جولات أميركية لتفعيل «استراتيجية إيران»
بهدف حل أزمة قطر، وإجراء مشاورات مع حلفاء واشنطن حول الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب لمواجهة إيران، بدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس جولة خارجية استهلها في الرياض. وبينما خفض تيلرسون التوقعات بشأن سرعة حل الأزمة الخليجية، بدا أنه أكثر تفاؤلاً في تفعيل استراتيجية ترامب. وبحسب أوساط في «الخارجية» الأميركية، فإن جولة تيلرسون في المنطقة تهدف لبدء الحشد العملي للخطوات التصعيدية التي أقرتها إدارة الرئيس ترامب ضد إيران، لافتة إلى أن حجم الضغوط وكثافة الملفات التي تستعد واشنطن لكشفها في الأيام المقبلة قد يساهمان في تسريع التوصل إلى حل لأزمة قطر.
واعتبرت الأوساط أن حجم الضغوط والتصعيد ضد إيران بمشاركة كبار القيادات العسكرية والسياسية والاستخبارية الأميركية بدءاً بوزير الدفاع جيم ماتيس الذي تحدث صراحة عن بدء التنسيق مع دول المنطقة لصياغة استراتيجية رادعة لإيران، وإعلان مدير «السي آي أيه» جورج بومبيو استعداده لكشف وثائق مهمة تكشف العلاقة الاستراتيجية التي قامت ولا تزال بين إيران وتنظيم القاعدة، واتهام مستشار الأمن القومي هيربت ماكماستر الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية عن النشاطات التخريبية في دول المنطقة، يدخل في سياق تلك الاستراتيجية التي ستضع الجميع، وخصوصاً دول الخليج، أمام مسؤوليات التصدي لأنشطة طهران المزعزعة للاستقرار فيها.ورأت الأوساط أن الاجتماعات والتحركات الإقليمية التي جرت أخيراً في المنطقة، والتنسيق الذي ظهر بين واشنطن والسعودية في شمال سورية خلال استعادة الرقة وبعدها وسقوط «دولة خلافة داعش»، فيها دعوة لجميع الفرقاء للتصدي «لمشروع قاسم سليماني» في ربط طهران ببيروت، والذي بدا في الأيام الأخيرة وكأنه ينتصر. في السياق نفسه، يتوجه وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل لزيارة السعودية والإمارات وقطر وإسرائيل. وقال منوتشين، في بيان: «سنناقش مع شركائنا في الشرق الأوسط الاستراتيجية الجديدة لإدارة الرئيس ترمب لمواجهة تأثير إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة».