خامنئي يتمسك بالاتفاق النووي... وينتقد «تدخل أوروبا»
● خاتمي يكسر «الحظر» لدعم «الحرس الثوري»
● سجال على «تويتر» بين ظريف ونتنياهو
حسماً للجدل الداخلي بين أجنحة النظام الإيراني حول الاتفاق النووي، جدد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أمس، تمسك إيران بالاتفاق، على الرغم من التهديدات، التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء المعاهدة المبرمة بين طهران والقوى الكبرى، في إطار استراتيجية شاملة لمواجهة أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة. وقال خامنئي، إنه «طالما لم يقدم الطرف الآخر على تمزيق الاتفاق النووي، فنحن لن نمزقه أيضاً، لكن إذا أقدم على تمزيقه، فنحن سنحوله إلى فتات».وأضاف المرشد الإيراني خلال استقباله عدداً من الطلاب الجامعيين في طهران: «تأكدوا هذه المرة أيضاً، ستتلقى أميركا صفعة، وستهزم على يد الشعب الإيراني، تمكنا من قطع الهيمنة الأميركية في بلدنا، ورغم ذلك ورغم عداء أميركا أصبحنا أكثر قوة وتطوراً، وكل ذلك حدث في زمن العقوبات».
انتقاد أوروبا
وفي انتقاد لأوروبا، قال خامنئي: «الدول الأوروبية أكدت التزامها بالاتفاق، ودانت خطاب الرئيس الأميركي، نحن نرحب بذلك لكنه غير كاف يجب أن يطالبوا الرئيس الأميركي بعدم تمزيق الاتفاق».وتابع: «أولاً، يجب أن تقف أوروبا في وجه إجراءات واشنطن العملية. ثانياً، يجب أن تكف هذه الدول عن التدخل في القضايا الدفاعية الإيرانية أو حول وجود إيران في المنطقة»، مؤكداً أن «إيران ستواصل هذا التواجد شاؤوا أم أبوا».وتوجه إلى الدول الأوروبية بالقول: «لماذا أنتم تملكون الصواريخ والسلاح النووي؟»، لافتاً إلى أن «إيران لن تقبل من الأوروبيين أن يضموا صوتهم إلى صوت الغطرسة الأميركية وأن يتبعوا سياسة التنمر الأميركية». وكان مستشار خامنئي للشؤون الخارجية علي ولايتي انتقد، أمس الأول، حديث الدول الأوروبية عن سلوك طهران المزعزع للاستقرار في المنطقة والبرنامج الصاروخي الإيراني، معتبراً أن دفاعها عن الاتفاق النووي لا يعطيها الحق في الحديث عن هذه الأمور.وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنه سيبحث هذه المواضيع مع نظيره الإيراني حسن روحاني، بينما أعلنت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي قبل أيام أنهما متفقتان على ضرورة مواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها طهران على الرغم من تمسكهما بالاتفاق النووي. من جانب آخر، اعتبر المرشد الأعلى أن الرد على «أباطيل وتبجّح الرئيس الأميركي الثرثار، مضيعة للوقت»، زاعماً أن «الأميركيين غاضبون من إيران لأنها أفسدت عليهم خططهم في لبنان وسورية والعراق».ووصف الولايات المتحدة، بأنها «مؤسسة الصهيونية العالمية»، مشيراً إلى أنها هي من أوجد داعش والتيارات التكفيرية، «فهل تتوقعون أنها لن تغضب من إيران القوة التي تقف أمام داعش ؟»نتنياهو وظريف
إلى ذلك، نشرت الصفحة الرسمية للحكومة الإسرائيلية على موقع «تويتر»، الاثنين الماضي، شريط فيديو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دعا خلاله وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى حذف حسابه على «تويتر».وعلق نتنياهو على «تغريدة» لظريف قال فيها، «إن الايرانيين، بنين وبنات، رجالاً ونساء، كلهم حرس ثوري». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تعليقه، إن الإيرانيين غير راضين عن «الحرس الثوري». وأشار إلى مفارقة استخدام ظريف لـ«تويتر» ونشره لتغريدات وتعليقات في الوقت الذي تحجب فيه السلطات الإيرانية المحافظة الموقع وتمنع عموم الشعب من استخدامه. ورد ظريف أمس على نتنياهو بالقول: «خسئت يابنيامين».من جهة أخرى، أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي برنامج إيران النووي.واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن الموقف الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، وتهديدات واشنطن لكوريا الشمالية، يفاقم من حدة المشاكل الأمنية الحالية.ظهور خاتمي
وفي موقف هو الأول من نوعه، لاسیما خلال العقدين الماضيين، أعلن الرئيس الإيراني الأسبق وزعيم الإصلاحيين، محمد خاتمي، دعمه لـ»الحرس الثوري»، المؤسسة العسكرية الأكثر جدلاً في بلاده وخارجها وبرنامج طهران الصاروخي، الذي تعتبره الولايات المتحدة مهدداً للسلم والأمن العالميين.وخرق خاتمي قرار أصدرته المحكمة الخاصة برجال الدين قبل أيام يقضي بمنعه من المشاركة في أي نشاط سياسي أو إعلامي لتوجيه رسالة للحرس، في خطوة تشير إلى مدى تنامي نفوذ المؤسسة، التي اتهم رموزها خاتمي بأنه خائن أكثر من مرة، مع تزايد ضغوط ترامب عليها وعلى طهران. وقال خاتمي: «لا يخطئوا، ربما هناك خلافات في وجهات النظر في البلاد، لكن لا يوجد أي خلاف حول أساس النظام والمصالح الوطنية ومواجهة التهديدات الخارجية».إسقاط إعدام
في شأن منفصل، أسقطت السلطات الإيرانية عقوبة إعدام صادرة بحق محكوم دين بالإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والأئمة الاثني عشر في سلسلة تعليقات نشرها على «فيسبوك».وقال مدعي عام طهران جعفري دولت أبادي، إن المتهم الذي دين أيضاً بتهمة «الإساءة لمسؤولي الدولة» والترويج لـ»دعاية ضد النظام»، سينفذ حكماً بالحبس، دون اعطاء تفاصيل حول المدة.