جسدت كيليكيان بلمساتها حضارات الإمبراطوريات التي مرّ بها طريق الحرير، في خمس منحوتات على شكل أعمدة تسرد تاريخ تلك الحضارات، ارتفعت في القاعة الرئيسة لمتحف بيجين وسط بقية الأعمال الفنية التي شارك من خلالها فنانون من العالم في «بينال بيجين السابع للفنون التشكيلية 2017».حول تقييمها مشاركتها في المعرض أوضحت كيليكيان: «لا شك في أن أهمية المعرض وشموليته أوجبا التفكير بعمل ذات دلالات تاريخية وجغرافية وحضارية، تجمع أبرز الحضارات التي مرّت بها طريق الحرير، وأثرت في شعوبها وتأثرت فيها عبر عملية تفاعل امتدت قروناً، وأعطت مثلاً ومثالاً على قدرة الشعوب والحضارات على بناء جسور تواصل وتبادل تجاري وثقافي أغنت الحضارة الإنسانية. لذا كان التوجه إلى إنجاز مجموعة منحوتات تسرد تاريخ حضارات طريق الحرير، وترجمت هذه الفكرة بخمسة أعمدة منحوتة، لكل منها لون يمثل إحدى هذه الحضارات: الأحمر يرمز إلى الإمبراطورية الرومانية، والأزرق البيزنطية، والأخضر الخلافة العربية الإسلامية، والبرتقالي الإمبراطورية الأرمنية، والأصفر الإمبراطورية الصينية».
أضافت: «يبلغ ارتفاع كل عمود مترين، وغلّفت كلاً منها بالسيراميك وتوّجت رأسه بخارطة للحدود الجغرافية للحضارة التي يمثلها. كذلك زخرفت كل عمود بعبارة «طريق الحرير» بخط اللغة المتداولة في هذه الحضارة أو تلك».حول رسالتها من خلال هذا العمل الفني قالت كيليكيان: «أردت التأكيد أن لبنان نقطة التقاء وتواصل بين الشعوب والحضارات، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً».يذكر أن نحو 600 فنان عالمي ينتمون إلى مئة بلد من بينها مصر ولبنان، شاركوا في المعرض الفني الدولي «بينالي بكين»، تحت شعار «طريق الحرير وحضارات العالم»، برعاية الاتحاد الصيني للآداب والفنون، وحكومة بلدية بكين، ونقابة الفنانين فيها، وتنوّعت أعمالهم بين الرسم والنحت وعكست تاريخ تبادل الثقافات وشعوبها التي عاشت على امتداد طريق الحرير.
لينا كيليكيان
لينا كليكيان فنانة تشكيلية متخصصة بالفن التجريدي والديني (أيقونات) وتجميل المدن. يمتاز فنها الأيقونوغرافي بحفاظه على التقنية البيزنطية التقليدية القائمة على تشكيل الألوان من عناصر طبيعية (بيض وأعشاب ونباتات... مع خلفية ذهبية وفضية، ومزينة بالأحجار الكريمة). كونها عالمة في الجيولوجيا وفي الأيقونوغرافيا، توصلت في بحوثها إلى اكتشاف أكثر من 90 عنصراً طبيعياً استخدمتها في فنها. عرفت برسم الرموز التقليدية للطوائف المسيحية المختلفة، وزخرفتها بالأحجار الكريمة بعدما درست اللوحات في أكثر من ألف كنيسة، فضلاً عن جداريات استعملت فيها تقنيات مختلفة، وجمعت بين الفن والعلوم موجهة تحية إلى الخالق، وترميم أيقونات قديمة والحفاظ عليها من عوامل الزمن. لينا كيليكيان حازت شهادة في الجيولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت (1981 )، وبين 1982 و1995 تخصصت في ترميم الأيقونات وحفظها، وتابعت دروساً في جامعات لندن، وفلورنسا، والبندقية، وأورفيتو، وإيطاليا، ومقدونيا، واليونان، واسبانيا. عام 1999 عينت رئيسة وطنية ومندوبة عامة للبنان والشرق الأوسط في الأكاديمية الدولية مارينو، إيطاليا، وترأست «جمعية النساء المبدعات في المتوسط».أقامت معارض فردية في لبنان وكاليفورنيا وإسبانيا ونيويورك، وشاركت في معارض جماعية في فرنسا، وكوبنهاغن، وسويسرا، ولبنان، وجدّة، وعُمان، والكويت، وأبو ظبي، ولندن، وساو باولو، وبولندا. تتحضر للمشاركة في «معرض ميامي الدولي» في الولايات المتحدة الأميركية في ديسمبر المقبل، وفي معرض للفن التشكيلي في كوريا الجنوبية.