طوباسي: «مروح عَ فلسطين» يدق ناقوس الخطر حتى لا نتخلى عن هويتنا

ضمن فعاليات المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، حل ممثلو الوفد الفلسطيني ضيوفاً للحديث عن التجربة المسرحية الفلسطينية، وعرض «مروح عَ فلسطين»، أدار اللقاء الزميل مفرح الشمري، وتحدثت خلاله الفنانة رنين عودة، والفنان أحمد طوباسي.

بداية، قالت رنين عودة «إنني خضعت لدراسة أكاديمية مسرحية مدة ٣ سنوات ركزنا خلالها على أساليب الحركة، وهذا ما انعكس على مسرحيتنا (مروح عَ فلسطين)، حيث اشتغلنا على فكرة الاستغناء عن الديكور، لتكون أجسادنا بديلة عنه. اشتغلنا على فكرة البلاي باك، وانتقينا مجموعة قصص من المناطق التي تخضع لسلطات الاحتلال الإسرائيلي».

وأوضحت «تعبنا في هذا العمل، وأرهقتنا القصص الإنسانية المؤثرة ومنها لفتاة تحدثت عن استشهاد شقيقها مالك»، مشيرة إلى أن «الأسلوب الذي اشتغلوا عليه في العمل نابع من قناعتهم، لاسيما أنه يعتمد على الجسد بديلا عن الديكور، ما يسهل عملية الانتقال بالعمل ما بين دول عدة».

بدوره، قال الفنان ومساعد المخرج أحمد طوباسي «يجب أن نسجل شكرنا لدولة الكويت على دعمها لهذا التجمع العربي الكبير. قبل ١٥ عاما كان حلمنا نحن الفلسطينيين أن نصعد بقضيتنا على مسارح أوروبا، أما الآن فنحن في حاجة إلى التواصل بصورة أكبر مع الأشقاء العرب، ليعرف الشباب العربي قضيتنا في ظل الأزمات التي تعصف بوحدتنا».

وتحدث طوباسي عن تجربته مع «مروح عَ فلسطين»، قائلا «كنت أعتقد أن العالم مشغول بمتابعة القضية الفلسطينية، ولكن عندما كبرت أدركت أنها إحدى المشكلات».

واستطرد «مع الوقت أدركت أيضاً أن شباب فلسطين لا يعرفون الصورة الكاملة عن الأزمة بين مناطق عدة، لذا من مسرح الحرية نشأ عندنا مشروع باص الحرية، الذي يجوب المناطق المهمشة التي تقع تحت سلطة الاحتلال، ومن هنا جاءت (مروح عَ فلسطين)».

وأضاف «جمعنا القصص وشرعنا في مشروعنا، لاسيما أن الأزمة الآن ليست على الأرض، إنما هي حرب فكرية. مروح عَ فلسطين ناقوس يدق لينبه العقل الجمعي الفلسطيني، لاسيما أن المقاومة الآن ليست في السلاح والحرب إنما التحدي هو عدم التخلي عن هويتنا».

ورداً على تشابه عرضهم مع أحد العروض الذي قدم في هولندا عام ٢٠٠٩ قال أحمد «هذا اللون ليس حكراً على فرقة مسرحية بعينها، وأتمنى أن ينفتح النقاد على مدارس عالمية والتخلي عن المصطلحات التي يصعب على الفنان فهمها».

وأعرب عن إحباطه من مستوى بعض العروض في المهرجان، متمنياً أن يتم اختيار العروض المشاركة ضمن قواعد محددة, مؤكداً أن «مروح عَ فلسطين» نابعة من مسؤوليتهم بضرورة ان تنقل قصصهم إلى الناس.

أما الفنانة سماح فقالت «في المسرح من الجيد أن تقلد ولكن بإضافة لمسات خاصة»، مؤكدة أن تجربتهم ليست هينة إنما استغرقت وقتاً لتجميع القصص على مدار عام من الحركة والتنقل.

من جانبه، قال المخرج محمود أبوالعباس «منذ تأسيس المسرح حتى الحكايات والأساطير نتاج الوعي الجمعي، أشير إلى ذلك لأوضح لكم أن ما قدمتموه موجود قبل حتى ظهور المسرح العالمي، إذن الاشتغال على المساحة الصغيرة ليس بالأمر المستحدث، خصوصا أن الأفكار مستنسخة، وما قدمتموه يعد جهداً مقدراً في ظل الأوضاع التي تعيشها فلسطين» مطالبا الشباب بتقبل النقد مهما كانت درجته.