أكد وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، أن سمو الأمير الراحل، المغفور له، الشيخ صباح السالم، كان مثلاً أعلى للشباب في بساطته وعطائه، واهتمامه الكبير بالعلم، طوال سنوات حكمه، مشيرا الى اسهاماته في الخلافات والأزمات السياسية على الصعيد العربي والإقليمي، ومواقف الكويت الإنسانية في عهده.

وتابع الصباح، خلال رعايته وحضوره مؤتمر «عصر الشيخ صباح السالم الصباح»، الذي عقد في كلية الآداب بالحرم الجامعي بكيفان، صباح أمس، أن للراحل الكثير من الانجازات والمواقف والبطولات، ومنها مساهمته رحمه الله، في إيقاف الحرب التي كانت دائرة إبان حكمه في اليمن.

Ad

وبيّن: «عندما طلب احد الاطراف اليمنية من سموه التدخل شخصيا لإنهاء الازمة والحرب الدائرة آنذاك، ونقلت إليه ذلك الأمر، بادر فوراً بالاتصال بوزير الخارجية آنذاك الشيخ صباح الأحمد، وطلب منه بذل الجهود اللازمة للقضية، وبالفعل توقفت الحرب بين الجنوب والشمال اليمني، وعند زيارتي الى اليمن تم منحي أعلى وسام، تقديراً للجهود الكويتية إبان الحرب اليمنية».

وأشار إلى ان لسموه، رحمه الله، إنجازات وعطاءات على الصعيد الانساني، وأن الكويت كانت الدولة الوحيدة التي خصصت 6% من دخلها القومي لمساعدة المحتاجين في العالم آنذاك، وهذا أبرز عمل انساني يبين شخصية المغفور له، مضيفا أن شخصيته كانت تتميز بالبساطة، وتتلخص في مقولته المشهورة «أنا وشعبي كلبونا جماعة»، إذ إنه كان يسعى إلى الاهتمام بشعبه وتلبية مطالبهم وتوفير سبل العيش الرغيد للنهوض بالكويت.

مسيرة حافلة

من جهته، قال مدير جامعة الكويت د.حسين الأنصاري إن الوجود التاريخي لأي أمة او أي شعب، لا يتحقق بمجرد أنه كان يعيش في حقبة من الزمن، فكم من أمم وشعوب، وجدت ثم بادت دون أن تترك علامة ذات قيمة باقية تدل عليها، ومن هنا انبثقت ضرورة الاحتفاء بذكرى سمو الامير المرحوم الشيخ صباح السالم، طيب الله ثراه.

وتابع الأنصاري: «لقد ترك سموه، رحمه الله، في ذاكرة الوطن سيرة عطرة حافلة بالانجازات التي يطول ذكرها على الصعيد السياسي والتعليمي والاجتماعي والاقتصادي والعلاقات الدولية، المفعمة بالود والإخاء بين الدول، فأثبتت الكويت مكانتها ورسخت دورها ودعائم هويتها عربيا وعالميا، وكان رحمه الله في حياته انسانا قبل ان يكون حاكما، أحبه الشعب الكويتي لبساطته، وتلاحمه وتفاعله مع شعبه.

حكمة وشجاعة

من ناحيتها، قالت عميدة كلية الآداب د. سعادعبدالوهاب: «لقد اتخذ سمو الأمير الراحل الشيخ صباح السالم، رحمه الله، قرارات قوية ذات ابعاد استراتيجية، إبان قيامه بإمارة البلاد وسياستها، فساسها بالحكمة والشجاعة، وبعد النظر الذي يليق بعظماء الرجال وقادة المستقبل».

الجلسة الأولى

ترأس الجلسة الاولى عقب الافتتاح، الشيخة حصة صباح السالم، وشارك بها كل من د. ميمونة الصباح، وتطرقت الى انجازات الشيخ صباح السالم الحضارية وعطائه الإنساني، اضافة الى ابرز ما قدمه من قرارات حكيمة وانجازات عظيمة ساهمت في تطور الكويت وازدهارها. كما شارك في الجلسة د.عبدالله النجدي وتطرق الى مسيرة الراحل خلال فترة ولايته للعهد، وفترة ما بين تقاليد المشيخة والدستور ما بين عامي 1965 و1977، اضافة الى مشاركة د. أحمد القناعي الذي تطرق الى التعليم في عهد سموه، وما قدمه من انجازات تدل على اهتمامه بالتعليم ونشر العلم والمعرفة لأبناء الكويت وبناتها من اجل المساهمة في تقدم الكويت.

الجلسة الثانية

أما الجلسة الثانية للمؤتمر، فترأسها الشيخ د. محمد صباح السالم وشارك فيها 4 متحدثين، وهم د. بنيان التركي، والذي تطرق الى العلاقات الكويتية - الإفريقية خلال فترة حكم الامير الراحل، ثم تحدث د. موسى الغضبان عن الفترة التي كان بها سموه رئيسا للشرطة في الكويت، كما شارك د. حمدالقحطاني متحدثا عن موقف سموه، رحمه الله، من حرب 1967 ضد العدوان الاسرائيلي، اضافة الى مشاركة د. نور الحبشي الذي تطرق الى العلاقات السعودية - الكويتية في عصر سموه وسنوات حكمه التي امتدت لنحو 12 عاما.

الجلسة الثالثة

ترأس الجلسة الثالثة والاخيرة د. ابراهيم المزيني، ضمن برنامج المؤتمر، وكان هناك 3 متحدثين، الاول د. عايد الجريد، وتحدث عن القضايا العربية خلال فترة حكم الشيخ صباح السالم، وما شهدته الدول من احداث خلال فترة حكم سموه، والثاني كان خالد الخلف، الذي تحدث عن ازمة مركز الصامتة الحدودي عام 1973 التي حدثت بين الكويت والعراق، وكيفية تعامل سموه معها بكل حكمة، والثالثة كانت آلاء المنصور التي تحدثت عن انتعاش النشاط الاقتصادي في الكويت خلال فترة حكم سموه، رحمه الله.

وألقى الأمين العام لجمعية التاريخ والآثار الخليجية د. أحمد الزيلعي، كلمة تحدث فيها عن مسيرة الشيخ صباح السالم وما قدمه للكويت خلال فترة حكمه من انجازات خلدها التاريخ، كما تطرق الى حكام الكويت الذين خلفوا الأمير الراحل، وأشار الى اهم محطاتهم وانجازاتهم وشخصياتهم خلال سنوات حكمهم.