مقال لأستاذ جامعي هو البروفيسور توماس مكلاﭬلين نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية في عددها الصادر يوم 15 أكتوبر 2017، أي منذ أيام قليلة. ***
• أعتذر: لتصرفات بلادي التي اختُزلت في شخص الرئيس الذي انتخبناه!• أعتذر: لكلماته وتصريحاته المخزية، فهو شخصية مدمرة وخطيرة، ولديه مشاكل عقلية!• أعتذر: لأنه لطَّخ صورة أميركا عند الجميع، فهو يكذب، ثم يكذب من أجل أن يغطي على أكاذيب أخرى...!• أعتذر: لأن رئيس أميركا، الذي يمثلني، أصدر قوانين لا تمثل أخلاقياتي الأميركية!• أعتذر: لإصداره إجراءات خاصة بالهجرة، والتبادل التجاري الحر، والتجنيس، بل حتى أعمال الخير.فأميركا التي أعرفها ازدهرت بفضل اختلاف الآراء، والأفكار، واحترام الرأي الآخر، لكن هذا الرئيس لا يؤمن بما بُنيت عليه أميركا على الإطلاق!• أعتذر: لكيفية تنصيب أميركا نفسها فوق العالم، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد مشاكل عنصرية لم تُحل منذ الحرب الأهلية قبل 150 عاماً.وبينما تخوض أميركا كفاح التعامل مع ماضيها المرتبط بتجارة العبيد، نرى رئيسها يؤجج المشاعر العنصرية، ويشجع فريقه الأبيض ضد الألوان الأخرى.• أعتذر: عن مصطلح "أميركا أولاً" و"نحن ضدهم".فالأول: لا يعترف بالتبادل الثقافي والتجاري، ولا يحترم العلاقات الخارجية والمتغيرات التي تطرأ على دول العالم.والثاني: وُلد في القرن الثامن عشر ليفرق بين البشر بخلق الحزازيات والخلافات، ويجعل من الناس أسرى فوارق طبقية.• أعتذر: لما يمكن أن تصبح عليه أميركا، يوم يُرسم على غلاف جواز السفر الأميركي نسر في رجله الأولى، وغصن زيتون في الرجل الثانية، ليرمز إلى حالة الحرب، وهذا أمر مقزز، فأنا إنسان مسالم.• أعتذر: لأنني مجرد أستاذ جامعي أُدرس طلابي المُثل، وأكرس كل جهدي لأهمية علم الاجتماع في هذا الكون بتغيراته الشديدة،وأقيم في ولايةٍ بالكاد تُعرف على الخريطة، ولكن لما أصبحت بلادي (أميركا) تتلاعب بالحقائق بسرعة مذهلة منذ عقود من الزمن، وكأن هذا التلاعب رياضتها المفضلة التي برعت فيها، فكان لابد لي أن أعتذر من كل الناس فوق هذا الكوكب نيابة عن أميركا كلها، لأنها صوتت لتعطي صوتها لمهرجٍ يتسلى عليه الناس، بينما هو يدمر الحضارات الإنسانية... مرة أخرى: أعتذر!***• يا تُرى ماذا سيكون مصير الإنسان العربي لو كتب مثل هذا الخطاب الذي يعتذر فيه عما تفعله بلاده بالآخرين؟!مجرد سؤال أطرحه في غاية البراءة!
أخر كلام
بروفيسور أميركي يصرخ: أعتذر... أعتذر!
21-10-2017