السعودية والتوجه المبارك!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
والمفترض في ضوء هذا التقارب "الاستراتيجي" الصادق بين قطبين عربيين رئيسيين، أنه لا علاج لداء المذهبية والطائفية الذي تفشى كثيراً في الجسد العربي خلال السنوات الأخيرة إلا الالتزام القومي الأصيل الصادق والبعيد عن المناورات والألاعيب السياسية والمصالح الآنية، فالنكوص العروبي هو البيئة التي تنتعش فيها هذه الأمراض القاتلة فعلاً التي جعلت سورية، قلب العروبة النابض حقاً وفعلاً، تتمزق مذهبياً وعلى هذا النحو، وجعلت الغزاة يتناهشونها بحجج باطلة وسخيفة، بينها حماية مراقد آل البيت الذين هم جذر هذه الأمة العظيمة التي بقيت محمية بقلوب وسيوف العرب منذ أن أصبحت دمشق عاصمة أول دولة عربية هي أول من ركب جنودها البحار عندما كان معاوية بن أبي سفيان والياً في عهد أمير المؤمنين العظيم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، الذي حرّم على العرب والمسلمين سَبي المرأة العربية.وهنا وبدون أي تعصب فإنه بالإمكان القول إن هذا "النفس" العروبي هو الذي أنهى حالة الارتباك التي عاشها العراق العظيم منذ الغزو الأميركي عام 2003، وهو الذي حسم الأمور بالسرعة التي حُسمت بها، وهو الذي حال دون التدخلات الخارجية المتدثرة بالبراقع الطائفية، وهو الذي سيمنع افناء الأشقاء الأكراد الذين سيعطيهم حقوقهم طالما أن مشكلة هؤلاء الأساسية مع أمم دول الجوار الأخرى وليس مع العرب الذين كانوا يعتبرون صلاح الدين الأيوبي أحد أكبر رموز أمتهم وأحد الخلفاء الراشدين.علينا أن نتفاءل، فالعراق بدأ ينهض فعلاً من كبوة نتمنى أن تكون عابرة، والمؤكد أن المملكة العربية السعودية عندما اتخذت أول خطوة في هذا الاتجاه الصحيح، فلأنها تعرف أن بلاد الرافدين هي الجدار الشرقي لهذه الأمة، وأن استمرار حالة الانحدار هذه، التي وصل إليها العرب، ستؤدي إلى الدمار الشامل.