تقطيعنا دويلات وأقاليم
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
ولعل أسوأ السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث في عالمنا العربي والإسلامي هو أن تنشأ دويلات على أساس ديني وطائفي، الأمر الذي سيؤدي إلى إشعال حروب وصراعات لا تنتهي، وليس هذا بعيداً عن الواقع الذي نعيشه الآن في العراق، والذي يستعد لمعركة طاحنة بين القوات الحكومية وقوات إقليم كردستان في ظل اختفاء دور المنظمات الدولية كالأمم المتحدة التي فقدت السيطرة على العالم، وفشلت في حل الأزمات التي أكلت الأخضر واليابس في العراق وسورية واليمن وليبيا، كما أن الولايات المتحدة الأميركية التي تسيطر على مقاليد الأمور في الشرق الأوسط منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية يتراجع نفوذها في المنطقة الآن لمصلحة الدب الروسي الذي يخوض حرباً بالوكالة لمصلحة النظام السوري.وفي مقابل التفكيك والتقسيم الذي يشهده عالمنا العربي على أيدي أبنائه ودعوات الانفصال التي ترفع شعارات زائفة عن التحرر وحقوق الأقليات، فإن إسرائيل تستغل الوضع المشتعل بالمنطقة لتزيد من توسعاتها الاستيطانية في محاولة لتهجير الفلسطينيين وطمس هويتهم، كما تعمل بعض الدول الإقليمية على النفخ في فتيل الصراعات الطائفية والمذهبية ومساندة الجماعات التي تدين لها بالولاء ودعمها بالمال والسلاح لإحداث المزيد من الزعزعة والفوضى في دولنا العربية.إن عالمنا العربي يئن من مشاكل مستعصية تركت دون حلول على مدار عقود من الزمان منها الفقر والفساد وغياب العدالة وتهميش الأقليات، وعدم احترام حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية، ولكن هذا يجب ألا يكون بأي حال من الأحوال حجة للانقسام أو الانفصال والاستقلال وتغيير الحدود التاريخية التي رسمت بدماء آلاف الضحايا الشرفاء، إنما علينا جميعاً أن ندعو إلى الوحدة والحوار وتقديم التنازلات من جميع الأطراف، وعلينا أيضاً أن نقاوم ولا نترك الساحة للجماعات الانفصالية التي تريد إضعافنا أو الجماعات الإرهابية التي تكفرنا، حتى نعبر بسفينة عالمنا العربي إلى بر الأمان.