جينبينغ على رأس «الشيوعي» الصيني مجدداً

نشر في 25-10-2017
آخر تحديث 25-10-2017 | 20:30
الرئيس الصيني شي جينبينغ
الرئيس الصيني شي جينبينغ
حصل الرئيس الصيني شي جينبينغ، على ولاية جديدة من خمس سنوات على رأس الحزب الشيوعي الصيني، ممهداً للبقاء في السلطة لعقود، من غير أن يظهر في الفريق القيادي الجديد أي خلف محتمل يمكن أن يلقي بظلاله عليه.

كما جرت التقاليد، بدا شي الذي ارتدى بدلة قاتمة ووضع ربطة عنق حمراء مبتسما أمام الصحافيين، محاطاً بزملائه الستة في المكتب السياسي الذي سيدير الصين للسنوات الخمس المقبلة غداة انتهاء أعمال المؤتمر الوطني العام الـ 19 للحزب الشيوعي.

وقال شي في كلمة: "لا أعتبر ذلك بمثابة موافقة على عملي فحسب، بل أراه تشجيعا سيدفعني على المضي قدما".

وانتخبت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي شي أمينا عاما للحزب، كما انتخبت الأعضاء الدائمين الستة الآخرين في المكتب السياسي، هيئة السلطة الفعلية في الصين.

وعزز شي (64 عاما) موقعه في السلطة عندما ادرج مؤتمر الحزب فكره في ميثاقه، في خطوة رمزية تضعه في مصاف مؤسس النظام ماو تسي تونغ.

وصل شي الى السلطة في أواخر عام 2012 ومنذ ذلك الحين يشغل منصب رئيس الجمهورية والحزب ويتولى قيادة الجيوش على رأس الاقتصاد الثاني في العالم، عاملاً على تعزيز سلطة النظام.

ويحمل ادراج اسم و"فكر" شي في ميثاق الحزب على الاعتقاد بان بوسعه البقاء في منصبه على رأس البلاد إلى ما لا نهاية، متخطيا عتبة السن الرمزية المحددة للتقاعد عند 68 عاما ودون ان يضطر الى تحديد خلف له. فالمكتب السياسي الجديد لا يضم سوى شخصيات ستينية من غير أن ينفتح على الجيل الأصغر سنا الذي يمكن ان يتضمن شخصا مؤهلا لتولي الحكم بعد شي.

يقول خبير الشؤون الصينية في الجامعة المعمدانية في هونغ كونغ جان بيار كابيستان ان "شي جينبينغ لا يريد تقاسم السلطة، ولا يريد أحداً يضغط عليه عند إعداده للخلافة"، كما انه من خلال ابقائه على المنافسة بين خلفائه المحتملين "فهو يبقي الضغط على الجميع ويتمتع بالسلطة لخمس أو عشر سنوات دون أي التزامات".

ويخطط شي للمدى البعيد، فقد تعهد في الخطاب المطول الذي افتتح به أعمال المؤتمر الاربعاء الماضي بـ"عصر جديد من الاشتراكية على الطريقة الصينية" محددا آفاقا لها في 2050 بأن تصبح الصين قوة عظمى مزدهرة وتحظى بالاحترام، ودعا الى "الدفاع عن سلطة الحزب والنظام الاشتراكي الصيني"، مبدداً أي أمل بإدخال قدر من الليبرالية على النظام. ترافقت ولاية شي على رأس البلاد منذ خمس سنوات بحملة ضد الفساد شملت ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص ويشتبه بأنه استغلها لاستبعاد منافسين سياسيين.

وكرر شي أن مكافحة الفساد "طريق لا نهاية لها"، ودعا كوادر "الشيوعي" الى "القضاء على هذا الفيروس الذي يدمر نسيج الحزب".

في ما عدا رئيس الحكومة لي كه تشيانغ، فإن شي هو العضو الوحيد من اللجنة الدائمة السابقة الذي يحافظ على منصبه في الهيئة الجديدة. والاعضاء الجدد الخمسة هم مستشار شي المقرب لي جانشو ونائب رئيس الوزراء وانغ يانغ والباحث في عقيدة الحزب وانغ هونينغ والمسؤول الجديد عن مكافحة الارهاب جاو ليجي وزعيم الحزب الشيوعي في شنغهاي هان جينغ.

ومن المفترض اعادة انتخاب شي على رأس البلاد في مارس المقبل خلال الجلسة السنوية للبرلمان، كما يتوقع أن يحتفظ لي كه تشيانغ بمنصبه رئيسا للحكومة.

back to top