذي يعد صوتا كسب الرهان بما قدمه من ألوان غنائية مختلفة ليغرد خارج السرب بأعمال حقق من خلالها المعادلة الصعبة، إذ كسب شريحة الشباب، واستطاع أن يمزج بين التراث والحداثة، وفي هذا المساء كان اختياره أيضا غير تقليدي عندما شدا بـأغنية "يا حبيبي بسي من العذاب" التي تنتمي لنوع البستة، فانعكس أداؤه على الجمهور الذي تفاعل معه بالغناء تارة وبالتصفيق أخرى، أما اختياره الثاني فكان أغنية "ألا يا اهل الهوى واعزي تالي" من كلمات عبدالله الفضالة وألحان صالح الوتيد العبيدي، وهي من اللون السامري، ليودع العماري الحضور بعد فاصل من الأداء المميز.مسك الختام
وعقب فاصل من الغناء الفردي، قاد المايسترو باقر الكورال لأداء أغنية "ذقت الهوى بمر الليالي" وهي من اللون السامري، وكتب كلماتها ولحنها الفضالة، وتلتها أغنية "أخذ روحي ويبعدني" التي تنتمي للون الشرقي، وهي أيضا من كلمات وألحان الفضالة، ليطل المطرب خليفة مجددا ليشدو بـ"أحرمتني الليالي شوف من أهواه"، فينثر البهجة بين الحضور طربا، واختار أن يكون ختام مشاركته في الحفل بأغنية "قفي قبل وشك البين" من كلمات وألحان الفضالة وتنتمي الأغنية للصوت العربي ليودع الجمهور وقد ترك في الأنفس أثرا جميلا.أما مسك ختام الحفل فكان مع إطلالة الفنانة شيماء التي جاء ظهورها الثاني أكثر تميزا، لاسيما وهي تشدو بأغنية "يللي أسرت الفؤاد" من كلمات وألحان عبدالله الفضالة وتنتمي الأغنية للون الشرقي، وتفاعل معها الجمهور، ثم غردت بصوتها الدافئ "يللي أسرت الفؤاد/ عمري ما أنا أنساك" لتكتب كلمة النهاية لحفل طربي عاد بنا الى زمن كان للكلمة قيمتها وللحن رونقه.«كركلا»
من جانب آخر، يعقد مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي مؤتمرا صحافيا صباح الأحد المقبل لفرقة كركلا التي ستقدم عروضها 26 و27 الجاري.