«لا تقولي إنك خائفة»
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
صدرت الرواية عام 2014 عن دار النشر الإيطالية «فلترينيللي»، وفي غضون شهور قليلة باعت أكثر من مئة ألف نسخة... ثم حازت الرواية جوائز أدبية من أهمها جائزة «كارلو ليفي» الأدبية، وجائزة «لوستريغا» أهم وأعرق جائزة أدبية في إيطاليا، وسريعاً تُرجمت الرواية إلى كل اللغات الأوروبية. الرواية تقدم قصة حياة الطفلة الصومالية سامية، وحلمها منذ طفولتها لأن تكون عدّاءة تصل إلى العالمية، وصداقة حياتها منذ طفولتها مع «علي» ابن جيرانهم الذي تتقاسم أسرته العيش مع أسرتها في بيت واحد، حيث والد علي صديق والد سامية ويعملان معاً في بيع الخضار بالرغم من تحدرهما من قبيلتين مختلفتين. ولقد عمِد المؤلف إلى نقل تفاصيل التفاصيل الحية للأسرة الصومالية ومن ثم عيش المجتمع الصومالي بواقعه المر من خلال عينيّ بطلته سامية ولسانها. الرواية تصور إلى جانب تفاصيل الواقع اليومي في مقديشو، ترعرع حلم صغير في رأس فتاة، فسامية الفتاة الضعيفة والطويلة والسريعة في الجري تحلم بأن تكون عدّاءة، وهي في سبيل حلمها تسخّر كل حياتها. لكن يصادف ترعرع هذه الحلم مع نشوء وترعرع الحرب الأهلية في الصومال، وبدء تكوّن الجماعات الإسلامية الإرهابية المتطرفة، وكيف أن هذه الجماعات تختار وقودها من الشباب المراهقين أبناء العوائل الفقيرة.استطاع المؤلف أن يُكسب روايته الكثير من المصداقية، وذلك باستخدامه الذكي لضمير المتكلم، حيث جاءت الرواية على لسان البطلة سامية، ومنها يتعرف القارئ على أدق تفاصيل الواقع المعيشي، ويعيش هواجسها وأحلامها وسعاداتها القليلة مع أسرتها، وكذلك مواجعها بإصابة الأب، وأخيراً تصور الرواية كيف تستحيل الحياة جحيماً في ظل وجود جماعات إرهابية تعطي للأطفال فرصة حمل سلاح والفتك بالبشر كيفما شاؤوا. الرواية تأتي على ذكر مأساة الشعوب الإفريقية وما يضطرهم لمغامرة الهروب المؤلم، مؤلم من جهة مفارقة الأهل والوطن، ومؤلم من جهة المجهول، فالكثير ممن عزموا على الهرب ماتوا في الطريق سواء كان هذا الموت جوعاً أو قتلاً أو غرقاً. ومؤكد يشكّل هذا الجانب عنصراً مهماً من إقبال القارئ الأوروبي على الرواية.الرواية سجل توثيق اللحظة الإنسانية العابرة، وهذا ما فعلته رواية «لا تقولي إنك خائفة».