كلنا نتغنى بالوطن ونرفع شعار الوطنية إلا أننا لا نتساءل ماذا قدمنا له؟ وبماذا تطور؟ وهل سبقته الدول أم ما زال متقدماً عليها في التنمية والتكنولوجيا والمعرفة والأدب والحريات وغيرها من مظاهر التطور؟لو سأل أي وزير أو مسؤول في الدولة نفسه تلك الأسئلة، فهل سيكذب على نفسه ويقول عكس الواقع؟ وهل يبرر لنفسه ولزملائه كل المظاهر السيئة التي نعيشها؟ وهل يستطيع وزير الصحة توفير أسرّة للمرضى في مستشفيات الدولة؟ وهل هو راض عن أداء وخدمات وزارته كما ينبغي ويليق باسم الكويت؟ وهل يشعر بالفخر عندما يتباهى بوزارته أمام نظرائه في الدول الأخرى؟
وهل سأل وزير الإسكان نفسه: لماذا ينتظر مواطنوه عشرين عاماً لتوفر وزارته سكناً ملائماً لهم، وأكثر من ثلثي مساحة وطنه صحراء؟ ألم يسأل نفسه حين تتبرع حكومته لبناء مساكن لشعوب دول أخرى في حين ينتظر مواطنوه مدة طويلة في بلد كل السبل متاحة لبناء مسكن فيه؟ وهل سأل وزير الأشغال نفسه: لماذا شوارع بلاده مزدحمة ورديئة وتحتاج كل عام لتجديدها؟ وما الحلول التي يمكنه أن يطرحها لإنهاء تلك المعوقات التي أصبحت إحدى مشكلات البلد؟ وهل يرضى معالي الوزير لبلده مثل هذه الأزمة، وهو يرى الدول الأخرى قد تجاوزتها؟ وهل سأل وزير التربية نفسه: لماذا ليس لدى بلده إلا جامعة واحدة؟ ولماذا جامعة الشدادية ما زالت تحت الإنشاء؟ وما السبب الحقيقي وراء حرائقها السنوية، وهو يرى بلده يبني الجامعات للدول الأخرى؟تلك الأسئلة وغيرها ليست مقتصرة على الوزراء الذين ذكرتهم، بل جميع الوزراء والمسؤولين في الدولة، ونواب مجلس الأمة الذين أجزم بأنهم غير مقتنعين بحال الوطن، ولا هم راضون في قرارة أنفسهم عما يحصل؛ لأنهم يعرفون تماماً حقيقة إمكانات الوطن وظروفه، وأنهم قادرون على أن يجعلوا الكويت أفضل مما نتمنى، ويتمنون جعل شعبها يعيش في بحبوحة ورغد ورفاهية، ولكن ثم قوة خارقة تجبرهم على عدم فعل ذلك، الأمر الذي يجعلنا نحملهم أمانة الوطن وما يلحقه من ضرر بسبب صمتهم أو تخاذلهم مع تلك القوة.يعني بالعربي المشرمح:بلد مثل الكويت تملك كل مقومات التنمية والرفاهية، ولديها مخزون مادي وبشري لو سخر لخدمتها وخدمة شعبها لكانت من أفضل دول العالم في كل المجالات، فهل تستيقظ ضمائر المسؤولين لتنتفض من أجل الكويت؟ وهل يجلس المسؤولون مع أنفسهم ويقارنون إنجازاتهم مع نظرائهم في الدول المتقدمة، ليعرفوا كم هم مقصرون؟ أتمنى ذلك ويتمنى كل مخلص للوطن ذلك.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: الوطن ومسؤولية المسؤول!
21-10-2017