استضافت سفارة دولة الكويت لدى واشنطن حفل تكريم سيدة أمريكا الأولى ميلانيا ترامب الحائزة على جائزة المؤسسة الكويتية - الأمريكية الإنسانية لعام 2017 لجهودها في مجال العمل الإنساني وذلك بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار مسؤولي حكومته.

ويأتي حفل العشاء المبهر للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي استضافه سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وزوجته الشيخة ريما الصباح مساء أمس الجمعة تكريماً لميلانيا ترامب بعد أقل من عام على دخول زوجها البيت الأبيض الأمر الذي يبرز العلاقة الوثيقة بين الكويت والولايات المتحدة.

Ad

وقال الشيخ سالم الصباح في كلمته أن الالتزام العميق الذي يتقاسمه مع زوجته الشيخة ريما الصباح بالأعمال الخيرية يمثل الكويتيين، مشيراً إلى أنه «مغزول في نسيج الأمة التي نمثلها».

وأضاف أن التزامنا هو انعكاس لقائدنا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي حظي بتكريم الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون في عام 2014 لقيادته المثالية في الشؤون الإنسانية.

ومنح الأمين العام السابق للأمم المتحدة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب «قائد للعمل الإنساني» كما سمى دولة الكويت «مركزاً للعمل الإنساني».

وأكد على أن الكويت والولايات المتحدة تعملان معاً منذ عقود كصديقين وحليفين لحل النزاعات في الشرق الأوسط والتخطيط لمستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لشعبي البلدين.

وقال الشيخ سالم أنه يتطلع دائماً إلى هذا الحدث ويرجع ذلك إلى أنها فرصة لفعل الخير وللاحتفاء بالصداقة التي لا غنى عنها بين البلدين.

من جانبها، ذكرت زوجة السفير الشيخة ريما الصباح أنه تم خلال «هذا العام وحده» جمع أكثر من مليون دولار لبرامج المفوضية التي تمكن النساء والفتيات.

وقالت أن هذه الأموال ستساعد اللاجئات والنازحات في الحصول على الخدمات الاجتماعية وتنمية المهارات المهنية وايجاد فرص عمل.

وأضافت «إننا معاً نغير الحياة وهذا المساء فرصة للمؤسسة الكويتية - الأمريكية لاظهار امتناننا الصادق لكل واحد منكم للمساهمة في هذا العمل الهام».

وفي معرض تقديمها لميلانيا ترامب سلطت الشيخة ريما الصباح الضوء على التزام سيدة أمريكا الأولى التي لم يمض على وجودها في البيت الأبيض سوى أقل من عام واحد لكونها «قوة قوية من أجل الخير ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في كل مكان».

وقالت «بسبب مسارها الخاص فإنها تفهم ما يعني أن تترك موطنها وراءها وهي تعرف ما يلزم لتعلم لغة جديدة وثقافة جديدة وهي تجلب هذا الفهم إلى العمل المهم الذي تقوم به يوماً بعد يوم».

ومن جانبها، قالت ميلانيا ترامب وهي تتسلم جائزتها إنه «لشرف أن أكون هنا وأتسلم هذه الجائزة» موجهة الشكر للسفير وزوجته على استضافتهما في «هذا الحدث الرائع» وشبهتهما بأنهما «مثالان استثنائيان لعاملين في المجال الانساني».

وأضافت أن مقياس أي إنسانية في المجتمع «يجب أن يحكم عليها بكيفية تعاملها مع الفئات الأكثر ضعفاً»، مشيرة في هذا السياق إلى الأطفال حيث أنهم عادة ما يكونون غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم عندما يتعرضون للهجوم.

وذكرت «دعونا نجتمع معاً الآن لنصبح صوتهم حتى يمكن سماعهم لنصبح درعهم حتى يتمكنوا من العثور على الحماية وأن نصبح ملاذاً آمناً ليجدوا الأمل في المستقبل».

من جانبه، شكر الرئيس الأمريكي الجميع على هذه المناسبة الخاصة كما وجه شكره للمؤسسة الكويتية - الأمريكية على تكريم عقيلته حيث وصف السفير وزوجته بأنهما «شخصان مميزان جداً أصبحا صديقين».

وفي كلمة أدلى بها أمام الحشد ألقى ترامب الضوء على لقائه مع صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في سبتمبر الماضي قائلاً أنه «التقى رجلاً يساعدنا حقاً مساعدة قوية جداً في الشرق الأوسط».

وأعرب عن شكره لصاحب السمو أمير البلاد «على كل ما يقوم به في المنطقة»، مؤكداً أن «هناك الكثير من الأمور التي تحدث في الشرق الأوسط».

وخلال المساء أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع الموازنة للسنة المالية 2018 حيث تلقى ترامب النبأ وأخبر الجماهير بأن السفير وزوجته «فأل حسن».

وقال «نيابة عن حكومتي كلها المتواجدة هنا الليلة.. لدينا الكثير منهم.. أريد أن أشكر الجميع في هذه القاعة.. لقد اجتمعنا جميعاً كأسرة واحدة».

ومن جهته، قال وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون في كلمته «أن أحد أسباب وجودنا هنا الليلة هو الاحتفال بالشراكة القوية بين الولايات المتحدة والكويت القوية والمزدهرة».

وأكد أن الكويت شريك استراتيجي هام للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأن العلاقة بين الجانبين في نمو.

وأشار إلى اجتماع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مع ترامب في سبتمبر الماضي مؤكداً أنهما «عقدا اجتماعاً استثنائياً وهاماً وقيماً هنا في واشنطن».

وسلط الضوء على الحوار الاستراتيجي «المثمر» الذي عقد بين الكويت والولايات المتحدة خلال زيارة صاحب السمو أمير البلاد والذي تناول قضايا الدفاع والتجارة ومجموعة من القضايا الأخرى.

وقال «إننا نرحب بالالتزامات الكويتية الأخيرة بالعديد من أولويات ترامب الاقليمية»، مشيراً إلى أن الكويت «استجابت لنداء ترامب التاريخي للعملً خلال قمة الرياض لهزيمة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومنع الارهاب والتطرف العنيف».

كما أشاد بالدور الذي لعبته الكويت في «البحث عن حل دبلوماسي» للأزمة الخليجية.

وسلط الضوء كذلك على سخاء الكويت قائلاً «أن الكويت قدمت أيضاً دعماً كبيراً للمبادرات الانسانية في أعقاب العنف المرتبط بـ (داعش) في العراق وسوريا».

وأضاف «أن الكويت لا تزال أكبر جهة مانحة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما ساهمت الكويت بمبالغ كبيرة من المساعدات الثنائية إلى الأردن ولبنان ومصر والعراق لدعم جهودهم» لأن هذه الدول تستضيف لاجئين من سوريا وأجزاء أخرى من المنطقة.

وقال أن الولايات المتحدة فخورة بأن يكون لها شريك ملتزم بقوة بمعالجة قضايا المشردين وتزويدهم بالمساعدات.

ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس في كلمته أنه لشرف للسفير الكويتي «أن يخدم بلداً وقائداً» يقدره وأن الكويت تحت قيادة سمو أمير البلاد «تمثل مزيجاً رائعاً من الحكمة والكرم».

وأضاف أن سمو الأمير في الشرق الأوسط اليوم يعتبر «صوتا دائماً للمصالحة والحوار وبناء الجسور ورسولاً من أجل السلام».

وقال «مع بدء معاناة الشعب السوري حيث كان العالم أعمى وأصم فيما يتعلق بالعواقب الإنسانية للحرب حينها تولى سمو الأمير القيادة والتي بفضلها عقد المجتمع الدولي ثلاثة مؤتمرات ناجحة للمانحين».

وأخيراً أشاد غوتيرس بميلانيا ترامب قائلاً إنه معجب جداً بما فعلته وما حققته من تحقيق رفاه وتنمية الأطفال الذين هم شغف حياتها الخاصة والعامة.

من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير المالية الكويتي أنس الصالح الذي كان من بين الحضور لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أهمية حضور هذا الحدث رفيع المستوى في السفارة الكويتية والذي شهد حضور الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى والأعضاء رفيعي المستوى في الحكومة الامريكية بما يؤكد عمق العلاقات الثنائية تتمتع بها الكويت والولايات المتحدة.

وأضاف أن هذا يؤكد مجدداً «السياسات الخارجية الناجحة والجهود الانسانية التي يبذلها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح» مشيراً إلى أن «هذا يسلط الضوء أيضاً على جهود سفير دولة الكويت وزوجته في الحفاظ على هذه العلاقة».

وحضر حفل العشاء كل من الصالح وتيلرسون ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين ووزير التجارة ويلبر روس ووزير النقل إلين تشاو والممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.

كما حضر الحفل مستشارة الرئيس إيفانكا ترامب ومستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر ورئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين غاري كوهن وغوتيريس والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي ومستشار الرئيس كيليان كونواي والسكرتير الصحفي للبيت الأبيض سارة ساندرز وعدد من أعضاء الكونغرس وعدد من سفراء دول الخليج لدى الولايات المتحدة ومن بينهم سفير المملكة العربية السعودية بواشنطن الأمير خالد بن سلمان وعدد من السفراء العرب والأجانب.