رغم أن مصير «جبهة النصرة» التي تسيطر على محافظة إدلب، شمال غرب سورية، لم يتضح بعد، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن العملية العسكرية في إدلب أنجزت بالكامل وحققت نتائجها إلى حد كبير، مشيراً إلى أن الأمر لم ينته بالنسبة لمنطقة عفرين المجاورة في حلب، التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية.وملمحاً إلى توسيع نطاق الحملة العسكرية داخل سورية، قال إردوغان، في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم: «هناك خطر يتهددنا من عفرين، ولن نقدم أبداً تنازلات لمثل تلك التهديدات»، مجدداً تعهده بالرد على التهديدات في أي لحظة وبشكل مفاجئ.
وإذ انتقد بشدة دعم الولايات المتحدة لـ «وحدات الحماية»، التي سيطرت على آبار النفط في دير الزور بمساعدتها، شدد إردوغان على أن «تركيا تكافح التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد، ولا تتنازل عن أهدافها».وبموجب الاتفاق مع روسيا وإيران لوقف القتال بين فصائل المعارضة والحكومة السورية، أعلنت هيئة أركان الجيش التركي أن عناصر القوات المسلحة، التي ستتمركز بمنطقة خفض التوتر بإدلب، بدأت منذ شهر بإقامة نقاط مراقبة، بالتنسيق مع أعمال الاستطلاع الجارية في المنطقة.وقبل ساعات، عبر رتل عسكري تركي مؤلف من نحو 50 آلية الشريط الحدودي ليل الاثنين- الثلاثاء إلى ريف إدلب الشمالي، واستقر في بلدة تلعادة القريبة من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.ووفق وكالة «الأناضول» الرسمية، فإن القافلة الجديدة من التعزيزات العسكرية، التي تضم شاحنات محمَّلة بمدرعات وناقلات جند ودبابات من طراز «أوبوس»، قدمت من قضاء إصلاحية بولاية غازي عنتاب لدعم القوات التركية المرابطة على الحدود مع سورية.
غارات مجهولة
وفي دير الزور، قتل 22 شخصاً على الأقل، مساء أمس الأول، في غارات جوية شنتها طائرات «غير معلومة الهوية» على حي القصور الواقع تحت سيطرة قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول حكومي، اتهم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتنفيذها.ونفى المتحدث باسم التحالف الكولونيل رايان ديلون، أمس، تنفيذ أي غارات جوية على حي القصور في عاصمة المحافظة الغنية بالنفط، مؤكداً أن «القوات الموالية للنظام تقود بدعم روسي العمليات في دير الزور والتحالف لا يدعمها».وبحسب ديلون، شن التحالف ضربة واحدة فقط في المنطقة خلال الشهرين الأخيرين، وتحديداً في 16 سبتمبر دعماً لقوات سورية الديموقراطية (قسد) شرق دير الزور، التي يسيطر «داعش» حالياً على أقل من نصف مساحتها.خسائر «الحرس»
وفي حلب، أعلنت وكالة «مهر» الإيرانية عن مقتل القيادي في الحرس الثوري مصطفى نبي لو وعدد من المقاتلين، خلال اشتباكات مع هيئة «تحرير الشام» في الريف الجنوبي، موضحة أن جثمان القيادي المتحدر من مدينة قم وصل، أمس الأول، إلى إيران، مع ثلاثة عناصر هم أحمد إعطایی، محمد رضا دهقان أمیري، سید مصطفی موسوي.معركة حماة
وفي حماة، ضيقت «تحرير الشام» الخناق على «داعش» باستعادتها، أمس الأول، قرية أبو لفة في الريف الشرقي، غداة سيطرتها على أربع قرى في المنطقة، هي الشحاطية وجب أبيض والطرفاي والخفية.ومع استمرار معارك «تحرير الشام» و«داعش»، كثّف سلاح الجو الروسي قصفه لقرى ريف حماة، حيث شن أمس نحو 300 غارة استهدفت قرى ناحية الحمرا، التي تضم 130 قرية، إضافة إلى قرى ريف إدلب الجنوبي المتاخمة لريف حماة، دعماً لعمليات قوات النظام في المنطقة.سيطرة «داعش»
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه لم يتبق تحت سيطرة «داعش» أكثر من 5 في المئة من أراضي سورية من أصل 70 في المئة، قبل التدخل العسكري في آخر سبتمبر 2015، مبيناً أن قواته الجوية قضت على 948 معسكرا للتدريب، و666 مصنعا وورشة لإنتاج الذخيرة، و1500 آلية وعربة عسكرية تابعة للتنظيم خلال العامين الماضيين.وقال شويغو، في اجتماع لوزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان): «تمّت استعادة 998 مدينة وبلدة من داعش، وبلغت مساحة المنطقة المحررة 503223 كيلومترا مربعا، إضافة إلى تصفية القسم الأكبر من مسلحيه، وبدأت بوادر السلام تلوح في سورية وعاد 1.12 مليون شخص إلى منازلهم، منهم 660 ألفاً رجعوا هذا العام».تمويل وإعمار
وكشف وزير الدفاع الروسي أن تمويل «داعش» من بيع النفط تم وقفه، بعد استعادة آبار كانت تدر عليهم في عام 2015 نحو 3 مليارات دولار، موضحاً أن الطيران الروسي «دمر أكثر من 200 موقع لاستخراج النفط والغاز، و184 مصفاة لتكرير النفط، و126 محطة ضخ للوقود، وأربعة آلاف صهريج لنقل الوقود» في غضون عامين.ودعا شويغو دول آسيان» للانضمام إلى بعثة إنسانية لإعادة الإعمار في سورية، وقال: «إننا نولي اهتماما خاصا لحل المشاكل الإنسانية، ومن جانبنا نحن على استعداد لتقديم أي مساعدة، ولقد فعلنا الكثير لتحييد الألغام والمتفجرات».واستخدمت روسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أميركي من شأنه أن يمدد فترة سنة مهمة لجنة تحقق حول الجهات التي تقف وراء هجمات بالأسلحة الكيميائية في سورية.وهي المرة التاسعة، التي تستخدم فيها روسيا الفيتو في مجلس الأمن لتعطيل قرار يستهدف حليفها السوري.