تحدى الحرس الثوري الإيراني التحذيرات الأميركية الأخيرة، التي طالبت طهران بوقف أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وأعلن ، أنه سيقوم بتطوير البرنامج الصاروخي، المثير للجدل، رداً على استراتيجية الرئيس دونالد ترامب، التي وصفها بالعدائية وفرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على «الحرس».وقال «الحرس الثوري» في بيان، إن «المواقف العدائية للرئيس الأميركي المتغطرس وخفيف العقل المهينة للشعب الإيراني والمهددة بفرض حظر ظالم جديد ضد حرس الثورة الإسلامية يدل على هزيمة السياسات الشيطانية لرؤساء البيت الأبيض والكيان الصهيوني، التي تسعى إلى تغيير خريطة المنطقة وتقسيم الدول».
وأكد البيان عزم الحرس «الاستمرار في نهجه في مكافحة الهيمنة الأميركية والصهيونية وكذلك تطوير القدرات الدفاعية الصاروخية للبلاد... بسرعة أكبر وبدون أي توقف»، في إشارة إلى إرساله آلاف المتطوعين والمستشارين إلى مناطق النزاع في المنطقة.في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي زار إسرائيل قبل أيام أن بلاده ستواصل تعزيز تعاونها مع طهران. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ شويغو بأن بلاده لن تسمح لإيران بتعزيز وجودها العسكري في سورية. وأمس ، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً بنتنياهو، بحث فيه الأوضاع بسورية والعراق والاتفاق النووي الإيراني، الذي يعد رئيس الحكومة الإسرائيلي أكبر مناهضيه. وتزامنت زيارة شويغو إلى إسرائيل مع حادثة هي الأولى من نوعها عندما انطلقت صواريخ من دمشق باتجاه مقاتلة إسرائيلية فوق لبنان. وأمس ، هدد رئيس أركان الجيش الإيراني خلال زيارته إلى دمشق بالتصدي لأي اختراق إسرائيلي للأجواء السورية، متحدثاً عن التوصل إلى استراتيجية لمحاربة إسرائيل والإرهاب بين البلدين الحليفين. ونقلت وكالة «ارنا» للأنباء عن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي قوله خلال الاتصال بشويغو، إن «التعاون بين طهران وموسكو في مكافحة الإرهاب، لاسيما في سورية، منع مخططات أميركا المختلفة والخطيرة».وأشار إلى أن «تطوير التعاون الدفاعي بين البلدين له مكانة استراتيجية في دبلوماسية طهران ويعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي».وشدد وزير الدفاع الإيراني على أن «عدم التزام الإدارة الأميركية بالاتفاق النووي، سيجر العالم نحو عدم الاستقرار وانعدام الأمن».من ناحيته، جدد الوزير الروسي دعم روسيا الحاسم للاتفاق النووي، وقال إن «الحكومة الروسية تؤكد التزام الحكومة الإيرانية بالاتفاق وترى أنه لا ضرورة لإلغاء أو انسحاب أي طرف منه».في موازاة ذلك، أكدت الخارجية الروسية، اليوم، لإيران عزمها على الاستمرار في تحقيق الالتزامات المترتبة عليها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة المتفق عليها بين طهران ومجموعة «5+1».
أوروبا
في غضون ذلك، عقد قادة الاتحاد الأوروبي اليوم، اجتماعاً لتحديد موقفهم بشأن التزامهم بالاتفاق النووي مع إيران بغض النظر عما إذا كانت الولايات المتحدة، التي يتزايد انتقادها له ستنسحب منه.وتناول اجتماع الاتحاد، الذي يرفض عزل نفسه كامل عن واشنطن ملف البرنامج الصاروخي الإيراني، ودور طهران زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.وأوضح مشروع بيان، أطلعت عليه وكالة «رويترز» أن قادة الاتحاد «سيعيدون التأكيد على الالتزام الكامل بالاتفاق النووي».ويأتي ذلك بعد انتقادات لاذعة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي لأوروبا، رغم دفاعها عن الاتفاق. وقال خامنئي، إن أوروبا لا يحق لها الحديث عن برنامج إيران الصاروخي ولا عن الوجود الإيراني في المنطقة بل فقط الحديث عن الاتفاق النووي لأنه يؤمن مصالح أيضاً حسب قوله.ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، الى ضمان التزام إيران الصارم بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.وقال مكتب ماكرون، في بيان: "بعد أن اجتمع الرئيس الفرنسي مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو دعا الوكالة إلى ضمان الالتزام الصارم ببنود الاتفاق بجميع أبعادها". من ناحيتها، أكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اليومالتزام بلادها بالاتفاق النووي الذي ابرمته مجموعة (5 + 1) مع ايران، مشيرة الى ان ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا أعدت بيانا مشتركا يؤكد التزامها بالاتفاق.