«كتابيه».. مذكرات عمرو موسى (5-8)

صافح عبدالناصر... وبعد أيام وقعت النكسة

نشر في 27-10-2017
آخر تحديث 27-10-2017 | 00:00
في الحلقة السابقة عرضنا أهم ما كشفه عمرو موسى في مذكراته عن عمله في الخارجية وسفره للعمل في السفارة المصرية بسويسرا بعدما رفض السفر إلى أثينا، وكيف كان مسؤولاً هناك عن تسليم طعام خاص بـ«ريجيم الرئيس عبدالناصر» إلى رجل ضخم البنية، وفي السطور التالية فصل جديد من حياة رجل الدبلوماسية المخضرم بعد عودته من سويسرا إلى مصر... وتفاصيل مهمة عن لقائه الرئيس عبدالناصر:

في العودة من سويسرا، رجعت على متن سفينة سفر مصرية تسمى «الجزائر»، منطلقاً من مدينة فينسيا الإيطالية الساحلية إلى الإسكندرية... فور عودتي تسلمت العمل في مكتب وزير الخارجية محمود رياض، الذي كان السفير محمد شكري، مديراً له، خلال هذه الفترة كنت مثل عموم جيلي مغرماً بعبدالناصر، نظراً إلى المكانة الكبيرة، التي حظيت بها مصر في سنوات حكمه، وحتى عام 1967، لاسيما في إطار حركة عدم الانحياز والحركة الأفروآسيوية واللاتينية، لم يكن إعجابي بعبدالناصر مبنياً على مجرد انبهار بشخصيته بقدر ما كان اقتناعاً بأن الرجل يسير على الخط الوطني للسياسة الخارجية الذي بدأه الوفد، ثم جاء هو وبنى على إيجابياته، وجعلها سياسة ذات أصداء قوية في العالم.

التقيت عبدالناصر مرتين في حياتي، الأولى كانت في 21 أكتوبر 1966 في نيودلهي، عندما ذهبت مع وفد ترأسه عبدالناصر للقاء أنديرا غاندي، بعد وفاة (جواهر لال) نهرو وتوليها رئاسة وزراء الهند، إذ تقرر عقد قمة ثلاثية لأنديرا مع عبدالناصر والرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو، وهما قطبا حركة عدم الانحياز، دعماً للزعيمة الجديدة للهند.

اقرأ أيضا

المرة الثانية، التي ألتقيت فيها عبدالناصر كانت في أثناء عملي بمكتب وزير الخارجية، قبل هزيمة يونيو 1967م، وهو التاريخ الذي اعتبره نهاية لحقبة هذا الرجل، وبداية – وسبباً في نفس الوقت – لتدهور الأحوال المصرية منذئذ، قبل بدء الحرب في ذلك الصباح الحزين من صيف سنة 1967 قرر عبدالناصر إغلاق خليج العقبة، وسحب القوات الدولية من سيناء، وأغرق البلاد بأجواء تعبوية كبيرة، أذكر أن من بين الشعارات التي تم ترديدها في الإعلام خلال هذه الفترة «العقبة قطع رقبة»، في إشارة لمصير أي قوة إسرائيلية تحاول المرور من خليج العقبة بالبحر الأحمر.

التوتر المتصاعد بين مصر وإسرائيل دفع بالأمين العام للأمم المتحدة آنذاك يوثانت لزيارة القاهرة يوم 23 مايو 1967م، بعد يومين من وصوله، وحوالي الساعة الثانية بعد الظهر من يوم 25 مايو، إذا بالسفير محمد شكري، مدير مكتب الوزير ينادي عليّ :" الحق يا عمرو، الوزير ذاهب إلى المطار لتوديع يوثانت، اركب معه في السيارة" عدت وارتديت الجاكت والكرافت بسرعة، وأخذت قضمة من "ساندوتش فول" كنت بدأت في تناوله لأنني لم أكن أعرف متى سأستطيع تناول طعام الغداء.

ركبت مع الوزير في سيارته "الميركري" السوداء، كنت أعرف أن محمود رياض قليل الكلام، لكنني حرصت في أثناء نزولي من المكتب على إحضار مجموعة من الأوراق، التي كانت جاهزة للعرض عليه، قلت: يا سيادة الوزير معي أوراق مهمة جاهزة كي تطلع عليها، أشار بيديه بما يوحي بعدم اهتمامه بالنظر فيها الآن، كان يبدو عليه الشرود، فجلسنا صامتين حتى وصلنا المطار.

وصلنا قاعة كبار الزوار بالمطار القديم، جلس رياض مع يوثانت في ركن لتبادل الحديث، وبعد لحظات رن تليفون القاعة، فرفعت السماعة وإذا بسامي شرف، سكرتير الرئيس للمعلومات على الجانب الآخر، قال لي: بعد وداع يوثانت، سيصل رئيس الوزراء السوري يوسف زعين، ومعه رئيس الأركان السوري، خلي الوزير يستقبلهما وتعالوا بهما على بيت سيادة الرئيس، وستجد سكرتيري، محمد سعيد عند منعطف حدده في منشية البكري، حيث منزل الرئيس، سيكون في سيارة "نصر" سوداء اتبعوها إلى أن تصلوا إلى البيت.

ركب محمود رياض ورئيس الوزراء ورئيس الأركان السوريان ومسؤول سوري ثالث بالإضافة إلى حارس وأنا، في سيارة واحدة، لم يكن معنا غيرها، وصلنا بالفعل إلى منزل الرئيس عبدالناصر، دخلنا فيما بقي الحارس في الخارج مع الحرس الموجود في منزل الرئيس دخل الضيوف السوريون ومحمود رياض وأنا، وجدنا صالة، ثم إلى اليمين حجرة مكتب الرئيس، وجدت أنه من المناسب أن أنسحب، فهذا اجتماع على مستوى الرئيس ورئيس الوزراء السوري ووزير الخارجية، تراجعت من المكتب إلى الغرفة المجاورة له، إلى الصالة، وجلست على إحدى أرائكها.

جاءني ضابط ضخم اسمه – على ما أذكر – مصطفى، وبينما كان يتحدث إليّ، ويسألني عن الوفد الذي بالداخل، إذ بي أراه ينحني انحناءة خفيفة أخذت تتزايد، للوهلة الأولى لم أفهم ما جرى، وسريعاً أدركت أن ورائي شخصاً يتم له هذا الانحناء، التفت فوجدت الرئيس عبدالناصر أمامي، نهضت واقفاً، لم أصدق أنني أمام هذا الزعيم التاريخي، الرجل الذي يهدد إسرائيل وأميركا، والذي يملأ الدنيا كلها صخباً، حيث كان في أعظم مراحل حياته، وآخر لحظات مجده قبل أن تداهمه وتداهمنا جميعاً 5 يونيو 1967م.

سلم الرئيس عليّ، ونظر إليّ نظرة فهمت منها أنه يستفسر عمن أكون، قلت له: أنا فلان جئت مع الوزير رياض والوفد السوري، قال: يا مصطفى، الأخ عمرو يقعد مع محمد أحمد (سكرتيره الخاص) وينتظرنا لأن المباحثات ستطول، بدلاً من أن يجلس هنا بمفرده هممت للخروج فقال لي: لا لا انتظر، ستشرب عصير الليمون أولاً، ثم تذهب إلى محمد أحمد بعد ذلك، كلامه بالنسبة إلى الضابط ولي بمنزلة الأمر، وقد نفذناه.

جلست في المكان الذي أوصلني إليه الضابط مصطفى، فوجدت محمود فهيم، وكان من المهمين في مكتب الرئيس، ورنين التليفونات بجواره لا ينقطع، بعد مضي 3 ساعات، قالوا لي: "الحق الوزير يغادر"، فأسرعت للحاق به، وجدت محمود رياض متجهماً شارداً، وأمامنا حوالي الساعة إلى أن نصل بيته في الزمالك، فاحترمت صمت الرجل، قلت له: أأترك لسيادتك هذه الأوراق لتنظر فيها؟ فقال: ما الذي فيها؟ وكانت في مظروف مغلق، فتحته له، وإلى الآن أنا نادم على أنني فتحت المظروف بطريقة غير منظمة، فأخذه مني وأعطاه لحارسه كي يحمله إلى بيته.

لم أنس هذا الموقف في حياتي قط، من ساندوتش فول في مكتبي بوزارة الخارجية، إلى مصافحة جمال عبدالناصر بعد أقل من ساعتين! ومتى؟ قبل 5 يونيو بأيام.

صدمة يونيو

حدث ما حدث في 5 يونيو، فأصبت بإحباط مهول، كنت حزيناً جداً، مبعث حزني أنني كنت قد بدأت أتلمس الحقيقة بعد مضي عدة ساعات لاندلاع القتال، كنا في مكتب الوزير نعرف أن إذاعتنا وصحافتنا تكذبان بشأن حجم الطائرات التي كان يتم الإعلان عن أننا قد أسقطناها، ذلك أننا في وزارة الخارجية نستمع إلى إذاعات أجنبية كثيرة، ونطلع بانتظام على تقارير وكالات الأنباء العالمية والصحف الأجنبية التي كانت كلها مجمعة على تقدم كبير للقوات الإسرائيلية في سيناء.

بعد يوم من القتال كانت حقائق الموقف قد بدأت تتبلور أمام الوزير، وكذلك مدير مكتبه السفير محمد شكري، الذي رأيته وهو خارج من مكتب محمود رياض قبيل ظهر يوم 6 يونيو 1967م وهو في حالة بكاء هستيري، وقع الرجل على الأرض مغشياً عليه من هول الصدمة برغم رباطة الجأش المعروفة عنه، كان ضابطاً سابقاً بالجيش، ذا شخصية منفتحة وودودة، هنا بالضبط تيقنت بأن شكوكنا بشأن حدوث كارثة كبيرة جداً قد تأكدت.

ساعدت السفير شكري بدعم من بعض العاملين في المكتب على الوقوف، حتى أفاق، أمرت السعاة بعدها بالانصراف، والرجل غير قادر على التوقف عن البكاء، سألته عما جرى، فقال: "كارثة، اليهود وصلم قناة السويس"، أصابتني صدمة كبيرة وإحساس بالمهانة والإحباط برغم أن كل الشواهد كانت تشير إلى وقوع هذه المصيبة، بدأنا نقول لأنفسنا: إن الذي يجعل الكارثة تصل لهذا الحجم هو أننا بالتأكيد لم نكن مستعدين، وإن القرار السياسي، الذي أدى إلى الحرب كان بالقطع خاطئاً، وحساباته غير دقيقة، وتوقعاته غير سليمة تكاد تصل إلى حد المقامرة، لم يكن يصح أن نعرض بلدنا لهذا التحدي المدمر!

كانت الهزيمة ثقيلة جداً، مهما حاول البعض التخفيف منها بتسميتها "نكسة"، لأنها كانت هزيمة بكل معنى الكلمة، وكان من مقتضى هذه الهزيمة أن عدداً كبيراً من الشباب – وأنا منهم – راح يتساءل – على الأقل مع نفسه – من هول الصدمة: هل كنت مخطئاً في هذا التأييد العارم للنظام؟ هل اهتمام عبدالناصر بوضع مصر الخارجي على حساب الأوضاع الداخلية والبنية التحتية بمعناها المادي ومعناها المرتبط بالإنسان هو الذي قادنا إلى هذه الهزيمة؟ هل اعتبر الرئيس أنه أكبر من مصر، أم اختلط عليه الأمر فاختصر مصر في شخصه ما هو جيد له جيد لمصر وربما ليس العكس؟

«لا تتنح»

يوم 8 يونيو 1967م كنت جالساً مع ثلاثة أو أربعة من السفراء، كان من بينهم السفير محمد وفاء حجازي، وكان من ذوي الميول اليسارية، وفجأة سمعنا ضرباً يميناً ويساراً، فسألنا عن الخطب، فقالوا: طائرات إسرائيلية تحلق، وأصوات مرتفعة لطلقات مدفعية تدوي حول القاهرة، علمنا فيما بعد أنها لم تكن غارة، وإنما كانت طلقات مدفعية مصرية ضمن إجراءات الإعداد لمظاهرات "لا تتنح".

عندما أعلن عبدالناصر التنحي يوم 9 يونيو 1967م دمعت العين مرة أخرى، ولكن الهزيمة غيرت مواقف كثيرين فأصبحوا ناقمين بشكل كبير على النظام كله، بدأنا – نحن الشباب – ندرك العواقب الوخيمة للإجراءات الديكتاتورية وانفراد عبدالناصر بالرأي، الذي أدى إلى إدخال البلد في حرب من دون أن يؤخذ رأي أحد فيها، انتهت بهزيمة أدركنا جميعاً أن مصر ستدفع ثمنها في الحال والمستقبل، وأننا سنعيش معها ومع أثرها لسنوات طويلة، لقد كانت هزيمة 5 يونيو كاشفة عن خلل كبير في إدارة الدولة وبداية طريق طويل انتهى بثورة 25 يناير 2011، ولا يقدح في ذلك دور الرئيس السادات ونجاحه في حرب أكتوبر، لأن ذلك لم يقترن بإصلاح واع شامل لأمور مصر.

مظاهرات "لا تتنح" كان فيها ترتيب ما، لكن الجمهور كان أيضاً رافضاً رحيل عبدالناصر، كي نكون منصفين، كان هناك ترتيب، لكن الشعور الجماهيري بالوقوف بجوار عبدالناصر وتحميله المسؤولية في ذات الوقت كان عارماً، عبر عنه الشاعر الغنائي محمد حمزة بالرمز في أغنية شهيرة مع عبدالحليم حافظ وبليغ حمدي "جانا الهوى"، والتي يقول فيها: "اللي شبكنا يخلصنا" كانت هذه العبارة ترجمة حقيقية للشعور المصري في هذا الوقت، ولذلك عندما أذيعت للمرة الأولى دقت أجراس كبيرة جداً في وجداني ووجدان كثيرين.

أستطيع أن أقول إن استمرار الرئيس في منصبه لم يترجم إلى عملية شاملة لإنقاذ مصر، ولا إلى علاج الأسباب التي أدت إلى الهزيمة، وذلك بالرغم من "بيان 30 مارس 1968م"، وبالرغم من بداية الإعداد لعمليات عسكرية (حرب الاستنزاف) حتى لا يكون الاحتلال الإسرائيلي هادئاً مستقراً في سيناء، بجانب الاستعداد لحرب التحرير التي اتخذ قرارها وقادها الرئيس أنور السادات بكل جرأة، مع استعدادات عسكرية مدروسة ومهنية على أعلى مستوى أدت إلى انتصارات هذه الحرب العظيمة. انتصرت مصر وانتصر جيشها بأداء محترم، وبانت أشعة الأمل.

رحيل عبدالناصر

مات جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر سنة 1970م، واهتزت الأمم المتحدة (بدأ عمل عمرو موسى في الأمم المتحدة في الفترة التي تلت هزيمة 1967م)، ومرة أخرى دمعت العين، وبرغم أنني أدركت حجم الهزيمة الكبرى التي وقعت نتيجة سياسات

عبدالناصر وحكم الفرد – كما سبق وأشرت – فإن العين دمعت على هذا الرجل العظيم في شخصه، ورغم أخطائه.

كانت أجواء رحيل هذا الزعيم المصري في الأمم المتحدة أجواء حزن كبيرة جداً، الجميع عبر عن ذلك بعبارات مؤثرة، ونظمت جلسة رثاء لعبدالناصر، كانت جلسة مشهودة تكلم فيها الجميع، وإن كان بنغمات مختلفة فنبرات تأبين الدول العربية والإفريقية والآسيوية لعبدالناصر اختلفت حتماً عن الدول الغربية، لكن كان هناك الإحساس بأن شخصية من الشخصيات التاريخية قد غادرت المسرح إلى الأبد.

أنا وليلى

ألحت عليّ فكرة الزواج بعد عودتي من سويسرا، لأنه لا يكتمل الدبلوماسي إلا بأن يتزوج ويكون أسرة، وتكون الأسرة على نفس المستوى والفهم للمواصفات المطلوبة في زوجة الدبلوماسي كنت – ومازلت – مؤمناً جداً بهذا الكلام، ولذلك حاولت أن أحسن الاختيار، لأن المسألة لم تكن زواجاً فقط، ولكن زواجاً يتماشى مع ظروف عملي دبلوماسياً، وأعتقد أني ولله الحمد قد وفقت في هذا.

بعد أن أكملت الثلاثين بالتمام والكمال في أكتوبر سنة 1966م، قررت أن وقت الزواج قد حان، بدأت فكرة الزواج تتبلور في الشكل والمضمون، عرف المقربون مني من الأصدقاء والزملاء والأقارب أنني نويت البحث عن "ابنة الحلال"، أحد سفرائنا الكبار، وهو أشرف غربال – يرحمه الله – قال لي: "لك عندي عروسة ممتازة"، لكنه لم يذكر لي تفاصيل عنها.

في اليوم التالي كنت مدعواً على الغداء عند ابن عمي الدكتور مصطفى الأنور موسى، فقال لي: "مادمت قررت الزواج فسوف أرشح لك زوجة مناسبة (بنت ناس طيبين)"، كنت عميق الاحترام له، باعتباره ابن عمي وأكبر مني سناً ورجلاً ناجحاً في مهنته ومشهوراً في المجتمع المصري في ذلك الوقت، لكنه لم يذكر لي أي تفاصيل عن العروس المرشحة.

في اليوم الثالث، اتصل بي السفير أشرف غربال قائلاً: "تعال أفطر معي بكرة"، ذهبت إليه، كان يسكن في الزمالك أمام نادي الجزيرة، وجدته من دون مقدمات يقول لي: "العروسة يا سيدي اسمها ليلى، هي بنت المهندس عبدالمنعم بدوي، وهم يعيشون في الإسكندرية وسأسعى لترتيب لقاء لك معهم".

في اليوم الرابع، دعاني الدكتور مصطفى الأنور إلى بيته فذهبت، قال لي: لقد وجدت لك عروسة ممتازة، قلت: من هي؟ قال: ليلى بنت المهندس عبدالمنعم بدوي، ولم يكن هناك تشاور بين الرجلين في هذا الشأن، كانت صدفة أن يرشح الاثنان ليلى كي تكون زوجة لي من دون ترتيب أو تنسيق مسبق بينهما، لكنني أخذت ذلك في الاعتبار حيث شعرت بأن "النصيب" بدأ يتشكل.

في يوم الجمعة التالي، التقيت في نادي الجزيرة محمد البرادعي (نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية بعد ذلك)، الذي كنت أطلق عليه وقتها لقب "شيخ الحارة" لمعرفته بالعائلات وقرابتها ونسبها، وبعد أن جلسنا كي نشرب قهوتنا في النادي، وجدنا مجموعة من الفتيات بالقرب منا، لفتت انتباهي واحدة منهن، فقلت لمحمد: بوصفك "شيخ الحارة"، هل تعرف هذه الفتاة؟ وأشرت إليها، من دون تردد قال: إنها بنت المهندس عبدالمنعم بدوي – وكانت تربطه سابق معرفة بأسرتها – وأظن اسمها ليلى.

ذهبت إلى الدكتور مصطفى الأنور وطلبت منه البدء في إجراءات التقدم للزواج بليلى بدوي وذلك باعتباره ابن العم الكبير، تحدث بالفعل مع عبدالمنعم (بك) بدوي، وتم الاتفاق على أن التقي الأسرة في "سان ستيفانو" بالإسكندرية للتعارف، وبعدها أبلغت السفير أشرف غربال بالتطورات شاكراً له أنه أول من قادني إلى هذا الطريق، الطريق إلى زوجتي القادمة.

أبلغت والدتي تليفونياً بهذا التطور الجديد، وكانت على علم – بالطبع – بكل الخطوات التي أخطوها في هذا الأمر، كانت في محلة مرحوم مع شقيقاتها وعدد من أولادهم وبناتهم يمضون إجازة ممتدة في أيام العيد، فسعدت بالأخبار، ولكنني طلبت منها ألا تذكر شيئاً لأحد حتى تتخذ القرارات النهائية من الجانبين من حيث قبول المصاهرة الجديدة، وفقنا الله وتم الزواج في سلاسة ويسر.

مكتب وزير الخارجية أدرك كذب الإذاعة المصرية بشأن إسقاط الطائرات الإسرائيلية

مظاهرات «لا تتنح» رُتِب لها... والجمهور أيضاً رفض رحيل عبدالناصر

أغنية عبدالحليم «اللي شبكنا يخلصنا» ترجمت الشعور المصري بعد الهزيمة

«النكسة» أصابت عدداً كبيراً من الشباب بالصدمة

أجواء الحزن خَيَّمت على الأمم المتحدة في جلسة لرثاء الرئيس المصري
back to top