أقام ملتقى أمسيات الثقافي في «ميوز لاونج» بمجمع سيمفوني بالسالمية، وعلى مدى ساعة، أمسية شعرية فنية حملت عنوان «وتر بين لوحة وقصيدة»، شارك فيها الشاعرة تهاني فجر، والتشكيلي نواف عبدالكريم، وعازف العود عمار مال الله، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين.

في البداية، قالت تهاني فجر إن أشعارها تتكلم عن الحب والغياب والوحدة، مشيرة إلى أنها كتبت نصا وحيدا عن مرض سرطان الثدي. وحول ديوانها الجديد، ذكرت أنه سيصدر في معرض الكتاب، وسيركز على تجربة مستوحاة من الأزمة السورية، وأين يذهب الحب في زمن الحرب، لافتة إلى أن الديوان يتضمن مجموعة من النصوص.

Ad

وخلال الأمسية، قرأت فجر عددا من النصوص على أنغام عزف العود، التي عزفها عمار مال الله، وقدَّمت لغة شعرية مفعمة بالتعبيرات المحمَّلة بالمشاعر. ومن القصائد التي قرأتها بعنوان «ظهيرة»، ومن أجوائها: أنا داخل رأسي الآن/ تحديدا تحت ظهيرة يوم/ أحببتُك فيه/ عالقةٌ هناك/ ولا توجد أي إشارة/ تدلني على طريق الخروج!

وقرأت تهاني قصيدة بعنوان «علبة»: الخوف.../ علبة مليئة بالعتمة/ بهلوسات صمت حاد/ بقلق أزرق يعدُّ دببة/ في راسي.../ بصوت يشبه صوت/ جثة تحك في الهواء/ على النافذة/ الخوف... علبة مليئة بالعتمة/ وأنا تلك العلبة.

تجارب متنوعة

من جانبه، قال التشكيلي نواف عبدالكريم، إن اللوحة التي رسمها عبارة عن ارتجال يمزج بين الكلمات والألوان التي ألقيت خلال الأمسية، مشيرا إلى أن حاول الموازنة بين وقت إلقاء الشعر الذي قدمته تهاني فجر، ووقت الرسم.

وأوضح أنه بدأ الرسم منذ الطفولة، وأنه شارك في عدة محافل فنية، وفي هذه الفعالية كانت له لوحات أخرى عرضت في «ميوز لاونج» ذات مضامين ومواضيع مختلفة، حيث تتحدث عن تجارب ومشاعر اجتماعية.

وأضاف أن رسالته كفنان تشكيلي أن يحب الناس بعضهم بعضها. وعن أحب الأشياء التي يحب رسمها، قال: «كل موسم له تأثير معيَّن عليَّ كفنان، فعلى سبيل المثال في موسم الشتاء تكون أغلب ألواني باردة. أما في موسم الصيف، فتكون فاقعة».

أما عازف العود عمار مال الله، فقدَّم مجموعة مختارة من أشهر المقطوعات، وراحت أنامله تداعب أوتار العود، وتلامس أفراح وأشجان وأحلام الحضور، والجميع كان يُنصت بتأثر واضح وانسجام مع هذه المقطوعات.

وقال مال الله إنه عزف خلال الأمسية بعض الألحان للفنان يوسف المطرف، وعلَّق: «هو أكثر فنان تأثرت به». وتابع: «عزفت أيضا بعض المقطوعات الشرقية لأشهر الفنانين، مثل: محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، وأم كلثوم». وأشار إلى أنه بدأ العزف منذ خمس سنوات تقريبا، لافتا إلى أن لديه العديد من الهوايات، لكن عزف العود هو المفضَّل لديه.

أمسية ملهمة

وعلى هامش الأمسية، قالت المنسقة الإعلامية لملتقى أمسيات الثقافي، خديجة الشمري، إنهم حاولوا في هذه الأمسية أن يصنعوا شيئا مختلفا، وهو أن يجمعوا ثلاثة أنواع من الفنون، لافتة إلى أن الارتجال كان السائد بالأمسية، فكانت عزفا وإلقاء ورسما مباشرا.

ووصفت الشمري الأمسية بأنها «لطيفة، لكنها ملهمة كثيرا للحضور، حيث إن تلك الفنون تتواصل مع بعضها، وحين تدمج تنتج شيئا جميلا».