«غولدمان ساكس» لا ترى تأثيراً حاسماً للتقلبات الجيوسياسية الحالية على النفط
قالت مجموعة "غولدمان ساكس"، إن أسواق النفط تكافح ضد أخطار جيوسياسية متصاعدة مع ازدياد الشكوك حول تأثير التوترات المحيطة بدول مثل العراق وإيران والولايات المتحدة.وفيما تصطدم الحكومة العراقية مع القوات الكردية في شمال تلك الدولة العضو في منظمة "أوبك" وترفع احتمالات حدوث اضطراب في الإنتاج في المنطقة، فإن لدى الجانبين حوافز لاستمرار تدفق النفط نظراً إلى تدني تكلفة الإنتاج "والعوائد العالية" المتوافرة في البرميل، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة شددت من مواقفها ضد إيران لا تزال هناك "شكوك كبيرة" حول ما إذا كانت ستعيد فرض عقوبات تحد من إمداد النفط الإيراني.
وقد قفز سعر النفط حوالي 3 في المئة خلال الجلستين الماضيتين بعد أن تحولت أسابيع من التوتر في أعقاب الاستفتاء الكردي على الاستقلال في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي إلى نزاع مكشوف في منطقة كركوك الغنية بالنفط.وعلى الرغم من ذلك، فإن التحسن قد أخفق يوم الثلاثاء الماضي وتغيرت الأسعار بشكل طفيف رغم إغلاق حقلين يضخان معاً 275 ألف برميل يومياً نتيجة اندلاع العنف.وقال محللو "غولدمان ساكس" بمن فيهم داميين كورفالن في مذكرة بحث في 17 أكتوبر الجاري، إن "استجابة السوق المحدودة حتى الآن تتماشى مع الشكوك العالية ازاء اضطرابات الإنتاج المحتملة مع احتمال حدوث خطوات أكبر في حال وقوع اضطرابات جديدة فقط".وتتفاقم التوترات في وقت يبدو إنتاج فنزويلا متسارعاً مع استمرار عدم الاستقرار السياسي في ليبيا ونيجيريا بشكل يهدد الإمداد النفطي – بحسب بنك "غولدمان ساكس". ويمكن أن يترجم الارتفاع في سعر برميل النفط بنسبة 1.5 دولار في خام برنت منذ صباح يوم الجمعة على شكل انعكاس لتوقعات حول توقف إنتاج 250000 برميل يومياً خلال ثلاثة أشهر، بحسب غولدمان.ويضيف أن ذلك يمكن أن يعتبر أيضاً في ضوء الشكوك الكبيرة إزاء حدوث اضطرابات انعكاساً لاحتمال بنسبة 30 في المئة لاضطرابات لستة أشهر بمعدل نصف مليون برميل في اليوم – وفقاً للبنك.وتدعم بغداد صادراتها من كركوك بشحنات عبر خط أنابيب يمر من كردستان وينقل الخام ميناء جيهان التركي. ويضخ العراق وهو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة "أوبك" معظم إنتاجه البالغ 4.47 ملايين برميل يومياً من حقول تقع في جنوب البلاد ويشحنه عن طريق البصرة.ويمكن للعراق أن يستفيد من العوائد الأعلى للنفط إذا توصل إلى اتفاق مع حكومة كردستان العراق فقط "وعدم عرقلة تركيا لتدفق النفط عبر ميناء جيهان" برأي "غولدمان ساكس"، الذي يضيف أن ذلك لا يستبعد مع ذلك اضطرابات الإنتاج نظراً إلى أن العراق يتسم بقدر أقل من الخطر السلبي في ضوء صادراته من الجنوب من حكومة كردستان العراق إذا تعطلت الشحنات إلى ميناء جيهان وتحسنت أسعار النفط، بحسب البنك.وفي حالة ايران، قال "غولدمان ساكس" إنه فيما سوف " تتعرض عدة مئات من الآلاف من براميل النفط المصدرة" إلى خطر فوري إذا أعيد فرض عقوبات أميركية، لكنه لا يرى تأثيرات فورية على تدفق النفط. وقال محللو البنك: "من دون دعم من جانب دول أخرى يبدو من غير المحتمل أن يهبط الإنتاج بمليون برميل يومياً " ليصل إلى مستويات ما قبل توصل دول العالم إلى اتفاق حول الحد من برنامج إيران النووي.• سيرين تشيونغ