يجوب الموسيقي السوري أيمن جرجور البلدان والقارات عازفا على أوتار الغيتار الذي عشقه منذ الصغر وأصبح أستاذا فيه، لكن قلبه يردد لحنا خافتا يأبى أن يخرج للنور إلا على أرض وطنه سورية.

وعقب إحيائه حفلين في لبنان قال جرجور: "أحمل بلدي في داخلي، في كل تجوالي بالعالم، وسورية تظهر في الموسيقى التي أعزفها شجنا وحنينا".

Ad

ومن الولايات المتحدة إلى إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وبريطانيا وتايوان وغيرها، قاد جرجور معزوفاته إلى بيروت حيث قدم يومي السبت والأحد الماضيين حفلين، أحدهما في دار النمر بالتزامن مع معرض للخط العربي، والآخر في بلدة حمانا بجبل لبنان.

وبين مخطوطات تعود إلى البدايات الأولى للخط العربي في القرن الثامن الميلادي المعروضة في دار النمر الثقافية في بيروت، عزف أيمن جرجور مقطوعة لمؤلف إيطالي ذات طابع شرقي تعكس تأثر الغرب بسحر الشرق، وانسابت موسيقى غيتاره سلسة بين مقتنيات المعرض الذي أقامه رامي النمر، رجل الأعمال الفلسطيني المقيم في بيروت منذ مولده.

وفي حمانا تضمن البرنامج أعمالا موسيقية من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وأميركا اللاتينية. واستقبل الجمهور الموسيقى بحماس وتشجيع ملحوظ واستمتع كثيرا، ولاسيما في الختام لإحدى أغنيات السيدة فيروز، ومع كل مقطوعة كان جرجور يشرح طابعها ونوعها ومؤلفها مما أضاف إلى الحضور متعة فوق متعتهم في مركز "بيت الفنان" بقرية حمانا في قضاء بعبدا.

وعن حفليه في لبنان قال جرجور: "من مميزات هذه المهنة أن العازف يسافر إلى دول حول العالم، ويكتشف موسيقاها وحضاراتها الفنية، وكنت سعيدا أنني أقمت حفلين في بيروت وحمانا، ومن الجميل أن نتعرف على منطقة جديدة وجمهور جديد".

ويقول جرجور إنه درس الغيتار عندما كان صغيرا في سورية في الثمانينيات وتسنى له أن يصبح مدرسا للموسيقى في دمشق منذ تسعينيات القرن الماضي، لكنه اليوم يتمنى أن يعود إلى مهنة التدريس في بلده.

وقال: "الآن طلابي أصبحوا مدرسين وما زالوا مستمرين، هناك توجد حياة موسيقية وعازفون وحفلات، وأنا على اتصال مع الزملاء. أتمنى أن أرجع وأدرس وأعزف عدة حفلات في سورية".

وقبل اندلاع الحرب في سورية عام 2011، كان جرجور يقيم في بريطانيا وانقطع عن زيارة بلده منذ يونيو من ذلك العام عندما ألغى حفلاته ولم يعد إلى دمشق. ويعد جرجور عازف غيتار كلاسيكيا، وهو حائز ماجستير في الموسيقى من معهد جوليارد في نيويورك وخريج المعهد الملكي للموسيقى في مدريد.