فجّرت عملية "الواحات" الإرهابية، التي وقعت الجمعة الماضي وخلفت وراءها 16 قتيلاً شرطياً، جملة من التساؤلات حول الجهة المنفذة للعملية، وخاصة أنه لم تعلن أي جماعة إرهابية حتى أمس الثلاثاء مسؤوليتها عن العملية التي وقعت في منطقة صحراوية جنوب غرب محافظة الجيزة.

أهم هذه التساؤلات يتعلق بإمكانية وجود تنظيم إرهابي مسلح جديد على أرض مصر، يقف وراء محاولات فتح الجبهة الغربية لمصر، مستغلا حالة الفوضى الأمنية التي تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، وخاصة بعدما نجحت الإدارة المصرية في التوصل إلى تفاهمات أمنية مع حركة "حماس"، مما أثر إيجابياً على الأوضاع الأمنية في سيناء ونجح في الحد من الدعم الذي كانت تحصل عليه "ولاية سيناء"، عبر أنفاق غزة الحدودية مع مصر.

Ad

كانت مصر شكت دولياً تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا ومدى تأثيرها على أمنها القومي، ونفذت مقاتلات مصرية طلعات جوية على بعض البؤر الإرهابية ومعسكرات تدريب الجماعات المتطرفة في مدن سرت ودرنة خلال الفترة الأخيرة، بعد عمليات إرهابية شملت أقباطاً في ليبيا يناير 2015، وأخرى استهدفت حافلة أقباط، يونيو الماضي، كانت في طريقها إلى دير الأنبا "صموائيل" في محافظة المنيا (شمال الصعيد).

خبير الحركات الأصولية، ماهر فرغلي، قال لـ"الجريدة" إن "المنطقة الصحراوية في الجهة الغربية غير صالحة للحياة، ويصعب على أي تنظيم إرهابي الاعتماد على جبالها في تأمين عيش مستقر هناك، اللهم إلا إذا تمكن من تأمين مأكله ومشربه فترة لا تتجاوز الشهر"، لافتاً إلى أن تلك المنطقة لا تصلح إلا أن تكون مخازن للذخائر والأسلحة المهربة من ليبيا.

وتابع أن "هناك غرفة عمليات في مصر تكلف إرهابيي ليبيا إمدادهم بالعناصر والذخائر، والمنطقة الغربية تعد نقطة استقبال وتوزيع".

وأشار فرغلي إلى أنه يصعب الجزم بوجود تنظيم إرهابي يرتكز في الجهة الغربية، سواء كان ذلك التنظيم قاعدياً أو داعشياً، لكن منطقة الواحات كونها وعرة وذات تضاريس صعبة تستغلها التنظيمات الإرهابية المختلفة في الحصول على الدعم اللوجستي من ليبيا، وخاصة من تنظيم "جيش الصحراء" الذي يقوده الداعشي أبومعاذ التكريكي، جنوب سرت، أو تنظيم "أنصار الشريعة" التابع للقاعدة.

الباحث المتخصص في الحركات الأصولية، مصطفى أمين، رجّح أن تكون الجماعة المنفذة لعملية الواحات "قاعدية"، لافتاً، في تصريحات لـ"الجريدة"، إلى أن التكتيك التي نفذت به العملية هو أسلوب تنظيم القاعدة، والمتابع للعمليات الإرهابية التي تقع في بلدان المغرب العربي التي تتركز فيها "القاعدة" يجد التكتيك نفسه، الذي نفذت به عملية الواحات.

واستبعد أمين أن يكون تنظيم "داعش" هو من نفذ عملية الواحات، لافتا إلى أن "أسلوب تنفيذها لا يتبعه (داعش) الذي يفضل الهجوم المباغت على الأكمنة الثابتة، لا المواجهة المفتوحة غير مضمونة النتائج".