تواصلت فعاليات ثاني ليالي مهرجان السلام الثاني، والذي تقيمه أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا)، حيث تألقت فرقة "ابن عربي" في المسرح الخارجي في حديقة الشهيد، بمرافقة المنشد عبدالله المنصور الخليع. حضر الحفل وفد من السفارة المغربية في دولة الكويت، على رأسهم نائب السفير المغربي محمد المداح الإدريسي، والوزير المفوض مليكة الإدريسي، وعثمان الغليمي من العلاقات العامة.وسادت أجواء الحفل حالة من الطمأنينة والسلام والهدوء، حيث رحبت الفرقة بالجمهور، مرتدية لباسها المغربي التقليدي المميز، بمشاركة عازفين على آلات القانون والكمان والدف والرق والناي والعود، آلات تسحر القلوب وتأخذ العقول إلى العالم المنشود، حيث المحبة والسلام.
قدم الخليع مجموعة متنوعة من أروع الأغاني والأشعار لكبار الصوفية والعارفين ومنها لرابعة العدوية، والسهروردي، والششتري. فكانت أول قصيدة "أنتم فروضي ونفلي" لعمر بن الفارض، تلتها "ولو فهموا دقائق حب ليلى" لمحمد الحراق المغربي، تلتها "سلبت ليلى" لأبي الحسن الششتري، ثم "تحيي إذا قتلت" لمحيي الدين بن عربي.
تجاوب لافت
ومع تواصل الحفل، ووسط تجاوب الجمهور اللافت والمميز امتزجت الألوان الزاهية مع الأصوات الجميلة، لتشكل لوحة فنية رائعة، فغنى الخليع "قالوا أتنسى الذي تهوى" لأحمد الرفاعي، و"أفناني ذا الحب" لأبي الحسن الششتري، و"قال لي المحبوب" لجلال الدين الرومي، و"حب غيداء" للششتري، ثم تغني لرابعة العدوية "عرفت الهوى"، والتي انسجم معها الجمهور بحرارة، بينما تميزت الأغنية قبل الأخيرة بخليط من أغنية "أقبل البدر علينا" لأبي الحسن الششتري، وقصيدة" الصبح بدا من طلعته" لبوصيري، وكان حسن الختام للششتري "رضي المتيم فى الهوي بجنونه".الفن الصوفي
وعلى هامش الحفل، أعرب مؤسس الفرقة أحمد الخليع عن سعادته للمشاركة في المهرجان، وتوجه بالشكر إلى الديوان الأميري، إضافة إلى حديقة الشهيد وأكاديمية "لابا" على تنظيمهم، مؤكدا أن المهرجانات تعد بوابة مهمة جداً لنشر ثقافة المحبة والتصافي والسلام عن طريق الفن والموسيقى.بدوره، منشد الفرقة عبدالله المنصور أنه سعيد بوجوده في الكويت، وأنه زاد فخرا بتفاعل الجمهور مع الفرقة. وبسؤاله عن تذوق الجمهور الكويتي للغناء والفن والموسيقى الصوفية، قال إن هذه الأمسية كانت بمنزلة تحد نرجو أن نكون وفقنا فيه، وأن تنال استحسان الجمهور الغفير الذي حضر عن وعي وثقافة عرف بهما أهل الكويت. وختم حديثه بتوجيه رسالة المحبة والسلام والتآخي النابعة من الروح الصوفية، معتبرا أن الفن الصوفي نوع من التعبيرات الفنية يسهم في ترسيخ الثقافة الإسلامية وتقريبها أكثر للشاب العربي بكل ما تحمله من ثراء معرفي وقيمي".«ابن عربي»
يذكر أن فرقة ابن عربي تتكون من عازف الدف ومنشد الفرقة صاحب الصوت المعبر عما وراء اللحن والإيقاع عبدالله المنصور، مايسترو الفرقة ومؤسسها أحمد الخليع الحاصل على الدكتوراه في التصوف والموسيقى الروحية من جامعة السوربون الفرنسية، عازف العود هارون تبول، عازف الناي عبدالواحد الصنهاجي، الإيراني كيفان شميراني، أسامة الخليع، ويجمع بينهم جميعا انسجام كبير مكنهم من كسب قلوب الجماهير بكلماتهم العذبة التي تتغنى بالمحبة. وتعد فرقة ابن عربي فرقة عربية للإنشاد الصوفي، حيث تعتبر من أقدم الفرق أسست عام 1988 في مدينة طنجة بالمغرب، ولاتزال تمارس نشاطها حتى الوقت الحالي. تخصصت بالموسيقى الصوفية الآلية والإنشاد الصوفي، وتحاول إعادة إحياء الألحان الموسيقية التاريخية المعروفة والشائعة في الصوفية.