الثبات على النجوم... تميمة النجاح في السينما المصرية؟
ما الذي يدفع عدد من المُخرجين إلى تكرار التعاون مع نجوم بعينهم؟ هل يأتي ذلك انطلاقاً من إيمانهم بموهبتهم فحسب، أم بفعل «الكيمياء» التي تنشأ بينهم، مما ينعكس على تلك الأعمال إيجاباً بدليل النجاح الذي تحققه؟
تنطبق هذه القاعدة على كل من المُخرج خالد يوسف والفنان عمرو سعد اللذين بدآ أخيراً تصوير أحدث أعمالهما السينمائية «كارما».
تنطبق هذه القاعدة على كل من المُخرج خالد يوسف والفنان عمرو سعد اللذين بدآ أخيراً تصوير أحدث أعمالهما السينمائية «كارما».
بعد انقطاع التعاون بين المُخرج خالد يوسف والفنان عمرو سعد نحو ثماني سنوات منذ فيلم «دكان شحاتة» عام 2009، بمشاركة محمود حميدة وهيفاء وهبي، يتعاونان مجدداً من خلال فيلم «كارما» الذي انطلق تصويره أخيراً.يشارك في الفيلم إلى جانب سعد كل من غادة عبد الرازق، وخالد الصاوي، وزينة، ووفاء عامر، وجميعهم سبق لهم التعاون أكثر من مرة مع خالد يوسف باستثناء الصاوي. تدور الأحداث في إطار اجتماعي إنساني، يرصد الصراع الطبقي في المجتمع، والخلاف بين الناس في الأفكار والمعتقدات.يجد خالد يوسف دائماً تميمة حظه مع عمرو سعد منذ أن تعاونا لأول مرة عندما كان مساعد مخرج مع يوسف شاهين في فيلم «الآخر»، ثم اختاره خالد عام 2006 للمشاركة في بطولة «خيانة مشروعة» مع هاني سلامة وسمية الخشاب، قبل أن يسند إليه البطولة المطلقة في العام التالي في «حين ميسرة» مع كل من سمية الخشاب، ووفاء عامر، وعمرو عبد الجليل، ثم انخرط المُخرج في الحياة السياسية قبل أن يعود إلى السينما.
كذلك يستعد المُخرج مروان حامد لوضع الخطوط النهائية لفيلمه الجديد «تراب الماس» المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب أحمد مراد، وهما قدما معاً أفلاماً عدة بدءاً بـ«الفيل الأزرق» مروراً بـ «الأصليين»، وأخيراً «تراب الماس».ويشارك في العمل عدد من النجوم في مقدمهم آسر ياسين، إلى جانب الفنان الكبير عزت العلايلي، مع خالد الصاوي الذي سبق وتعاون مع مروان ومراد في «الفيل الأزرق»، فيما اشتغل مع المخرج مروان حامد في أول أعماله السينمائية «عمارة يعقوبيان»، الذي كتب من خلاله الصاوي شهادة ميلاده الفنية، ولفت الأنظار بقوة إلى موهبته من خلال دور المثلي الجنسي الذي أثار جدلاً واسعاً.كذلك يشارك في الفيلم محمد ممدوح الذي قدّمه مروان سينمائياً لأول مرة في «إبراهيم الأبيض» عام 2009، حيث جسد دور ابن النجم الراحل محمود عبد العزيز، ليكون ذلك مُفتاح التعاون المُستمر بينهما، وشاركه مروان في «الأصليين»، وقبله «الفيل الأزرق».
أسباب
يرى الناقد الفني رامي عبد الرازق أن لحالات التعاون هذه عوامل أو أسباباً عدة، بتعبير أدق، يقول: «لا يمكن حصرها في قاعدة محددة، إذ تختلف من شخص إلى آخر، ومن مجموعة إلى أخرى. حتى على مستوى العالمية يتعاون مخرجون مع نجوم بعينهم مرات عدة، بسبب الكيمياء التي تتشكّل بين الفنان والمخرج، إذ يدرك الأخير أن هذا الممثل أو ذاك يستطيع تجسيد الشخصية المكتوبة، خصوصاً إن كتب بنفسه السيناريو»، ويضيف: «العامل الثاني هو النجاح، فقدرة الطرفين على التفاهم تنعكس على العمل الفني، ما يسهم في تحقيق النجاح، ويدفعهما إلى تكرار التعاون أكثر من مرة. كذلك لا ننسى عاملاً آخر مهماً وهو موهبة الفنان التي تساعد المخرج على وضعه في أكثر من دور ليشكِّل مفاجأة لجمهوره».كذلك يرى الناقد وليد سيف أن تكرار العمل بين المُخرج والفنان سببه الرؤية الفنية الواحدة لدى الطرفين، بالإضافة إلى الثقة والتفاهم بينهما، وهو أمر مهم ومطلوب سينمائياً، ذلك لخروج النص بشكل مُرض، علماً بأن السينما تحتاج إلى وقت قصير لتحقيق ذلك، على عكس الدراما التي ربما بحاجة إلى فترة أطول لينتج عنها التفاهم، وتحقيق الكيمياء بين فريق العمل ككل وليس بين ثنائيات فحسب.وأكد الناقد أن التفاهم بين أطراف العمل أحد أبرز العوامل لتحقيق النجاح، فالمُخرج يفضل ممثلاً يستطيع أن يتفاهم معه، وموهوباً في آن، ومتمكناً من أدواته لتقمص ما بين السطور، وطالما توافر النجاح للثنائي فلا مانع من تكرار التعاون.
المُخرج خالد يوسف والفنان عمرو سعد يتعاونان مجدداً من خلال «كارما»