من دوار النعيم الشاهد الأكبر على وحشية تنظيم "داعش" وإعداماته الميدانية وعمليات الصلب في عاصمة خلافته المزعومة، أعلنت القيادية الكردية في حملة "غضب الفرات" روجدا فلات انسحاب قوات سورية الديمقراطية (قسد) جزئياً من مدينة الرقة تمهيداً لتسليمها إلى المجلس المدني، المشكل في أبريل الماضي من وجهاء أبرز عشائر المحافظة وشخصيات سياسية.وعقب سيطرتها كلياً على الرقة وطردها عناصر "داعش" من آخر نقاط تمركزهم وتحديداً المشفى الوطني والملعب البلدي ودوار النعيم، أخلت "قسد" مقاتليها من مناطق انتشارهم في المدينة المدمرة بدرجة كبيرة في تمهيد لتخفيف الوجود العسكري فيها، بحسب وكالة "فرانس برس".
وفي إشارة إلى الدور القتالي للكرديات في المعركة، أعلنت المتحدثة باسم وحدات "حماية المرأة" نسرين عبدالله، في مؤتمر صحافي عند الدوار الذي علقت في محيطه صورة كبيرة للزعيم الكردي عبدالله أوجلان، أن "الرقة تحررت بإرادة المرأة الحرة".وقال مدير المكتب الإعلامي في "قسد" مصطفى بالي: "بعد انتهاء العمليات العسكرية، انتقل قسم كبير من القوات من الرقة إلى مناطق أخرى بينها دير الزور" شرقاً حيث تخوض تلك القوات معارك ضد "داعش".ولا تزال عمليات التمشيط مستمرة في المدينة بحثاً عن عناصر متوارية من التنظيم ولتفكيك الألغام التي زرعها بكثافة. وقال المتحدث باسم "قسد" طلال سلو أمس، إنه لم يعثر حتى الآن على عناصر متوارية من التنظيم المتطرف، مشيراً إلى "تحقيقات تقوم بها الاستخبارات المحلية مع المستسلمين وبينهم أجانب من جنسيات مختلفة ومقاتلون محليون".وفي تطور لافت، كشفت صحيفة "عكاظ": عن قيام وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان بزيارة مدينة عين عيسى فى ريف الرقة الشمالي قبل أيام برفقة منسق التحالف الدولي بيرت ماكغورك، موضحة أنه التقى مجلس الرقة المدني وبحث مع مسؤولي المدينة الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ودور الرياض في إعادة إعمار المدينة التاريخية.لكن صحيفة "النهار" اللبنانية أشارت إلى أن السبهان انضم إلى مسؤولين غربيين ودوليين زاروا المنطقة لتفقد "دواعش" من دولهم كانوا قد استسلموا وذلك للبت في مصيرهم، مبينة أنه التقى أيضاً مسؤولين أكراداً وآخرين من العشائر العربية التي قاتلت إلى جانبهم.
مجموعة السبع
ومع وصول نائب الرئيس الشيشاني زياد سبسبي إلى القامشلي ليل الأربعاء- الخميس، في زيارة لم يعلن عنها، لمناقشة قضية زوجات قادة وعناصر "داعش" الشيشانيات وأطفالهم المعتقلين لدى الوحدات الكردية، اتخذ مصير عشرات المقاتلين الأجانب أهمية خاصة في اجتماع وزراء داخلية دول مجموعة السبع، الذي بدأ اليوم في جزيرة أسكيا الإيطالية.وبعد تحرير الرقة باتفاق رعاه مجلسها المدني سلم بموجبه المئات من عناصر "داعش" أنفسهم، تناولت مباحثات اليوم الأول من الاجتماع الدولي تبادل المعلومات حول عودة المقاتلين الأجانب إلى دولهم ومكافحة هذه الظاهرة بشكل فعال أكثر.والموضوع الرئيسي الثاني على طاولة الاجتماع، الذي يشارك فيه وزراء كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا، والولايات المتحدة، سيكون مكافحة "الإرهاب" على الإنترنت بحضور ممثلي عمالقة الشبكة العنكبوتية مثل "غوغل" و"فيسبوك" و"تويتر" و"مايكروسوفت".مرحلة جديدة
إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أمس ، أن تحرير مدينة الرقة إيذاناً بدخول الصراع السوري "مرحلة جديدة"، محذرة من أن "داعش" رغم انهياره سيبقى تهديداً بأفكاره الهدامة.وإذ أشادت بالقوات الأميركية وحلفائها في "قسد"، اتهمت ساندرز النظام في دمشق وداعميه بعرقلة جهود تحرير الشعب السوري، موضحة أنه "بدلاً من أن يركز على محاربة داعش هاجمت قواته شركاءنا وحاولت منعهم من تنفيذ مهمتهم".في الأثناء، اتجهت الولايات المتحدة وروسيا، أمس ، نحو مواجهة في مجلس الأمن حول تمديد مهمة لجنة التحقيق المكلفة تحديد مسؤولية الهجمات بالأسلحة الكيماوية، حيث تريد موسكو ربط ذلك بتقرير اللجنة النتظر في 26 أكتوبر خلافاً لرأي واشنطن ولندن وباريس.وبعد أسبوعين من إعلان روسيا أنها أصابت قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني بجروح خطيرة أفقدته ذراعه وحالته حرجة بثت الهيئة المتشددة تسجيل فيديو أمس له ويظهر فيه بصحة جيدة ويلقي محاضرة على مجموعة من المقاتلين في قريتي المشيرفة وأبو دالي شمال حماة، ويشرح بعض التحركات القتالية.وتعمد الجولاني في الشريط، الذي بثته مؤسسة "أمجاد"، تحريك يديه الاثنتين في إشارة إلى عدم مصداقية الرواية الروسية التي أكدت بتر إحداهما، مؤكداً أن الخيار العسكري هو رأسمال جماعته.وغداة إعلانه عن سياسة جديدة في سورية وتحذيره إسرائيل من انتهاك مجالها الجوي، نقل رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري رسالة من المرشد الأعلى علي خامنئي، هنأ فيها الرئيس بشار الأسد بالانتصارات الأخيرة، مؤكداً أن القوات الإيرانية شريك رئيسي فيها.وبحسب رئاسة الجمهورية، فإن الأسد بحث مع باقري المراحل المتقدمة لعلاقات سورية وإيران في كل المجالات، وعلى رأسها التعاون العسكري، الذي شهد تطوراً نوعياً خلال الحرب المستمرة منذ 2011، معتبراً أن النجاح في القضاء على الإرهاب يشكل ضربة قاسية ضد المشاريع الغربية المرسومة للمنطقة.وأكد اللواء باقري أن الهدف من هذه الزيارة هو وضع استراتيجية مشتركة حول مواصلة التنسيق والتعاون على المستوى العسكري، في المرحلة المقبلة، بعد الإنجازات الكبيرة التي تحققت على الأرض.وغداة قيام مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا بزيارة إلى موسكو لترتيب استئتاف مفاوضات جنيف، أعلنت كازاخستان، أمس، انطلاق الجولة السابعة من المحادثات بين النظام السوري وممثلين لفصائل المعارضة يومي 30 و31 الجاري في أستانة للتفاوض خصوصاً في مصير الرهائن والأسرى ونقل الجثث والبحث عن مفقودين.وأوضحت وزارة خارجية كازاخستان، في بيان، أن من المقرر أيضاً أن يتناول المشاركون المسائل المتعلقة بالإرهاب ويتبنون "بياناً مشترك" حول نزع الألغام.في هذه الأثناء، طلب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من ديميستورا تكثيف جهوده، بالتشاور مع الجهات المعنية، لعقد الجولة الثامنة من محادثات جنيف، مشيراً إلى أن "التطورات الأخيرة تشير مرة أخرى إلى ضرورة إعادة تنشيط العملية السياسية، والتزام كل الجهات بحماية المدنيين، والتقيد بالقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان".