أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، أن رجال الشرطة نجحوا في إحباط هجوم إرهابي مسلح على قوة شرطية بالعريش شمالي سيناء، وأن قوات الشرطة نجحت في قتل اثنين من المهاجمين وإصابة ثالث، في استمرار للمواجهات بين قوات الجيش والشرطة والعناصر الإرهابية التي تستهدف المدنيين ورجال الأمن في شبه الجزيرة المصرية منذ الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي يونيو 2013.وقالت الداخلية في بيان رسمي، إن "القوات المعينة لملاحظة الحالة الأمنية في الطريق الساحلي بدائرة قسم شرطة ثالث العريش، نجحت أمس الأول، في التصدي لمحاولة هجوم 5 أشخاص مسلحين يستقلون سيارة ربع نقل، عقب إطلاقهم الأعيرة النارية تجاه القوات، حيث بادلتهم القوات إطلاق النيران، مما أسفر عن مصرع اثنين منهم، وإصابة آخر وإجبار الآخرين على الفرار بالمنطقة الصحراوية المتاخمة لموقع الحادث"، وأنه تم الدفع بقوات أمنية لتمشيط المنطقة وتتبع مرتكبي الواقعة.
في السياق، استنفرت قوات الشرطة بالتعاون مع عناصر من رجال الجيش في محافظات القاهرة الكبرى "القاهرة والجيزة والقليوبية"، في إطار تتبع أي عناصر إرهابية تسعى للتحرك ما بين المحافظات متخفية بين المواطنين، وقال مصدر أمني لـ "الجريدة"، إن توجيهات صدرت بتكثيف الوجود الأمني لعناصر قوات التدخل السريع في الميادين والمحاور الرئيسية، كإجراء احترازي لتحقيق أعلى درجات التأمين، إضافة إلى تفعيل دور نقاط التفتيش والأكمنة الثابتة والمتحركة، تحسباص لأي عمليات إرهابية محتملة.وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال خلال لقائه بوزير الداخلية الفرنسي جيرارد كولوم، في ختام زيارته لفرنسا، إن مصر عازمة على المضي قدماً في التصدي للإرهاب، مستعرضاً الرؤية المصرية بشأن استراتيجية مكافحة الإرهاب، التي لا تقتصر على الوسائل العسكرية والأمنية فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك التصدي لمحاولات ضرب الوحدة الوطنية، وشدد الرئيس على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على مصادر تمويله وإمداده بالسلاح والمقاتلين.بدوره، أكد الخبير الأمني اللواء رضا يعقوب لـ"الجريدة" أن المنظومة الأمنية في مصر جيدة، وتعمل على التصدي لخطر الإرهاب بكل فاعلية، لكن المشكلة أن الإرهاب لم يعد يقتصر على الداخل، بل الجزء الأكبر يأتي من خارج الحدود، لذا لابد من تنسيق دولي واسع من أجل توحيد الجهود للقضاء على ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله".
شباب مصر
وفيما يشهد سلاح البحرية المصري طفرة في عمليات التسليح، وصلت الفرقاطة "شباب مصر" أمس، إلى قاعدة الإسكندرية البحرية، قادمة من كوريا الجنوبية، بعد إتمام إجراءات تسلمها من سيول، حيث تم إهداؤها إلى مصر في إطار دعم العلاقات العسكرية المتميزة بين القوات المسلحة المصرية والكورية، وجهود القيادة السياسية لكلا البلدين ودعمهما القوى لتعزيز التعاون المشترك في العديد من المجالات، وتتميز الفرقاطة "شباب مصر" بالقدرات القتالية العالية وقدرة الإبحار لمسافات طويلة.الفرقاطة الجديدة تنضم إلى عدة قطع بحرية انضمت إلى الأسطول المصري أبرزها حاملتا مروحيات من طراز "ميسترال"، وغواصات ألمانية وفرقاطة فرنسية، ما رأى فيه الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم، طفرة في سلاح البحرية، قائلاً لـ "الجريدة": "مصر تسعى من تحديث أسطولها بشكل كامل، إلى تأمين حدودها المترامية على البحرين الأحمر والمتوسط، التي يصل بينهما مجرى قناة السويس، فضلاً عن أن مصالح مصر الاقتصادية في مياه المتوسط باتت في حاجة لحماية مشددة بعد الكشف عن حقل ظهر العملاق للغاز الطبيعي".تنمية شاملة
في الملف الاقتصادي، أكد رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، أن الدولة تتحرك بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف التنمية الشاملة، وأشار إلى أن ما تم إنجازه من مشروعات في مختلف المجالات والقطاعات خلال السنوات القليلة الماضية يعادل ما تم تنفيذه خلال الأربعين عاماً الماضية، وأكد خلال جولته بمحافظة الأقصر جنوبي مصر أمس، أن الرئيس السيسي سيفتتح عدة مشروعات بالمحافظة الجنوبية قريباً.وشدد إسماعيل على أن تنمية الصعيد تحتل أولوية قصوى في اهتمامات الدولة، وأنه سيتم العمل على إنهاء المشروعات الجاري تنفيذها في القطاعات الخدمية والتنموية بالصعيد، وخصوصاً التي تصل نسبة تنفيذها إلى أكثر من 70 في المئة، وقاربت على اﻻنتهاء، سعياً من الحكومة لتعظيم الفائدة من اﻻستثمارات، التي تم ضخها في هذه المشروعات، فضلاً عن تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وأضاف: "الفترة المقبلة، ستشهد حصاد ما تم بذله من جهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف القطاعات".بعثة الصندوق
في الأثناء، بدأت بعثة صندوق النقد الدولي اجتماعاتها في القاهرة، لإجراء المراجعة الدورية الثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، تمهيدا للموافقة على الشريحة الجديدة من قرض الصندوق، والمقدرة بنحو ملياري دولار أميركي، وقالت وزارة المالية في بيان أمس، إن الزيارة تستغرق نحو أسبوعين، وأن الأحد المقبل سيشهد عقد لقاء افتتاحي بين محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، ووزير المالية عمرو الجارحي، مع بعثة الصندوق.نجل مرسي
في سياق منفصل، قضت محكمة جنح الزقازيق في جلستها أمس، بمعاقبة أسامة محمد مرسي، نجل الرئيس الأسبق، بالحبس مدة ثلاث سنوات، وكفالة مالية قدرها ألف جنيه وغرامة 500 جنيه، بعد إدانته بحيازة سلاح أبيض بغير ترخيص، وكانت المحكمة استمعت إلى دفاع أسامة مرسي، لكن الأجهزة الأمنية قالت في بيان الإحالة إنها ألقت القبض على نجل الرئيس الأسبق في ضوء الأمر الصادر من النيابة العامة بضبطه وإحضاره في قضية فض الاعتصام المسلح لجماعة "الإخوان" برابعة العدوية، حيث تبين أن بحوزته مطوتين داخل حقيبة يده الشخصية.