عادت التوترات لتخيم على العلاقة بين المتمردين الحوثيين المسيطرين على العاصمة اليمنية وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في ظل تبادل الجانبين للاتهامات بعرقلة الاتفاق السياسي بينهما.

والطرفان ممثلان في حكومة في صنعاء غير معترف بها دوليا، ويخوضان منذ نحو ثلاثة اعوام حربا ضارية ضد التحالف العسكري العربي بقيادة المملكة السعودية المؤيد للسلطة المعترف بها.

Ad

ووجه حزب "المؤتمر الشعبي العام" بقيادة صالح الخميس رسالة الى المكتب السياسي في جماعة "أنصار الله" (المتمردون الحوثيون) يشكو فيها من "حملات الاستهداف التي تطال قياداته وكوادره".

وقال في الرسالة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس ان بعض ممثليه في الحكومة، وبينهم "وزراء" الصحة والتعليم العالي والاوقاف والارشاد، تعرضوا "للاهانة" على ايدي قياديين حوثيين، وأرفق الرسالة بأسماء 44 شخصا رأى الحزب انهم "يسيئون" الى صالح.

واعتبر الحزب ان هذه الاساءات "مؤشرات واضحة ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحوثيين لاستمرار الشراكة مع المؤتمر، إلا في إطار السيطرة الكاملة، والاستحواذ"، مؤكدا انه "لن يقبل بشراكة صورية".

من جهته، رد رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصماد على الرسالة متهما شخصيات مقربة من صالح "بتلقي أموال" من فريق الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي "لأجل شق الصف" بين الحليفين.

وتابع في رسالة "أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي الأعلى والحكومة ونحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن اصلاح أبسط الاصلاحات".

وظهرت أول بوادر الانشقاق بين الحليفين في اغسطس الماضي حين تبادلا الاتهامات ب"الخيانة"، قبل ان يقتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية لصالح ومسلحان من المتمردين في اشتباكات غير مسبوقة بين الطرفين في صنعاء.

لكن الرئيس اليمني السابق اعلن بعد نحو اسبوع ان تحالفه مع المتمردين مر بازمة ثقة بعدما خشي الحوثيون من امكانية الانقلاب عليهم، قبل ان تبدد هذه المخاوف عبر رسائل تطمينية.