«الشيوعي» الصيني يدرج فكر جينبينغ في دستوره
اختتم اليوم ، المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، أعماله في بكين، بانتخاب لجنة مركزية جديدة للحزب الحاكم، أعلى هيئة حاكمة، ولجنة انضباط مركزية جديدة.وبحسب وكالة «شينخوا»، أقر المندوبون البالغ عددهم أكثر من 2300 شخص المجتمعون منذ الأسبوع الماضي في قصر الشعب ببكين، قرارات بشأن تقرير اللجنة المركزية الـ18 للحزب، وتقرير عمل للجنة الانضباط المركزية وتعديل دستور الحزب.ومن المتوقع أن ينتخب الرئيس الحالي شي جينبينغ البالغ من العمر 64 عاماً ويقود الحزب منذ 2012، من جديد أميناً عاماً للحزب، اليوم أعلى منصب في البلاد، لولاية جديدة مدتها خمس سنوات، بعد أن أثبت أنه أقوى القادة الذين حكموا الصين منذ 40 عاماً.
فقد وافق المندوبون على أن يدرج فكر شي في ميثاق الحزب فكر عن «الاشتراكية الصينية للعصر الجديد» في دستور الحزب في خطوة رمزية تضعه بمرتبة مؤسس الصين الشيوعية ماو تسي تونغ.وبات هذا المفهوم يشكل «دليل عمل» لأكبر حزب في العالم والبالغ عدد أعضائه 89 مليوناً.
سلطة استثنائية
وعلق الخبير السياسي في جامعة هونغ كونغ الصينية ويلي لام على إدراج فكر جينبينغ في دستور الحزب الحاكم، قائلا إن «هذا الأمر سيمنح شي سلطة استثنائية (...) سيكون له موقع مشابه لموقع القائد العظيم الذي كان يتمتع به ماو». وأضاف أنه «قد يصبح مثله: قائداً مدى الحياة طالما أنه يتمتع بصحة جيدة». ومنذ ماو (1893-1976) لم يلق أي مسؤول تقديراً لمساهمته النظرية في عقيدة الحزب عندما كان في منصبه، بل كان يجري ذلك بعد التقاعد.بدوره، رأى بيل بيشوب الذي يحرر النشرة الاعلامية «سينوسيسم تشاينا» أنه «مع إدراج اسمه في ميثاق الحزب، لم تعد مسألة الخلافة مطروحة عملياً، لأنه طالما بقي على قيد الحياة فسيكون الرجل الذي يتخذ القرار الاخير». وتابع أن «إدراجه (في ميثاق الحزب) هدفه إبلاغ كل الحزب الشيوعي بتفوق شي جينبينغ».خطوط عريضة
ورسم شي جينبينغ الخطوط العريضة لـ«فكره» في الخطاب الافتتاحي لمؤتمر الحزب الشيوعي الأربعاء الماضي، في كلمة طويلة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات.وفي المرتبة الأولى، تحدث عن «النهضة الكبيرة للأمة»، أي إعادة تأكيد مكانة الصين كقوة مزدهرة ومحترمة بعد أكثر من قرن ونصف من التقلبات والتراجعات.ولذلك، يعد شي ببناء جيش «في المرتبة الأولى عالمياً» بحلول 2050، وتحسين الضمان الاجتماعي والطبي، وبدولة قانون «اشتراكية» أو ضمان «تعايش منسجم بين الإنسان والطبيعة».وفي كلمته قال شي، إن «التناقض الرئيسي، الذي يواجه المجتمع الصيني الذي استمر لـ 36 سنة قد تغير الآن»، موضحاً أن «ما نواجهه حالياً هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة، والتنمية غير المتوازنة أو الكافية».وأكد أن «كل شيء يجب أن يكون بقيادة الحزب الشيوعي الصيني: منظمات الحزب الشيوعي الصيني والحكومة والجيش والمجتمع المدني ايا كان المكان الذي نتواجد فيه».