طرد إسرائيل وأذنابها!
كلمة الرئيس الغانم تمثلنا ككويتيين شهدنا معنى الاحتلال وظلم المحتل، كما تجسّد قيمة القضية الفلسطينية في الضمير الكويتي رسمياً وشعبياً، بغض النظر عن اختلافاتنا السياسية ومواقفنا من الكثير من القضايا المحلية منها والإقليمية والدولية، بدليل التنوع الذي ضم الوفد الكويتي الشعبي في المؤتمر الدولي.
المداخلة السريعة والخاطفة لرئيس مجلس لأمة مرزوق الغانم في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، المنعقد حالياً في روسيا، لا شك أنها محل اعتزاز وتقدير لكل من يحمل ولو بقايا من الحس الإنساني والضمير الحي تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، وغطرسة الكيان الصهيوني على مدى سبعة عقود من الزمن، وأمام صمت الأبواق الغربية التي تتبجح بمبادئ حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي.كلمة الرئيس الغانم تمثلنا ككويتيين شهدنا معنى الاحتلال وظلم المحتل، كما تجسّد قيمة القضية الفلسطينية في الضمير الكويتي رسمياً وشعبياً، بغض النظر عن اختلافاتنا السياسية ومواقفنا من الكثير من القضايا المحلية منها والإقليمية والدولية بدليل التنوع الذي ضم الوفد الكويتي الشعبي في المؤتمر الدولي.
كلمات السيد الغانم كانت قاسية ومعبرة فأوجعت الوفد الإسرائيلي الذي اضطر للخروج من القاعة مهزوماً مدحوراً يجر خلفه أذيال العار والإحساس بأنه منبوذ، ولعل ذلك أقل ما يمكن تقديمه لضحايا الإرهاب الصهيوني وأشلاء أطفال فلسطين ودماء شهدائها وغربة لاجئيها ومظلومية من يعيش تحت وطأة الاحتلال الأجنبي.لكن هناك مفارقة مخجلة في المشهد الكبير داخل قاعة سان بطرس برغ لمن صفقوا بحرارة لكلمة مرزوق الغانم، وخصوصا من الوفود العربية والإسلامية، فهناك من العرب ممن طبّعوا وخنعوا واستسلموا للدولة اليهودية، فأكسبوها الشرعية ووفروا لها الغطاء السياسي للعربدة ضد الفلسطينيين، وتركوا قضية فلسطين وأهملوا نصرتها، بل صاروا يباركون ويحرضون على الفتك بشعبها، وهناك من المصفقين المنافقين الذين يهادنون وينسقون من تحت الطاولة مع الصهاينة ويستقبلون وفودهم ويرقصون معهم على جماجم الأطفال الفلسطينيين الذين أحرقوا أحياء في بيوتهم الآمنة، ولم يفضحهم في ذلك إلا بنيامين نتنياهو شخصياً عندما قال وبصراحة، وفي أكثر من مناسبة، إن إسرائيل لها أصدقاء عرب في العلن وأصدقاء وحلفاء في السر!بلاء العرب الصهاينة لا يقف عند هذا الحد وعلى مستوى بعض الحكومات، بل تعداه إلى حد بيع الضمائر للكيان الصهيوني، فخلال السنوات الدامية والمريرة التي عصفت بالعديد من الدول العربية تحت شعار "الربيع" تحول بعض العرب وهم يرتدون البزة الدينية إلى مرتزقة تديرهم الأيادي الإسرائيلية، وتزودهم بالمال والسلاح والغطاء الأمني لتدمير ديارهم وقتل بني شعبهم، وكانت إسرائيل الحاضنة الآمنة لهم وتعالج مصابي هؤلاء المرتزقة في مستشفياتها، كما استغل البعض الآخر انشغال بعض العرب ببعض، فراحوا يتاجرون مع اليهود بما يسرقونه من خيرات بلدهم من آثار ومصانع ونفط، فأين موقع هؤلاء الخونة في قواميس التنديد والبراءة من شينهم؟إننا معك يا مرزوق في طرد الصهاينة من محفل عالمي يمثل شعوب دول العالم المختلفة، لكننا نردد تلك الكلمات النارية للعرب المتصهينين أيضاً لمغادرة قاعة الشرف والإنسانية كأذناب يجرون عارهم خلف معازيبهم!