أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، مؤتمراً صحافياً في قصر الإليزيه الرئاسي، عصر اليوم ، أكد الرئيسان خلاله حرصهما على الارتقاء بالعلاقات المشتركة، حيث شهدا مراسم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بقيمة تبلغ نحو 400 مليون يورو، في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل.

Ad

ماكرون

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي في قصر الإليزيه، قال ماكرون: "أنا مدرك للظروف الأمنية التي يتحرك فيها الرئيس السيسي، لديه تحدي استقرار بلاده ومكافحة التطرف الديني"، مضيفاً: "أؤمن بسيادة الدول ولا أعطي دروسا للاخرين، كما لا احب ان يعطي احد بلادي دروسا".

لكن ماكرون شدد على أن "فرنسا تدافع عن حقوق الانسان، ومن مصلحة الرئيس السيسي ان يسهر على الدفاع عن حقوق الانسان، لكن في اطار تقرره الدولة المصرية وحدها".

وتدخل السيسي بدوره، قائلا للصحافيين: "أنا معني بالإجابة عن مسألة حقوق الإنسان في مصر"، مضيفا: "نحن حريصون على حقوق الانسان، لكن يجب ان تأخذوا بالاعتبار أننا في منطقة مضطربة جدا، وهذا الاضطراب كاد يحول المنطقة الى بؤرة تصدر الارهاب الى العالم كله".

وأكد أنه "حريص على اقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة"، مبينا ان "الشعب المصري لا يقبل بأي شكل من اشكال الممارسة العنيفة والديكتاتورية وعدم احترام حقوق الانسان، لكنني مسؤول عن مئة مليون مواطن" يجب تأمين الحماية لهم.

كان أحد الصحافيين الفرنسيين وجه سؤالاً إلى الرئيسين المصري والفرنسي، بشأن انتهاكات حقوقية تمارس في مصر، ما دفع الرئيس المصري إلى الرد قائلاً: "لماذا لم تسألني عن الحق في التعليم والتوظيف والخدمات الطبية؟"، مشيراً إلى أن خدمات التعليم والطب والتوظيف في مصر غير جيدة.

وبدا السيسي حريصاً منذ قدومه إلى باريس على نفي أي انتهاكات حقوقية في بلاده، حيث أكد خلال حديثه مع فضائية "فرانس 24"، اليوم الأول الاثنين، حول عدم وجود معتقلين سياسيين في السجون المصرية، وقال: "لا يوجد معتقل سياسي واحد في مصر"، مُشدداً على وجود إجراءات تقاضٍ عادلة يخضع لها الجميع.

وأوضح أن الشعب المصري وحده هو من يملك قرار التصالح مع جماعة "الإخوان" من عدمه، لافتاً إلى حالة الغضب الشعبي من الممارسات المتطرفة للجماعة، ومحذراً من خطورة العائدين من سورية والعراق، وقال :"سيحاولون دخول ليبيا لاتخاذها وكراً لهم".

وبشأن مساعي الحكومة المصرية لتجديد الخطاب الديني، أثنى السيسي، خلال الحوار على التقدم الذي تم إحرازه في الملف، وقال: "الأزهر معني بهذا الأمر ويتحرك فيه، لكن الجهود المبذولة لكي تصل إلى نتائج نشعر بها تحتاج إلى وقت أطول".

وحول العلاقات مع إيران، أكد السيسي أن العلاقات مع دولة إيران منقطعة تماماً منذ قرابة 40 عاماً، وقال: "نحن مع دول الخليج في أمنها واستقرارها، ونرى أن الأمن القومي لدول الخليج جزء من أمننا"، وتابع: "ندعم أي إجراءات تؤدي إلى الاستقرار والسلام والهدوء في منطقة الخليج، ونسعى إلى خفض التوتر الموجود في الخليج، وليس على حساب أحد".

بدوره، قال سفير مصر السابق في فرنسا، إيهاب بدوي، لـ"الجريدة": "زيارة فرنسا ركزت على التعاون العسكري في مجال التسليح ومحاربة الإرهاب، والتنسيق بين البلدين في إيجاد حلول لقضايا منطقة الشرق الأوسط، ومشاريع التنمية على محور قنال السويس".

قمر صناعي

إلى ذلك، علمت "الجريدة" أن مصر وفرنسا، اتفقتا على إنشاء قمر صناعي واستخدامه في تأمين الحدود بشكل كامل، ضمن استراتيجية لضمان ضبط الجبهة الغربية، التي تشهد محاولات اختراق متكررة من قبل الجماعات الإرهابية.

ولفت مصدر مطلع إلى أن خطة التأمين الجديدة تشمل تزويد الحدود الغربية بأبراج مراقبة إلكترونية وكاميرات مراقبة ليلية، مضيفا: "تم الاتفاق مع فرنسا على تزويد مصر بمجسات لرصد الحركة والتصوير الليلي".

وتابع المصدر: "الصفقات العسكرية مع فرنسا تضمنت تزويد مصر بمدرعات حديثة وكاسحات ألغام"، في حين ذكرت صحيفة "لوتريبيون" الفرنسية، أن الرئيس السيسي يسعى إلى شراء 12 طائرة أخرى من طراز "رافال"، إضافة إلى طرادين بحريين.

أمنياً، وفي ظل استمرار ملاحقة قوات الأمن للعناصر الإرهابية، أعلنت الداخلية المصرية، الثلاثاء، تفكيك خلية إرهابية، من 12 شخصاً، تتبع التنظيم المسلح لجماعة "الإخوان" الإرهابية وتحمل اسم "طلائع حسم"، في محافظة الفيوم جنوب غرب القاهرة، وقال بيان الداخلية: "ضبط بحوزتهم أسلحة وعبوات ناسفة".

وكشفت التحقيقات التي تم إجراؤها مع عناصر الخلية أنهم تلقوا تدريبات عالية على استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة.

ولفت البيان، إلى أن المتهمين اعترفوا برصدهم أهدافا ومنشآت أمنية، تمهيدا لاستهدافها في توقيتات متزامنة، وكذا الإعداد لعمليات اغتيال لرجال شرطة وبعض الشخصيات العامة، في حين رجح خبير الحركات الإسلامية، سامح عيد، أن تكون خلية "طلائع حسم"، هي إحدى المجموعات النوعية تابعة لـ"حركة سواعد مصر حسم"، وقال: "ليس المهم حالياً ما إذا كنا أمام جماعة جديدة أم أنها منشقة عن تنظيم حسم الإرهابي، الأهم أننا أمام مجموعة تنتهج فكرا إرهابيا".

في السياق، وبينما قال مصدر أمني رفيع المستوى إن جهودا أمنيا مكثفة، بالتعاون مع القوات الجوية وقصاصي الأثر التابعة لقوات حرس الحدود، لا تزال تبحث عن الضابط المفقود النقيب محمد علاء الحايس في صحراء الواحات الغربية، في حين أعلن الناطق العسكري، اليوم ، إحباط هجرة 61 فردا يحملون جنسيات مختلفة إلى ليبيا. إلى ذلك، وبينما تقدمت عضوة البرلمان النائبة القبطية نادية هنري بطلب إحاطة لوزير الداخلية بخصوص حادث الواحات الإرهابي، علمت "الجريدة" أن وزارة الداخلية تجري حالياً تحقيقا موسعاً، حول الحادث.