منذ فترة ليست ببعيدة كانت تجول في فكري صورة حية عن واقع مرير يعانيه الكثير من أطفال مرضى السرطان، وتعمقت في حقيقة هذا الواقع شيئا فشيئا، وترسخت الفكرة بضرورة الاهتمام بهذه الفئة بشكل عميق في وجداني، وازداد الأمر بعد قراءتي لخبر نشرته جريدة "القبس" في 25 يناير من هذا العام بعنوان "شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) تسلم مركز الشيخة سلوى صباح الأحمد للخلايا الجذعية والحبل السرّي في منتصف شهر سبتمبر 2017".ومن هنا أيقنت أنه لا بد من اتخاذ قرار حاسم من جميع المعنيين وأولياء الأمور بضرورة البحث عن طرق الوقاية من هذا المرض الذي أخذ يزداد انتشاره في الكويت، مما يحتاج منا إلى التمعن الدقيق في أسباب انتشاره، وطرق الوقاية منه.
وعلى الرغم من تداول كثير من الدراسات لعوامل ومسببات هذا المرض فإنها ما زالت تجهل الأسباب الحقيقية وراء طفرته، ولذلك لا بد من وضع محاور أساسية لدراسة علمية دقيقة تتلخص بالآتي:كتابة تقارير كاملة عن أسرة الطفل المريض وتاريخ المرض، ومعرفة صلة القرابة بين الوالدين إن وجدت، وهل كانت الرضاعة الطبيعية، وما النظام الغذائي عند الأم قبل الزواج والإنجاب وبعدهما؟ وما غذاء الأم وهي حامل، وغيرها من الأسئلة الدقيقة، وإطلاق نظام غذائي خاص بالمرضى بحسب أعمارهم، والتعاون مع مختبر مختص لمعرفة النتائج كل شهر بعد الالتزام بالنظام الغذائي وإعداد برنامج رياضي. وبعدها يجب التواصل مع مركز الكويت لمكافحة السرطان للبحث في هذه الدراسة التي قد تساهم بشكل مباشر من تقليل مرض السرطان عند الأطفال، وعدم انتشاره عند الآخرين من الأطفال الأصحاء، وحبذا لو شملت الدراسة الأطفال المصابين بالسرطان من مراكز خارج الكويت.وبعد الانتهاء من الدراسة المقررة تربط الحلول التي تم اكتشافها للوقاية من هذا المرض، برسالة توعوية تنطلق من الأطفال المرضى بإشراف وحضور أولياء أمورهم، وتختصر هذه الرسالة المؤثرة أهمية الوعي لدى الجميع من خلال نشرها في جميع قنوات التواصل الاجتماعي والندوات والمؤتمرات وغيره، ويكون عنوانها "رسالة منا أطفال السرطان إلى إخوتنا الأصحاء".
مقالات - اضافات
«رسالة منا أطفال السرطان إلى إخوتنا الأصحاء»
20-10-2017