في محاولة لإنعاش السياحة، عادت الحكومة المصرية إلى التاريخ العريق للبلاد الذي يعود الى نحو 7 آلاف عام، حيث قررت الاستعانة بالفراعنة لإنقاذ البلاد من كبوة طالت القطاع السياحي الذي ظل حتى السنوات التي سبقت اندلاع ثورة يناير 2011 أول مصدر للدخل القومي للبلاد، بقيمة لامست 13 مليار دولار سنوياً.

على قدمٍ وساق، تواصل الحكومة تنفيذ خطة تطوير منطقة أهرامات الجيزة، التي تعتمد على أكثر من مرحلة يتوقع الانتهاء منها بالكامل بحلول عام 2022، ويتضمن التطوير وصول مترو الأنفاق إلى منطقة الأهرامات وتجهيز ممشى سياحي يربط بين الأهرامات والمتحف المصري الكبير، وإنشاء قاعة لعرض أفلام عن الحضارة المصرية وتطوير منطقة "الصوت والضوء" والعروض التي تقدم فيها.

Ad

وتضم المنطقة إلى جانب الأهرامات الثلاثة وتمثال أبوالهول الشهير، المتحف المصري الكبير الذي يجري إنشاؤه منذ عدة سنوات، ويعتبر أكبر متحف مصري، ويتوقع أن يضم آلاف القطع الأثرية، بخلاف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي جرى في وقت سابق نقله من موقعه وسط القاهرة إلى المتحف.

خطة التطوير التي تباشرها وزارات عدة، بينها السياحة والتعاون الدولي والآثار، تتم وفق جدول زمني محدد، حيث سيتم افتتاح المرحلة الأولى من تطوير الأهرامات خلال العام المقبل، بنقل بوابات الأهرام من موقعها الحالي إلى الطريق الصحراوي تفادياً للزحام، فيما ينتهي مخطط التطوير بالتزامن مع انتهاء المرحلة الأخيرة من المتحف المصري الكبير، حيث سيسمح بالتنقل بين الهرم والمتحف بواسطة "الطفطف" – حافلة مكشوفة - كما سيسهل الوصول إليه بالمترو.

وقال مدير المنطقة الأثرية في الهرم، أشرف محيي، إنه سيجعل من رحلة الأهرامات أكثر جذباً للسائحين مع مراعاة خصوصية المنطقة الأثرية، وأن يتنقل السائحون بسهولة داخلها من خلال "الطفطف" أو الممشى السياحي، مشيراً إلى أن ربط المنطقة وتجهيزها سياحياً سيجعل السائحين يشعرون بسهولة في الحركة والتنقل بين المواقع المختلفة.

وتابع محيي في تصريحات لـ"الجريدة": "العمل يسير في تطوير المنطقة الأولى بشكل جيد، وسيتم افتتاح المرحلة الأولى في موعدها، والتي تتضمن موقفاً للحافلات والسيارات، بالإضافة إلى المدخل الجديد ومنطقة البازارات".

من جانبه، أكد وزير الآثار الأسبق زاهي حواس، أن تطوير منطقة الأهرامات سيكون له أثر كبير في زيادة الاهتمام بهذه المنطقة عالمياً، خاصة أن هناك اهتماماً دائماً بها ورغبة في زيارتها، مشيراً إلى أنه بعد الانتهاء من المشروع ستصبح منطقة الأهرامات أهم منطقة سياحية في العالم.