الأغلبية الصامتة: «حسبتوها غلط»
ليس لدى وزير الدولة، بل ليس لدى الحكومة ما يبهر الناس ويخرس أصوات المعارضين لها، لذلك هم يستغربون من تقلبات الحسابات في البرلمان الذي فصلوه على مقاسهم، ونسوا أن الأوضاع السيئة تصنع معارضتها على الدوام دون الحاجة إلى وجود أحمد السعدون أو مسلم البراك.
لا تحدث الأمور هكذا، لكل شيء تفسيره وتقريره، كيف حصل كل هذا بالأمس؟ ليس هذا السؤال؟ السؤال لماذا تأخرت هذه الموجة؟ ليس ضد وزير الدولة فقط ولكن ضد الحكومة بأكملها.ما رآه الناس بالأمس من أداء حكومي كامل في جلسة الثلاثاء، رأيناه ورآه الكثيرون كل حسب مجاله واهتمامه، انفصال كامل عن الواقع وبعد ضوئي عن حقيقة الوضع العام، الناس "ساكتة" نعم، و"حدس" في مقدمة المحصنين لرأس الحكومة، ولكن ذلك لا يعني الدخول للمعمعة دون جهد وتحضير، إنها كارثة لمن اكتشف بالأمس حجم المهام التي يتقلدها وزير الدولة، ومقدار العمل الذي يقوم به للنهوض بها والدفاع عن موقعه.
من هم فريق الوزير؟ من هم أصحاب الكور والشور والتدبير من حوله؟ من هم جلاسه، لقد انكشف كل شيء، قليل من السوشيال ميديا وكثير من الحسابات الخاطئة والقراءات المزيفة التي يجهزها أبعد الناس عن نبض الشارع، وأقربهم إلى جيوب المسؤولين. إن التسويق شيء ضروري لشيء حقيقي موجود على الأرض وقادر على الإبهار وصنع الصيت، وغير ذلك يعجل نحو الوقوف في الزاوية، وتلقي الضربات من كل حدب وصوب، ليس لدى وزير الدولة، بل ليس لدى الحكومة ما يبهر الناس ويخرس أصوات المعارضين لها، لذلك هم يستغربون من تقلبات الحسابات في البرلمان الذي فصلوه على مقاسهم، ونسوا أن الأوضاع السيئة تصنع معارضتها على الدوام دون الحاجة إلى وجود أحمد السعدون أو مسلم البراك. لن أقول مع الأسف، لأني تركتها لمن لا يزال مصدوما بما رآه من أداء حكومي، ولكني سأقول كم من الوقت سيضيع! وكم من الأموال ستصرف في غيرها حتى تكتشف الحكومة أن الفارق بين مستواها ومستوى التحديات التي تواجهها الكويت أكبر بكثير مما تتوقعه هي لنفسها!في الختام شفط "دمبكجية" السوشيال ميديا ما أمكنهم من أموال راحت على الحملات وأوهام صناعة الرأي العام، وغرق من اعتمد عليهم ورأى الكويت من خلال حساباتهم المنمقة، الكويت تُرى في عيون المخلصين، وهؤلاء لا يذهبون إلى أحد بل تشدّ الرحال إليهم.