من منطلق حرص دار الآثار الإسلامية على نشر ثقافات الشعوب وتاريخها الفني، وأيضا على تنشيط الاتفاقيات الثقافية بين الدول من خلال التعاون مع المؤسسات الثقافية في موسمها الـ 23، أقيمت أمسية موسيقية فارسية للفنان علي أكبر مرادفار وزالة خليلنزاد في مركز اليرموك الثقافي، بحضور جمع من متذوقي الفن.

وقدم مرادفار وخليلنزاد عزفا على آلة السانتور، وهي آلة موسيقية وترية شبيهة بآلة القانون، ولكنها تختلف عن القانون في طريقة العزف، ويتم العزف عليها بالضرب على أوتارها بمضربين صغيرين من الخشب، ويبدل الأصوات بتحريك الحمالات التي تسند الأوتار، وهي عادة مصنوعة من الخشب. وأول حضارة عرفت باستخدام السانتور هم البابليون الذين جسدوا السانتور في ملاحمهم التاريخية مثل ملحمة جلجامش.

Ad

آلة تراثية صعبة

ومع تواصل الأمسية عزف مرادفار خليلنزاد مجموعة من المقطوعات، فحاكت المشاعر وأيقظوا الأحلام مع عالمهم الموسيقي، فرسموا لوحة شاعرية بأدائهم الاستثنائي، حيث أثبت الثنائي احترافهم، ليبدو المشهد الموسيقي في أجمل تجلياته.

وعلى هامش الحفل، قال مرادفار إن آلة السانتور تتكون من 72 وترا، وهي آلة تراثية، وصنعها أبونصر الفارابي، وهو الذي صنع آلتي العود والقانون، مشيرا إلى أنه من خلال الأمسية عزف 3 مقامات. من جانب آخر، قال مرادفار إنه يعزف على آلة السانتور منذ أن كان 15 عاما، لافتا إلى أن تعلم العزف عليها في إيران، إضافة إلى أنه الآن يعد عضوا في المعهد العالي الموسيقي في إيران. وأضاف مرادفار أنه يشارك سنويا في موسم دار الآثار الثقافي، كما شارك في محافل ثقافية أخرى خارجية ومنها في دبي، وألمانيا. وعند سؤاله: هل العزف بآلة السانتور صعب يقول مرادفار "بالطبع صعب، ولهذا السبب لا يوجد الكثيرين من العازفين على هذه الآلة".

عروض موسيقية

يذكر أن علي أكبر مرادفار ولد في الأهواز بإيران عام 1976، وهو مؤسس، ومدير فرقة دلكاش الموسيقية. تعلم على أيدي أشهر عازفي آلة السانتور، ومنهم: برويز مشكاتيان، أردفان كمار، ورضا شفيعان. وقد واصل دراسته للرديف الكلاسيكي الإيراني، مع عدد من كبار الأساتذة، مثل ماجد كياني.

قدم مرادفار وأخرج عدة عروض موسيقية في المنطقة، كما درس العزف على آلة السانتور، وموسيقى الرديف لعدة طلاب مرموقين. أما زالة خليلنزاد فقد ولدت في طهران عام 1998، ودخلت عالم الموسيقي في سن الخامسة، مع الأستاذ صادق هنزاد، وواصلت دارساتها العليا على يد علي أكبر مرادفار منذ عام 2004، كانت زالة تدرس الرديف ومقطوعات لفارماراز بيفار، ودرست رديف الصبا ومقطوعات لمشكاتيان. وأكلمت بحثها عن أساليب جديدة للعزف عند المايسترو أردفار كامار، وتدرس حاليا موسيقي ميرزا عبدالله مع المايسترو ماجد كياني.