مع تحول الحملة الأميركية إلى المنطقة الشرقية في سورية بعد هزيمة تنظيم «داعش» في معقله السابق بالرقة، خسر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، قائد عملياته في دير الزور، العميد عصام زهرالدين في دير الزور بانفجار لغم داخل المدينة.ووفق وسائل إعلام النظام السوري، ومنها صحيفة «الوطن» المقربة منه، فإن زهرالدين (54 عاماً) قائد «اللواء 104» من الحرس الجمهوري قتل خلال العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» في منطقة حويجة صكر بدير الزور.
وأكدت وحدة الإعلام الحربي التابعة لميلشيا «حزب الله» اللبنانية أن زهرالدين، الدرزي المتحدر من مدينة السويداء، قتل بلغم أرضي في دير الزور.ولم يعلن النظام رسمياً عن طريقة مقتل الرجل، الذي برز اسمه في مجزرة مسرابا بريف دمشق في 2012، والتي راح ضحيتها عشرات في إعدامات ميدانية.وقاد العميد الدرزي عمليات قوات الأسد ضد فصائل المعارضة في حمص وحلب، قبل أن ينتقل إلى قيادة اللواء الذي حاصره «داعش» مدة 3 سنوات في محافظة دير الزور. وكان له دور في التقدم الأخير بها وبالمناطق المحيطة، وخصوصاً مدينة الميادين الاستراتيجية.واشتهر زهرالدين مطلع سبتمبر الماضي بتهديده للاجئين السوريين في الخارج، بالقول: «من هرب ومن فر من سورية إلى أي بلد آخر، أرجوك ألا تعود». كما انتشرت صور له في مايو 2016 وهو يتباهى بجانب جثتين معلقتين تظهر عليهما آثار تعذيب.
خطوط عريضة
في هذه الأثناء، وغداة زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الى إسرائيل، وبالتزامن مع اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بحثا فيه الاوضاع بسورية والعراق والبرنامج النووي الإيراني، أعلن رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري رسم سياسة جديدة لتعزيز التعاون العسكري مع دمشق، متعهداً بمحاربة إسرائيل والمقاتلين السنّة بمن فيهم «داعش».وقال باقري، في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري علي أيوب بدمشق، «نوجد في دمشق للتأكيد والتنسيق والتعاون لمواجهة أعدائنا المشتركين من الصهاينة والإرهابيين، وناقشنا سبل تعزيز العلاقات في المستقبل، ورسمنا خطوطاً عريضة لهذا التعاون».واعتبر باقري أن «انتهاكات النظام الصهيوني في سورية في أي وقت يشاء غير مقبولة»، مشددا على أن إيران لن تقبل بالاعتداء على سيادة سورية مجددا، وأنها «تدعم قيادتها في مواجهة الإرهاب حتى القضاء عليه وإفشال مخططات الدول الراعية له».واشنطن وأنقرة
من جانبه، قال رئيس أركان الجيش السوري: «أجرينا مباحثات موسعة تناولت تقييما شاملا لكل التطورات الجارية وبحثنا بالتفصيل مجمل العلاقات التي تربط بين جيشينا والرغبة المشتركة في تعزيز هذه العلاقات».واتهم أيوب الولايات المتحدة «بمحاولة إعاقة تقدم الجيش السوري في عملياته لمكافحة الإرهاب عبر المجموعات التي ارتهنت لمشيئتها، أو بالإيعاز للتنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها لمهاجمة الجيش السوري»، معتبرا أيضاً أن «دخول القوات التركية إلى إدلب اعتداء يخرق ما تم الاتفاق عليه في أستانة ودمشق تمتلك كافة الحقوق للرد عليه».وخلال المؤتمر الصحافي، قال أيوب: «المشروع الإرهابي إلى زوال والحرب على الإرهاب متواصلة حتى القضاء عليه بشكل كامل وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضي سورية».الحملة الأميركية
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد)، طلال سيلو، أن الحملة القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستتسارع الآن شرقا بعد هزيمة «داعش» بالرقة، موضحا أن القوات ذات الغالبية الكردية ستعيد نشر مقاتليها لينتقلوا من في معقل التنظيم السابق وعاصمة خلافته إلى جبهات القتال معه بمحافظة دير الزور.بدوره، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون أن 350 جهادياً، بينهم العديد من الأجانب، استسلموا في الأيام القليلة الماضية وتم استجوابهم، موضحا أنه بذلك يرتفع إلى 400 عدد المحتجزين لدى «قسد» في غضون شهر.وقال ديلون: «رأينا أيضا أنه قبل بدء العمليات الهجومية وبمجرد أن أصبحت المنطقة معزولة، فإن كثيراً من القياديين يفرون»، مشيرا إلى أن المهمة الشاقة الرئيسة تتمثل بنزع الألغام والقنابل غير المنفجرة في كل أنحاء الرقة.رمز الترهيب
وفي تغريدات على «تويتر»، قال المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك، الذي زار سورية في اليومين الأخيرين، إن التنظيم الذي «كان يزعم أنه شرس، بات الآن مثيراً للشفقة وقضية خاسرة»، بعد طرده من الرقة، التي جعلها رمزا للترهيب ومركزا خطط منه لهجمات دموية حول العالم.وأكد مدير المكتب الإعلامي في «قسد»، مصطفى بالي، أنه بعدما «انتهت المواجهات العسكرية المباشرة، تستمر عمليات التمشيط والبحث عن احتمال وجود ملاجئ أو مخابئ يمكن أن يكون قد دخلها عناصر التنظيم الذين لم يسلموا أنفسهم».حركة المعابر
في غضون ذلك، عادت الحركة التجارية، صباح أمس، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إلى سابق عهدها، بعد توقفها لأشهر على خلفية الاقتتال الذي نشب بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في يوليو الماضي.وفي إطار اتفاق رعته الحكومة السورية المؤقتة ووزارة الدفاع وهيئة الأركان، اتفقت فصائل كتلتي «الشامية» و»السلطان مراد» العاملتين في ريف حلب الشمالي، على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وتسليم المعابر الحالية، أو ما يتم إنشاؤها لاحقا للحكومة الثورية.