«ترقية» التقارب العراقي ــ السعودي... وجولة إقليمية للعبادي
توقعات بصدور أمر توقيف بحق البارزاني اليوم... وتحركات عسكرية عراقية محدودة باتجاه أربيل
في خطوة تظهر وصول التقارب العراقي ــ السعودي إلى مستوى جديد، وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرياض لحضور افتتاح المجلس التنسيقي بين البلدين اليوم بحضور العاهل السعودي الملك سلمان، ومشاركة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.
وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى مدينة الرياض على رأس وفد رفيع المستوى يضم 10 وزراء ونحو 60 مستشارا، لحضور مراسم توقيع اتفاقية مجلس التنسيق السعودي - العراقي المقررة اليوم. ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون هذا التوقيع ويشكل تأسيس هذا المجلس ترقية كبيرة لمسار التقارب بين الرياض وبغداد الذي بدأ قبل أشهر. ويقول مراقبون إن هذا التقارب ضروري لحل أزمات في المنطقة، وقد يخلق نقطة ارتكاز تستطيع اميركا الحليفة بشكل أو بآخر مع الدولتين أن تبني عليها. إلى ذلك، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر، أمس، أن العبادي سيزور أربع دول إقليمية أخرى بعد زيارته السعودية. ولم يذكر النائب هذه الدول الا أن مصادر قالت إن الجولة ستشمل إيران وتركيا.
وقال جعفر إن «زيارة العبادي للسعودية مهمة وتاريخية لأنها ستؤسس لعلاقة استراتيجية بين العراق والسعودية»، مضيفا أن «هذه الزيارة ستمنح العبادي مشروعا للتقارب بين السعودية وإيران والعمل على سحب بذور التفرقة والاحتقان، إضافة إلى تبني التهدئة والتوافق بين دول المنطقة».
أزمة الأكراد
إلى ذلك، لا يزال التوتر سيد الموقف بين بغداد وأربيل. ميدانياً، وبعد السيطرة على منطقة التون كوبري اثر اشتباكات عنيفة مع البيشمركة، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني فرع إيران، أمس، أن عشرات الدبابات والمدرعات العراقية تحركت أمس صوب منطقتي طقطق، وأن قوات عراقية مدعومة بفرق إيرانية تقدمت باتجاه كويسنجق.وفي وقت لاحق، أفاد مصدر بأن القوات انسحبت من طقطق باتجاه مواقعها في كركوك. ويتخوف الأكراد من أن تواصل القوات العراقية تقدمها باتجاه اربيل متسلحة بما يشبه التوافق الدولي والاقليمي.في سياق متصل، نقلت قناة «السومرية» العراقية المقربة من حزب الدعوة، عن عضو بمجلس النواب العراقي لم يذكر اسمه، عن عزم القضاء إصدار مذكرة استقدام بحق رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني اليوم، بشأن 55 ملفا رفعت دعاوى ضده.وقال النائب، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «هذه الدعاوى تضمنت قضايا الاستفتاء وتهديد أمن البلد وتهريب النفط وغيرها من المخالفات الإدارية والقانونية».ومن شأن هذه الخطوة تصعيد الموقف، وذلك بعد أيام من إصدار مذكرة مماثلة بحق كوسرت رسول، نائب البارزاني.كردستان وأميركا
في سياق متصل، أعربت حكومة إقليم كردستان العراق، في بيان أمس، عن ترحيبها بموقف وزارة الخارجية الأميركية الداعي إلى وقف الاشتباكات والتوتر في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.وقالت الحكومة، في بيانها، إنها «ترحب أيضا بإجراء الحوار مع بغداد بأسرع وقت، وفي إطار الدستور العراقي، ومن دون أي شروط مسبقة بغية حلحلة المشاكل».وكانت «الخارجية الأميركية» أصدرت بيانا باسم الحكومة الأميركية مساء أمس الأول، أعربت فيه عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع في المناطق المتنازع عليها والاشتباكات العسكرية بين قوات البيشمركة والقوات العراقية في التون كوبري، ودعت الى الحد من التحركات العسكرية.البارزاني
وقال رئيس الإقليم مسعود البارزاني، في بيان أمس الأول: «بعد أن عبر شعب كردستان عن رأيه بطريقة سلمية بشأن تقرير مصيره، وهو حق طبيعي لكل الشعوب والملل، فإن شعبنا اليوم يواجه هجوماً وحصاراً وعقوبات جماعية، والحكومة العراقية تعكف على معاقبة شعب عبر عن رأيه ولم يرتكب أي ذنب، تحت مسمى فرض القانون».وأضاف أن «هذا العقاب انتهاك لجميع الحدود والقوانين والدستور العراقي، ويريدون بهذا التكالب فرض إرادتهم على شعبنا بقوة السلاح والحرب»، مطالبا بـ»الحد من افتعال الحرب والمجازر والخروقات وتهجير المواطنين الذي تنفذه الحكومة العراقية ضد كردستان عبر ميليشياتها وقواتها بدوافع وتوجيهات خارجية». كما طالب جميع الأكراد المقيمين في أوروبا والولايات المتحدة بأن ينظموا مظاهرات سلمية وأنشطة مدنية لدعم الشعب الكردستاني، ويطالبوا شعوب هذه الدول التي يعيشون فيها بإيقاف هذه الحرب والحصار الذي يتعرض له الأكراد.معصوم
من جانبه، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، إلى وقف التهديدات العسكرية والشروع بحوار «عاجل» بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لتطويق الأزمة الناجمة عن الاستفتاء الذي أجرته اربيل أواخر سبتمبر الماضي.وحث معصوم جميع الأطراف على «المصارحة بصفتها أساساً للتصالح والاتفاق الثابت على الالتزام بالدستور كمرجعية جامعة وحامية للتفاهمات والاتفاقات والمبادرات».
البارزاني: الحرب على «كردستان» جاءت بتوجيهات خارجية