شوشرة: قارئ الفنجان!
حالة «التذبذب» في العلاقة بين السلطتين توجد في أي بلد متطور وديمقراطي، ويصعد الوزراء منصة الاستجواب ويمارس النائب دوره، ويخرج الطرفان في محبة وود حتى لو فشل أحدهما، ولكن عندنا تصل الأمور إلى حالة من التهور، واستخدام وسيلة الكسر عند أي هجمة مرتدة.
عدنا كالسابق إلى المربع الأول بعد أن أصبح الوضع لا يحسد عليه بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ودخول الحكومة "الطوفة" كالعادة، لتبدأ من جديد آلية البحث عن الحلول لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعد انفضاح الأمور أمام استعراض البطولات الهلامية والأساليب الملتوية والعروض المغرية، حتى بعض "الكومبارسية" أصبحوا أبطالا لأنه لا توجد واقعية حكومية في علاج المشكلة أو مواجهة الاستجوابات إلا بمستشارين من خلف الستار يسردون بعض الأوهام، وآخرين يفسرون الأحلام، لا بل أصبحوا يقرؤون الفنجان!أحد المستشارين كانت قراءته للفنجان غير مدروسة للخطوط المتعرجة، فأصبح تفسيره في خبر كان، أما مفسر الأحلام فكان منامه في حالة هذيان، فانخدع أصحاب الشأن وصار الوضع كالبركان، فتطايرت الحمم في كل مكان لأن طرزان أصبح حيران!لكن المشكلة لا تقف عند هذا الخذلان، بل إن السيناريو مستمر في "التوهان" والجماعة لا يزالون يبحثون عن "الخلان" والكل صار سوبرمان ففشلت المساومات وانتهت عند الإعلان!
عموما لا يزال التفاؤل مستمرا في ظل وجود بعض الكفاءات من المستشارين والمنظرين وأصحاب الخبرات الذين يضعون دائما بصمتهم في أي أزمة سياسية، وبعدها ينسحبون تدريجيا من المشهد ليحملوا أخطاءهم لمن دون مستواهم من المستضعفين الذين عادة يروحون ضحية الطيش السياسي!في أي بلد متطور وديمقراطي تكون هناك حالة "تذبذب" في العلاقة بين السلطتين، ويصعد الوزراء منصة الاستجواب ويمارس النائب دوره، ويخرج الطرفان في محبة وود حتى لو فشل أحدهما، ولكن عندنا تصل الأمور إلى حالة من التهور، واستخدام وسيلة الكسر عند أي هجمة مرتدة، ويتحول الأمر إلى تطاول وتجاذب وصراخ، ويدخل الجمهور إلى الملعب ويركض الجميع خلف الكرة المسكينة التي تدخل في مرمى الجميع، وتصبح تحت أقدام الجميع، ويتدخل الإداريون، ويبدأ التراشق باستخدام السلاح الأبيض الخليجي (العُقل)! أحد الأصدقاء السياسيين علق على المشهد الحالي وفق نظريته "البيزنطية" بالقول: إن الأمور ستكشف عن تكتيك جديد سيقوده الفريق الحكومي في هجماته المرتدة ودفاعه عن حارس المرمى، بعد أن سجلت العديد من الأهداف، وبعد الفشل في سياسة كشف التسلل، واللجوء إلى البديل الهابط في آخر دقائق، في ظل وجود المطبلين الذين لا يهمهم ما ستؤول إليه أوضاع البلد بقدر مصالحهم ومنافعهم وتكسبهم!نحن بانتظار القادم من الأيام لعل وعسى أن تتحقق قراءة الفنجان ويصبح الحلم حقيقة، وتتحرر فلسطين!آخر الكلام: خير الكلام ما قل ودل: "الهذرة الزايدة" و"استعراض البطولات" يكشفان عن حقيقة أصحاب الأقنعة المزيفة، فمهما فعلتم وعملتم فلن توّفوا الكويت حقها! ودمتم.