ينظم متحف سرسق معرضين: «المركبة» للفنانة الكويتية منيرة القديري و«كليك، كليك» صور مختارة من مجموعة فؤاد دبّاس للصور (2 نوفمبر- 5 فبراير 2018).

انطلاقاً من تجربة منيرة القديري الشخصية وتخيّلاتها في سن الطفولة، تُظهر الأعمال المتنوّعة المعروضة الدبلوماسية الدولية بأنها مؤامرة من تدبير مخلوقات فضائية.

Ad

من خلال مزج بين السيرة الذاتية، أو ما يُقارِبها، والخيال العلمي، تعيد هذه الأعمال النظر إلى الهوامات التي تكوّنت لدى الفنانة وشقيقتها خلال طفولتهما في الكويت، وتُصوِّر ثقافة وطقوس الدبلوماسية التي كانت سائدة آنذاك بأنها من عالمٍ آخر بالمعنى الحرفي للكلمة، مقارنة بالصعود الحالي للقومية والسياسة الشعبوية.

«هل كان والداي يتآمران مع مخلوقات فضائية من دون علمي؟» تسأل في شريط الفيديو «في إيتش إس» بعنوان «المركبة» (2017)، حيث ينهار الواقع، وتسيطر البارانويا والتكهّنات. ثقافة البوب، وفن العمارة المستقبلي، والوجبات السريعة، وتفسير الأحلام، وخطف على أيدي مخلوقات فضائية، وجيوسياسة، ودبلوماسية، وحرب وسلم... هذه الأمور كافة التي كانت في ما مضى من الركائز الأساسية في الحياة العصرية تصبح اليوم ملطّخة بشعور عام بعدم الثقة. على غرار قنبلة موقوتة موضوعة وسط العائلة النواة، يبلغ التشكيك ذروته عندما تكتشف بطلة الرواية أن «القرن الأميركي» انتهى أخيراً.

في الجانب الآخر من الرواق، نقع على «النهاية» (2017)، وهي عبارة عن همبرغر متأرجح في الهواء مع ضوء خافت؛ ولعل البرغر أبرز رمز للرأسمالية الاستهلاكية.

هذه الأعمال، إلى جانب التسجيل الصوتي المرافِق، والقراءة المسجّلة لمقطعٍ من كتاب «تمدين الكويت» The Kuwait Urbanization) 1964) بقلم سابا جورج شبر، حول تحديث الكويت في ستينيات القرن العشرين، تسلّط الضوء على ذروة التوسّع الثقافي الأميركي في المنطقة، والذي تلفت الفنانة إلى أنه «تلاشى الآن إلى درجة أنه أصبح أشبه بمخلوقات فضائية غريبة».

بمناسبة افتتاح معرض «المركبة»، تتحدّث منيرة القديري حول المواضيع والآليّات التي تستند إليها في عملها، السابعة من مساء الخميس 2 نوفمبر المقبل.

كليك كليك

جميعهم يهتمّون بالموضوع نفسه! سواءً فيليكس أو أدريان بونفيس أو تانكريد دوما أو جان-باتيست شارلييه، جميعهم تقريباً يتشاركون ريبرتوار الصور نفسه.

كما السائح الذي يشطب الأماكن التي زارها، تنقّل هؤلاء المصوّرون الفوتوغرافيون وغيرهم الذين أقاموا في الشرق الأوسط في القرن التاسع عشر، عبر الأراضي والأماكن، وكانت مهمّتهم نقل صور ومشاهدات من الشرق بأسره إلى الغرب.

هكذا أصبحت بعلبك وتدمر وبيروت ودمشق والقدس أماكن مفاتيح تتكرّر في الصور. هذه المواقع، المأهولة تارةً والمهجورة طوراً، التي تتضاعف الصور المجسِّدة لها وفقاً لأهواء البعثات التصويرية، تلبّي معايير تهدف إلى تسليط الضوء على شرقٍ بدوي، جامد في الزمن، أو على العكس شرقٍ يسلك طريق الحداثة. أياً تكن الرسالة التي يسعى هؤلاء المصوِّرون إلى توجيهها، فهم ينسخون بعضهم عن بعض، ويشاركون بذلك في صنع مخيّلة مشتركة.

افتتح الرسام التشكيلي اللبناني بول شمالي معرضه الشخصي في غاليري 393 392 RMEIL ، تحت عنوان «حافز»، يمزج فيه بين فنون الرسم والتعبيرية والتصوير الفوتوغرافي، باعتبار أن لها الروح نفسها ويمكن تقديمها مرئيةً من خلال تآليف اللوحات، وهذا ما يلمسه الرائي لدى تفاعله مع أعمال شمالي، لا سيما أن الفنان أضفى عليها أسلوبه وذاتيته، ما أكسب أعماله تجديداً وابتكاراً وخصوصية، وقدمها على أنها مرحلة انتقالية بين الرسم التقليدي والفنون المعاصرة.

«أن نستوحي ليس أن ننقل»، شعار بول شمالي الذي ينهل أعماله من مصادر عدة من بينها أعمال الفنانين باللا، ولو كوربوزييه، وحديد، ودو ستايل، وكلي... ومن لبنان، بول غيراغوسيان وإيلي كنعان، والرسام التشكيلي غي ديسوج.

«حافز»، هو تحية وفاء للفن الحديث وإعادة تشكيله كما يراه بول شمالي الذي يقول في هذا السياق: «يعكس الرسم حلماً تحقق، خاطرة عن نفسيتنا، مساحة لامحدودة لخيالنا».

باسكال كورسيل

تنظم غاليري أليس مغبغب المعرض الفردي الخامس للرسام البلجيكي باسكال كورسيل في بيروت (يستمر حتى 11 نوفمبر) ويتضمن لوحات أنجزها الفنان بين2007 و2017، تعكس عالماً من الجمال والهدوء والسكينة متمثلا بمساحات مائية تشكل مرآة لزرقة السماء الصافية، وتزين سطحها أزهار النينوفار بألوانها المختلفة، منفذة بتقنية الزيت التي تضفي حركة على الخط ونوراً على الألوان وحياة على اللوحة بأكملها.