بغداد تدافع عن «الحشد الشعبي» وتتحرك عسكرياً على حدود كردستان
عبدالله الثاني والصدر يبحثان المصالحة العراقية وتعزيز «الاعتدال»
أبدت الحكومة العراقية، أمس، استغرابها تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيرلسون بشأن "الحشد الشعبي" العراقي، مؤكدة أنه لا توجد قوات أجنبية في العراق.وقالت رئاسة الوزراء، في بيان، إن "المقاتلين في صفوف هيئة الحشد الشعبي هم عراقيون وطنيون، قدموا التضحيات الجسام للدفاع عن بلادهم، وعن الشعب العراقي، وهم يخضعون للقيادة العراقية، حسب القانون الذي شرعه مجلس النواب"، مضيفا: "لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي، وتقرير ما على العراقيين فعله".وأضاف البيان أن "العراقيين هم من يقاتل على الأرض العراقية، ولا وجود لأي قوات مقاتلة أجنبية في العراق، ووجود قوات التحالف الدولي في العراق، أو أي دولة أخرى، هو بأعداد محدودة لأغراض التدريب وتقديم الدعم اللوجستي والجوي، وليس للقتال".
وكان وزير الخارجية الأميركي، قال، أمس الأول، في الرياض إن الوقت قد حان كي تخرج إيران وميليشياتها من العراق. وقال مجلس أمن إقليم كردستان العراق إن القوات العراقية وعناصر الحشد الشعبي لاتزال تواصل التحشيد بالأسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة حول حدود الإقليم الواقع شمالي البلاد.وقالت مصادر أمنية إن القوات العراقية تنشر دبابات ومدفعية قرب منطقة يسيطر عليها الأكرد في شمال العراق ويقع فيها قطاع من خط أنابيب كردي لتصدير النفط ومعابر برية إلى تركيا وسورية.وقال مسؤول بالمجلس الأمني لحكومة كردستان إن القوات يتم حشدها شمال غربي الموصل. وقال مستشار أمني بحكومة العراق إن السيطرة على المعابر البرية ضمن الإجراءات التي تخطط لها بغداد.وزار رئيس الوزراء حيدر العبادي الأردن بعد مغادرته القاهرة مساء أمس الأول، والتقى في عمان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي أكد للعبادي موقف الأردن الثابت في دعم العراق والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره وتماسك شعبه، بما ينسجم مع الدستور. ومن المقرر أن يزور العبادي إيران وتركيا في ختام جولة بدأها في السعودية. الى ذلك، استقبل عبدالله الثاني، في قصر الحسينية أمس، زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر.وأكد الملك عبدالله أهمية "تغليب لغة الحوار للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية، بما ينسجم مع الدستور"، مشيراً إلى أن "المنطقة لا تحتمل أي نزاع جديد يكون المستفيد الوحيد منه العصابات الإرهابية".وجدد التأكيد على "دعم الأردن للجهود المستهدفة تحقيق المصالحة الوطنية العراقية".وأشاد بـ "الدور المهم للتيار الصدري وسماحة السيد مقتدى الصدر في العملية السياسية، ونهجه الوطني والعروبي"، لافتا إلى "التطور الإيجابي الذي تشهده علاقات العراق مع أشقائه العرب".من جانبه، أكد الصدر "أهمية دور الأردن بهذا الخصوص، باعتباره يشكل نموذجا متميزا في الاعتدال بالمنطقة".وأفادت مصادر مطلعة بأن "زيارة الصدر إلى الأردن، ومن قبلها إلى دول عربية أخرى، تهدف إلى كسر العزلة العربية للعراق، خصوصا في مرحلة ما بعد داعش، ومن أجل فتح صفحة جديدة مع الدول العربية".وقالت المصادر إن "الصدر سيبحث مع التيار الصدري بشكل خاص تخفيف الخطاب الديني والسياسي المتشدد في المنطقة".في سياق آخر، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أمس، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في موسكو، أن "روسيا تحترم سيادة ووحدة أراضي العراق، وتتفهم تطلعات الأكراد وتدعو لتسوية جميع المشاكل عبر عبر حوار وطني شامل بمشاركة كل المجموعات العرقية والطائفية والسياسية، مع أخذ مصالحها بعين الاعتبار".من جهته، أكد الجعفري أن "كركوك قلب العراق النابض، والحكومة أقدمت على عمليات كركوك من أجل فرض الأمن ليس إلا". ويطلق الأكراد على كركوك اسم "قدس كردستان" أو "قلب كردستان". في غضون ذلك، أصدر الادعاء العام في أربيل، أمس، دعوى قضائية ضد 11 مسؤولا عراقيا أغلبهم نواب في البرلمان، وابرزهم النائبة المتشددة حنان الفتلاوي ورئيس حركة بابليون المسيحية المسلحة المنضوية في "الحشد" ريان الكلداني وأمين عام "حركة أهل الحق" قيس الخزعلي. وشملت الدعوى تهما تتعلق بـ "الاستهزاء" بأمن إقليم كردستان. إلى ذلك، أعلنت مفوضية الانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان العراق، أمس، تأجيل الاستحقاقات التشريعية والرئاسية في الإقليم.