بكلمات دالة تحمل قلقاً صريحاً على مصير مجلس التعاون، وحرصاً على تدارك الأزمة التي مازالت تهدد البنيان الخليجي، أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن تلك الأزمة "تحمل في جنباتها احتمالات التطور"، داعياً إلى "ضرورة الوعي الكامل بمخاطر التصعيد بما يمثله من دعوة صريحة لتدخلات وصراعات إقليمية ودولية لها نتائج بالغة الضرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها".

وقال سموه، خلال افتتاحه دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر بمجلس الأمة أمس: "يجب أن يعلم الجميع أن وساطة الكويت الواعية لاحتمالات توسع هذه الأزمة ليست مجرد وساطة تقليدية"، مؤكداً: "لسنا طرفاً ثالثاً، بل نحن طرف واحد مع الأشقاء من الطرفين، وهدفنا الأوحد إصلاح ذات البين، وترميم البيت الخليجي الذي هو بيتنا، ونتحرك لحمايته من التصدع والانهيار".

Ad

وبينما قال سموه: "أكدت أنني من يحمي الدستور، ولن أسمح بالمساس به فهو الضمان الأساسي، بعد الله، لأمن الوطن واستقراره"، شدد على أن "تصويب مسار العمل البرلماني بات استحقاقاً وطنياً لا يحتمل التأجيل"، محملاً نواب المجلس مسؤولية المبادرة "لإجراء هذا التصويب من أجل صيانة وتعزيز أهم مكتسباتنا الوطنية".

وأضاف سموه أن هناك تحدياً يعترض مسيرة الكويت الوطنية، ويتمثل في "ضرورة بل حتمية إصلاح اقتصادنا الوطني الذي يعاني اختلالات هيكلية صارخة".

بدوره، قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: "من الممكن أن تختلف رؤانا وتتعدد آراؤنا، لكن من غير الممكن بحال أن نختلف على وحدتنا الوطنية، مثلما من غير الممكن بحال أن نختلف على مقدساتنا الدينية، أو أن نتطاول على الذات الأميرية".

ولفت الغانم إلى أن "شعارات الإصلاح بات يرفعها المصلح والمفسد على السواء، وعلى الشعب أن يستخدم قدرته ليميز الخبيث من الطيب"، مضيفاً أن "آخرين لا هم لهم إلا أن يوجهوا إلى الدولة السهام ويؤلبوا عليها العوام، ويجرِّئوا الناس على نظامهم ويدفعوهم إلى الاستطالة على ولي أمرهم غير ناظرين إلى عواقب هذا السعي الأثيم".

من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك أنه "لا بديل عن التعاون الجاد المثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، في إطار علاقة تكاملية وتكريس العمل الإيجابي المشترك الذي يساهم في تحقيق المصلحة العامة، ويضع التنمية الشاملة المستدامة على مسارها الصحيح".

وقال المبارك إن "التعامل مع الواقع الجديد والتحديات المحيطة بالمنطقة يستوجب قراءة واعية وفكراً جديداً ومنهجاً مختلفاً وعملاً جاداً يواكب تلك التطورات والتحديات، ليوفر الأسباب والمقومات الحقيقية لتحقيق الإنجازات المنشودة للمجتمع".