بغداد تستعيد كركوك بالكامل... واشتباكات على تخوم أربيل
• «الحشد» يستخدم سلاحاً أميركياً ورصداً إيرانياً
• المالكي يحذر من عرقلة الانتخابات والتمديد للبرلمان
سيطرت القوات العراقية المشتركة على آخر نقطة لـ «البيشمركة» بمحافظة كركوك، بعد اشتباكات عنيفة معها عند تخوم محافظة أربيل التي تضم مركز الإقليم الكردي، في وقت أكدت القوات الكردية أنها تتصدى لهجوم يشارك فيه «الحشد الشعبي» باستخدام سلاح أميركي وعناصر رصد مدفعي إيرانية.
خاضت القوات العراقية المشتركة المدعومة بميليشيات «الحشد الشعبي» معارك عنيفة ضد قوات «البيشمركة» التابعة لحكومة إقليم كردستان، بعد وصول الأولى إلى تخوم العاصمة أربيل، في تقدم غير مسبوق.واستعادت القوات العراقية منطقة ألتون كوبري على بعد 35 كيلومترا شمال غربي كركوك على الطريق بين المدينة وأربيل، بعد اشتباكات مع «البيشمركة»، ورفعت العلم على مبنى البلدية.وذكرت وزارة الدفاع أن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي أعادت انتشارها وفرضت الأمن والنظام في ناحية التون كبري» التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن مركز الإقليم الكردي، موضحة أنها اقتحمت الناحية من محورين وبثت صورا وهي تجوب شوارع البلدة.
وقالت قيادة العمليات المشتركة للحكومة الفدرالية في بغداد إن «الأمن استتب في كركوك. وقد أعادت القوات انتشارها واستعادت السيطرة على خانقين وجلولاء في محافظة ديالى، فضلا عن مخمور وبعشيقة وسد الموصل وسنجار ومناطق أخرى في سهل نينوى».
تصدّ كردي
في المقابل، أعلنت قيادة «البيشمركة»، أن القوات العراقية، وعناصر «الحشد» التي تدعمها إيران، هاجمتها في التون كوبري، مبينة أن الهجوم تم بسلاح أميركي وبمشاركة الرصد المدفعي الإيراني.وأشارت إلى أن «البيشمركة تمكنت من صد الهجوم»، الذي يهدف إلى السيطرة على كامل حدود محافظة كركوك، مؤكدة أنها دمرت 10 عربات من نوع همر ودبابة إبرامز.وفي وقت سابق، أكد قيادي في «البيشمركة» أن قواته تحاصر فصيلا من «الحشد» يحاول الدخول إلى ناحية التون كوبري التي يطلق عليها الأكراد «بردي». وذلك بعد أيام قليلة من فرض القوات العراقية السيطرة على المناطق المتنازع عليها، من دون أن تبدي «البيشمركة» مقاومة تذكر.وجاءت التطورات الأخيرة غداة ترحيب حكومة الإقليم بالدعوة التي وجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي للحوار الثلاثاء الماضي، بعد العملية العسكرية الواسعة.حدود كركوك
وغداة تقارير غير موثقة عن انسحاب الميلشيات المدعومة إيرانياً من كركوك المختلطة بين الكرد والعرب والتركمان، أكد القيادي في «الحشد الشعبي»، كريم النوري، أن قواته لا تعتزم تجاوز حدود محافظة كركوك باتجاه مدينة أربيل، مشيرا إلى أن العبادي «أصدر أوامره لجميع القطعات العسكرية بعدم تخطي حدود محافظة كركوك باتجاه مدينة أربيل».كما أكد أن «قوات الحشد الشعبي توغلت إلى ناحية التون كوبري عقب الأحداث التي رافقت حرق مقر الجبهة التركمانية فيها».وجاء تحرك القوات العراقية إلى المناطق المتنازع عليها رداً على إجراء السلطات الكردية استفتاء شعبيا للانفصال عن العراق في سبتمبر الماضي، اعتبرته حكومة بغداد غير شرعي.مرشح تركماني
من جهة ثانية، قال فوزي أكرم، عضو في اللجنة التنسيقية العليا للتركمان بالبرلمان العراقي، أمس، إن مكونه قدم مرشحا لشغل منصب محافظ كركوك خلفا للمحافظ المقال نجم الدين كريم الذي أعلن تأييده للانفصال.وأضاف أكرم أن «التركمان لم يشغلوا منصب المحافظ منذ عام 2003».السيستاني للحماية
في هذه الأثناء، طالب المرجع الشيعي، علي السيستاني، من الحكومة العراقية حماية الأكراد في كركوك، داعياً الزعامة الكردية للعودة، لما وصفه بالمسار الدستوري في السعي إلى الاستقلال.وتأتي الدعوة وسط تقارير عن سقوط قتلى وجرحى خلال تظاهرات كردية تصدت لها الشرطة الاتحادية في كركوك، وسط تقارير عن انتهاكات ضد الأكراد في مناطق أخرى سيطرت عليها القوات العراقية منذ الاثنين.جاء ذلك بعدما أعلن مسؤولون في حكومة كردستان، أمس ، أن نحو 100 ألف كردي فروا من كركوك، خشية وقوع اضطرابات منذ سيطرة القوات العراقية عليها.من جانب آخر، وجه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أمس، رسالة إلى نواب البرلمان من «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة، اعتبر فيها أن الدستور العراقي لا يجيز تشكيل حكومة «تصريف الأعمال».ورأى المالكي في رسالته أن الدعوات التي تطالب بعرقلة إجراء الانتخابات التشريعية، وتوفير فرصة لتمديد عمر مجلس النواب لسنتين إضافيتين، تحت ذريعة وجود نص يسمح بذلك في القانون الدولي عند الظروف القاهرة، ستجر البلاد إلى المجهول. وقال إن الدستور العراقي لا يوجد به ما يسمح بمثل تلك الخطوة التي ستدخل العراق في «فراغ دستوري خطير، حيث لا يجوز للبرلمان تمديد ولايته».
السيستاني يطالب بغداد بحماية الأكراد... والتركمان يطمحون لإدارة كركوك