تزايدت الضغوط على حكومة كتالونيا الانفصالية، إذ يطالب البعض رئيسها كارليس بوتشيمون بالتخلي عن إعلان الاستقلال والدعوة في أقرب وقت إلى انتخابات من أجل تفادي تسلم مدريد سلطات الإقليم.

وتدرس السلطات الانفصالية كيفية التحرك إزاء التهديد بتطبيق المادة 155 من الدستور الإسباني، التي سيصوت عليها مجلس الشيوخ الجمعة وتؤدي إلى تعليق الحكم الذاتي في كتالونيا.

Ad

وتقوم مدريد، بموجب ذلك، بحل حكومة كتالونيا وتتولى مقاليد سلطة المنطقة وخصوصاً شرطتها. كما سيتم وضع البرلمان ووسائل الإعلام الإقليمية العامة تحت الوصاية.

وتنذر هذه الإجراءات بمواجهة مع قسم من سكان كتالونيا المنقسمين بشأن الاستقلال وأن تؤدي إلى اضطرابات تضر باقتصاد هذه المنطقة، التي تمثل 19 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي الإسباني.

لذلك دعا الكثيرون من أعضاء حكومة كتالونيا، أمس الأول، إلى تنظيم انتخابات إقليمية مبكرة، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، بحسب ما أكد مصدر من المحيطين برئيس كتالونيا كارليس بوتشيمون.

وسيكون من شأن هذا الإجراء أن يؤخر عملية الانفصال. وبحسب صحيفة "فانغارديا" اليومية الكتالونية فإن "نقاشاً حامياً" جرى واستمر حتى وقت متأخر من المساء بين أنصار الانتخابات ومؤيدي إصدار إعلان استقلال من جانب واحد.

لكن بحسب الحزب الاشتراكي، الذي يدعم الحكومة الإسبانية المحافظة في ملف كتالونيا، فإن الدعوة إلى انتخابات إقليمية من قبل بوتشيمون ستعتبر عودة إلى النظام الدستوري، وتتيح التخلي عن وضع الإقليم تحت وصاية السلطة المركزية.

وبدت الآمال في التوصل إلى مخرج تفاوضي للأزمة ضعيفة جداً أمس. وأكد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي أن تعليق الحكم الذاتي لكتالونيا هو "الرد الوحيد الممكن".

وقال: "تقولون لي إن المؤسسات الكتالونية طلبت الحوار، وان ردي كان المادة 155 من الدستور وهذا صحيح" مشددا "كان ذلك هو الرد الوحيد الممكن ، الوحيد".

في الأثناء، بدأت "لجان الدفاع عن الاستفتاء" التي عبأت آلاف الكاتالونيين من أجل "حماية" مكاتب التصويت في الاستفتاء المحظور حول الاستفتاء، الذي جرى في الأول من أكتوبر الجاري، التصعيد.

وترى هذه اللجان كما حال حكومة كتالونيا، أن الاستقلال حصل على شرعيته من خلال الاستفتاء الذي شارك فيه 43 في المئة من الناخبين قالوا "نعم" بنسبة 90 في المئة للاستقلال، بحسب نتائج لا يمكن التثبت منها.

ونظمت تظاهرة بين وسط برشلونة ومبنى البرلمان المحلي، تحت شعار "لا 155 ولا انتخابات، الاستقلال الآن".

ورفض بوتشيمون أمس عرض التحدث أمام ​مجلس الشيوخ​ اللإسباني عشية تصويت هذه الهيئة على وضع الإقليم تحت وصاية ​مدريد​.

وأكد ناطق باسم الرئاسة المحلية أن "الرئيس بوتشيمون لن يتوجه الخميس للتحدث أمام مجلس الشيوخ" موضحا أن "ذلك يأتي ردا على إعلان ​الحكومة الإسبانية​ أن قرارها بتولي السلطات في المنطقة لا عودة عنه". وأوضح أنه "لن يتوجه لا الخميس ولا الجمعة إلى مدريد بعدما إقترح مجلس الشيوخ عليه ان يتحدث أمامه لعرض وجهة نظره حول مسألة استقلال الإقليم قبل ان تعطي مدريد ​الضوء​ الاخضر لتولي ​السلطات المحلية​".