لا تزال مشكلة بناء الكنائس في مصر تؤرق الأمن وتتسبب في أزمات طائفية بين المسلمين والمسيحيين، خصوصاً في مدن الصعيد، على الرغم من إقرار البرلمان لقانون بناء الكنائس منذ يناير الماضي، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد، بسبب تعطل لائحته التنفيذية في مجلس الوزراء.وأغلق الأمن المصري أربعة «أماكن صلاة مؤقتة»، يعتبرها الأقباط دور عبادة مسيحية في محافظتي المنيا وسوهاج، بصعيد مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، بحجة عدم استيفائها للأوراق الرسمية، خشية حدوث مصادمات مع مسلمين، يرفضون تحويل هذه الأماكن إلى كنائس مرخصة.
وقال مصدر كنسي، إن الأمن أغلق أمس الأول، كنيسة «السيدة العذراء»، في قرية الشيخ علاء التابعة لمركز المنيا، (شمال الصعيد) مما أدى إلى اعتصام كاهنها موسى ثابت داخلها، في حين أغلق الأمن ثلاث كنائس في قرى «النغاميش» و»الكرم» و»القشير» في محافظة سوهاج الأحد الماضي، بحجة التخوف الأمني على الأقباط من متشددين يرفضون وجود دور عبادة مسيحية في قراهم، في حين لم تصدر وزارة الداخلية بياناً بخصوص هذا الأمر، ولم تصدر الكنيسة الأرثوذكسية بياناً أيضاً.وبينما قال المصدر، إن دور العبادة المشار إليها ليست مخالفة، حيث سبق أن تقدمت الكنيسة بطلبات تقنينها وفقا للقواعد القانونية الجديدة الواردة في قانون «بناء الكنائس» الذي أصدره البرلمان يناير الماضي، أكد المفكر القبطي، كمال زاخر، لـ«الجريدة»، أن الأزمة باتت مستحكمة وبلا حل طالما ظل تفعيل قانون بناء الكنائس غائبا، وأضاف: «بعض المسؤولين يترصدون بناء الكنائس في الصعيد، ولا ينتظرون رد الدولة في شأن السماح بتقنين هذه الأماكن، ويتخذون قرارات منفردة بوقف ترخيصها»، محذراً من أن هذا النهج سيؤدي إلى وقوع اشتباكات طائفية.يُذكر أن أقباط مصر يخوضون ظروفاً صعبة هذا العام، ففي حين أعلن تنظيم «داعش» استهدافهم منذ ديسمبر من العام الماضي، شهد عام 2017، جملة من العمليات الإرهابية ضد الأقباط، كان آخرها مقتل كاهن مسيحي على يد متشدد في منطقة المرج، شمال القاهرة في أكتوبر الجاري، بعد شهور من هجوم متزامن على كنيستين في طنطا والإسكندرية، أودى بحياة نحو 50 قبطياً في أبريل الماضي، وهجوم آخر على حافلة تقل أقباطاً في طريقهم إلى دير في محافظة المنيا، في مايو الماضي، مما أسقط نحو 32 قبطياً.
دوليات
مصر : إغلاق 4 «أماكن صلاة مؤقتة» مسيحية في الصعيد
25-10-2017