بقي موقف نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» جورج عدوان، الذي شن أمس الأول، خلال جلسة البرلمان، هجوما لاذعا على السياسات المالية والاقتصادية في البلاد وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حاضرا بقوة في واجهة المتابعات والرصد السياسي.

واستدعى كلام عدوان، الذي أكد أن «مصرف لبنان لم يدفع المستحقات للخزينة لمدة 20 عاما»، مطالباً وزير المال بـ «كشف حسابات البنك المركزي واطلاعنا على أرباحه»، ردودا وتوضيحات من الجهات المعنية أبرزها لوزير المال علي حسن خليل (حركة أمل) وحاكم المصرف رياض سلامة اللذين التقيا على تأكيد أن «مصرف لبنان يقدم لوزارة المال سنويا قطع الحساب المتعلق بماليته».

Ad

وحتى انها استدعت لقاء تشاوريا رباعيا على هامش الجلسة النيابية، أمس، جمع رئيسي المجلس والحكومة نبيه بري وسعد الحريري وخليل وعدوان.

وعلى وقع موقف وزير المال وبيان سلامة الذي أكد فيه أن «مصرف لبنان حوّل خلال الفترة التي تحدث عنها النائب عدوان إلى الخزينة 4 مليارات و500 مليون دولار، وزاد أمواله الخاصة من 60 مليون دولار إلى 3 مليارات دولار»، وقالت مصادر متابعة إن «كلام عدوان ليس شخصيا إنما يعبّر عن رأي حزب القوات اللبنانية الرسمي».

وأضافت: «الموقف لا يستهدف حاكم مصرف لبنان الذي يكن له الحزب كل احترام وتقدير نسبة لجهوده الجبارة في مجال الحفاظ على الاستقرار النقدي في البلاد في أصعب المراحل والظروف، لكن في المقابل، ثمة حكومة مسؤولة عن الرؤية الاقتصادية يجب عليها وضع السياسة المالية للدولة، فهذا من صلب مسؤوليتها وليست مسؤولية شخص او مؤسسة».

وختمت: «بعدما وضعت الحكومة اليوم يدها على الموازنة إثر غياب الـ 11 عاما يفترض فيها تحديد رؤيتها للواقع الاقتصادي والنقدي في البلاد انطلاقا من الموازنة، وإنجاز تصور شامل للملف يكون على عاتق مجلس الوزراء مجتمعاً».

وعزت صحيفة الأخبار في عددها الصادر أمس موقف عدوان بأنه «تهجم على الحاكم بسبب خلافات حول شقيقه الذي كان محاميا لشركة ميدل إيست ومستشاراً قانونياً لبعض المصارف، وتم إخراجه من عمله لأسباب مهنية، في حين أكد عدوان للصحيفة أن «هذا الكلام معيب، وأن موقفي ليس شخصياً، بل أنا أتحدث باسم القوات اللبنانية، ونحن نشعر بأننا متجهون نحو كارثة مالية، وعلينا رفع الصوت لتداركها».

في سياق منفصل، وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، المدير العام لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون الإيرانية عبدالعلي عسكري الذي جدد اليه دعوة الرئيس حسن روحاني لزيارة طهران بتلبيتها، على أن يحدد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية. وإذ نقل المسؤول الايراني الى الرئيس عون تحيات المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس الجمهورية وتمنياتهما للبنان بالمزيد من التقدم والازدهار والرخاء، أكد عون «حرص لبنان على تعزيز العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطويرها في المجالات كافة»، منوهاً بالدعم الذي تقدمه إيران للبنان في المحافل الإقليمية والدولية، ومتمنيا أن «تسفر المساعي التي تبذلها للوصول الى حل سياسي للأزمة السورية، عن نتائج ايجابية، لأن ذلك يساعد في انهاء معاناة النازحين السوريين الى لبنان، ويسهل عودتهم الى وطنهم ويخفف من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي خلّفتها موجة نزوحهم الى لبنان».