سجال بين دمشق وموسكو حول وجود تركيا في إدلب

المقداد يدعو من طهران إلى انسحاب قوات أنقرة... والكرملين يؤكد أنه ينسق معها

نشر في 25-10-2017
آخر تحديث 25-10-2017 | 21:40
سوري ينقل أخشاباً على عربة يجرها حصان في حديث مع دراجين بدوما أمس الأول  (أ ف ب)
سوري ينقل أخشاباً على عربة يجرها حصان في حديث مع دراجين بدوما أمس الأول (أ ف ب)
غداة اجتماع روسي- إيراني بحث مفاوضات أستانة، دعا مسؤول سوري، خلال زيارته طهران، أنقرة إلى سحب «قواتها المحتلة» من إدلب والالتزام بمفاوضات أستانة، بينما دافع الكرملين عن تحركات الجيش التركي مؤكداً أنها جرت بالتنسيق معه.
بعد اجتماعه مع مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي في طهران، طالب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس تركيا بسحب قواتها من محافظة إدلب واحترام ما تم التوصل إليه في مفاوضات أستانة مع موسكو وطهران، واصفاً الجيش التركي بالمحتل.

وأكد المقداد أن زيارته لطهران تعكس عمق العلاقات بين الدولتين، معتبراً أن "علامات النصر الأخيرة" ليست انتصاراً على الإرهاب فقط، بل على من يرغب في التملص من الوثائق الدولية.

وشدد المسؤول السوري على أنّه لولا دعم إيران لما استطاعت سورية تحقيق هذه الانتصارات، معتبراً أن "الأوضاع الدولية تتغير بسبب ثبات موقف محور المقاومة، ومن ضمنها حزب الله".

وأكد المقداد وقوف دمشق إلى جانب طهران لاسترداد كامل حقوقها في استخدام الطاقة النووية، مشيراً إلى أن "العالم كله يقف ضد سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضد مساعيه وأطماعه المعادية لإيران ودعمه لسياسة البترودولار" في المنطقة.

الكرملين وأنقرة

وعلى الفور، رد المتحدث الرسمي باسم الرئيس الكرملين دميتري بيسكوف بتأكيد أن تركيا كدولة مشاركة في عملية أستانة، تنسق أعمالها في سورية مع روسيا.

وحول موقف موسكو من مزاعم عن محاولة تركيا عقد صفقة مع "هيئة تحرير الشام" المتربطة بقيادة "جبهة النصرة" سابقاً لضمان وقف إطلاق النار، في محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة الرئيس بشار الأسد بكاملها، قال بيسكوف: "الجانب التركي مسؤول عن ضمان الأمن في منطقة خفض التصعيد، وهو ينفذ هذه الوظائف، لا أعرف التفاصيل، على الأرجح من الضروري التوجه بالسؤال إلى وزارة الدفاع الروسية".

وفي وقت سابق، بحث مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرينتيف مع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أنصاري أمس الأول التحضير للجولة السابعة من مفاوضات أستانة المقررة في 30 و31 أكتوبر الجاري.

ووفق السفارة الروسية في طهران، فإن لافرينتيف تبادل مع أنصاري وجهات النظر حول الأزمة السورية وسبل حلها، بالإضافة إلى قضايا دولية وإقليمية أخرى ذات الاهتمام المشترك، مبينة أنه التقى أيضاً أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

ووسط استياء دولي واسع، دافعت روسيا عن الفيتو التاسع الذي اعتمدته بحق قرار يستهدف دمشق، وبررت موقفها من لجنة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، مؤكدة أنها تنتظر تقرير اللجنة بشأن الاتهامات الموجهة إلى حليفتها وعلى ضوئه ستحدد خطواتها اللاحقة.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن أمس الأول ضد مشروع القرار الأميركي لتمديد تكليف لجنة التحقيق "لاتسامه بطابع متسرع يستبق إعطاء تقييم لعمل اللجنة في سورية"، موضحة أنه يأتي انطلاقاً من اعتبارات خاصة لا تمت بصلة للأهداف التي شكلت من أجلها.

داخلياً، وقعت الحكومة السورية المؤقتة وفصائل الجيش الحر العاملة ضمن عملية "درع الفرات" بإشراف تركي، اتفاقاً يقضي بتسليم إدارة المعابر ووارداتها لهذه الحكومة التي ستشرف أيضاً على تشكيل "جيش نظامي".

ونص الاتفاق، الذي رعاه ولي كلس ووالي عنتاب وقائد القوات الخاصة وممثلين عن الاستخبارات التركية، إضافة إلى نائب رئيس ائتلاف المعارضة وأعضاء في الحكومة المؤقتة وقادة في الجيش الحر، على أن المعابر ستخضع للحكومة المؤقتة وستوضع وارداتها في خزينة واحدة تحت تصرفها لتوزع "بشكل عادل" عليها وعلى المجالس المحلية والجيش الحر.

وأوضح الاتفاق آلية تشكيل "الجيش النظامي" عبر مرحلتين، الأولى سيشكل خلالها ثلاثة فيالق "الجيش الوطني، والسلطان مراد، والجبهة الشامية" وتبدأ بعد شهر من انتهائها المرحلة الثانية التي تسلم خلالها جميع الفصائل معداتها وأسلحتها ومقراتها، لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، كما تلغى خلالها جميع المسميات وتقسم الفيالق إلى فرق وألوية وكتائب.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد) مصطفى بالي مقتل 14 شخصاً في انفجار ألغام في مدينة الرقة، من مخلفات تنظيم "داعش".

موسكو تبرر «الفيتو التاسع» ومحادثات روسية إيرانية بشأن «آستانة»
back to top