المخرجة والمنتجة منال خالد: السينما التجارية «مملة»
• فيلمها «حمام سخن» يرى النور رغم الصعوبات المادية
«حمام سخن» تجربة سينمائية مميزة، خاضت بها المخرجة منال خالد تجربتها في الإنتاج للمرة الأولى، بفريق عمل من الوجوه الشابة، وأخرى من الأسماء المعروفة في مجال التصوير السينمائي.
عن الإحباطات النفسية والمادية التي واجهتها المخرجة أثناء العمل، وكانت سبباً في تعثره سنوات عدة، وتجربة عرض نسخة عمل منه في الدورة الأخيرة لمهرجان الجونة، التقيناها وكان هذا الحوار.
عن الإحباطات النفسية والمادية التي واجهتها المخرجة أثناء العمل، وكانت سبباً في تعثره سنوات عدة، وتجربة عرض نسخة عمل منه في الدورة الأخيرة لمهرجان الجونة، التقيناها وكان هذا الحوار.
كيف كانت تجربتك الأولى في الإنتاج السينمائي في فيلم «حمام سخن»؟بدأت فكرة الفيلم منذ عام 2011، وهو تجربتي الشخصية الأولى في الإنتاج والإخراج أيضاً لفيلم روائي طويل، ورغم أنني أملك الخبرة كمخرج منفذ على مدار 15 عاماً، فإن التجربة مرت بكثير من العثرات كانت سبباً في توقفها منذ عام 2014. ولكن عدنا مجدداً هذا العام لإنهاء المشروع رغم صعوبة الأمر بسبب التكلفة الإنتاجية، في ظل أية جهة إنتاجية محددة، تضاف إلى ذلك رغبتي في الوصول إلى الجودة المطلوبة، وهي أمور ترفع من التكلفة بشكل كبير. ولكن فريق العمل الذي يجمع وجوهاً شابة قرر أن نستكمل الفيلم جميعاً بمجهود مشترك من خلال معسكر عمل استمر أربعة أشهر متواصلة، أنجزنا فيها 75% من إجمالي الفيلم حتى أوشكنا على الانتهاء منه.
ما القصة الرئيسة التي يدور حولها الفيلم؟قصة الفيلم ببساطة تدور حول سبع نساء يحاولن الهرب من حصار مفروض على المدينة، ومع البطلات يواجه الرجال والأطفال ظروفاً مختلفة، إنما تدور كلها في التوقيت نفسه. من خلال البطلات نتعرف إلى قصصهن، فيما الأماكن هي الملهم والبطل الأول في القصة، ما ينفي تماماً أن العمل ليس له منظور نسوي كما يروج البعض، إذ تعتمد أحداثه على مواقف تمرّ بها نساء من مختلف الأعمار في ظروف استثنائية.
صعوبات
لماذا لم تحاولي عرض «حمام سخن» على شركات إنتاج؟حاولت فعلاً، لكن للأسف واجهتني شروط تعرقل رؤيتي للفيلم وقضيته كما تصورها فريق العمل المشارك. كان من ضمن الشروط مثلاً اختيار فنانين مشاهير للأدوار الرئيسة، وذلك طبعاً من أجل ضمان التوزيع وتحقيقه النجاح عند طرحه في دور العرض. ولكن هذا التصور بالنسبة إليّ ينسف ما أرغب في تقديمه في مشروعي، خصوصاً أن اختيار فريق العمل جاء دقيقاً، كذلك لم أرغب في تدخل أو فرض وجهة نظر إنتاجية على مضمون الفيلم، خصوصاً أن قصته حقيقية.ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟ بعيداً عن الصعوبات المادية، واجهنا كفريق عمل صعوبات في استخراج تصاريح التصوير عالية التكلفة للأسف، خصوصاً أن التصوير تم في أماكن مختلفة، فضلاً عن أن الفيلم لا يحمل اسم شركة إنتاج، ما صعب الأمور كثيراً.هل سيعرض الفيلم في مهرجانات دولية مقبلة؟شاركنا بنسخة عمل من الفيلم في مهرجان الجونة، وعُرض على عشرات من الشركات الأجنبية المنتجة للأفلام المستقلة، ولاقى اهتماماً من القيمين، ولكن نحن كفريق عمل حريصون على عرض المشروع للجمهور المصري في دور عرض مصرية.حملة وفريق
برزت حملة «ادعم حمام سخن» على مواقع التواصل الاجتماعي، حدثينا عنها؟بعد الصعوبات المادية التي واجهتنا قررنا كأصدقاء وفريق عمل، تدشين حملة إلكترونية لدعم الفيلم مادياً. من خلال مواقع للتمويل السينمائي للأفلام المستقلة عرضت التكلفة المطلوبة لاستكمال الفيلم وقدرت بنحو 17 ألفاً و500 دولار. فعلاً، انتشرت الحملة على موقعي التواصل «فيسبوك»، و{تويتر»، وشارك الأصدقاء وعدد من الفنانين بتقديم الدعم المادي، إلى جانب حفلات في أماكن مختلفة خصص إيراد تذاكرها لدعم الفيلم أيضاً. ساعد ذلك فريق العمل لاستكمال الأسبوع الأخير من التصوير.كيف اخترتِ فريق عمل «حمام سخن»؟بناء على قدرة الممثل أو الممثلة على ترجمة الشخصية كما هي في السيناريو ووفقاً للحالة التي أريدها. الحمد لله، تلاحم فريق العمل فكرياً وأعتقد أن ذلك سيكون سبب نجاح الفيلم بعد عرضه. كذلك لا أنسى دور المتخصصين فثمة أسماء شابة بارزة كمدير التصوير محمود لطفي، صاحب فيلم «فتاة المصنع»، والمخرج طارق حفني، الذي صوّر «فرش وغطا»، إلى جانب الفنانة ريم حجاب، والفنان أسامة أبو العطا، وغيرهما من مبدعين سعدت بالعمل معهم.تحديات
حول أبرز التحديات التي تواجه جيلاً كاملاً من صانعي السينما الجدد، تقول منال خالد: «ثمة ضغوط كثيرة تواجه الفنانين الشباب الذي يعملون في مجال السينما، خصوصاً الذين يسعون إلى صناعة سينما مستقلة بديلة تواجه الزحف الشديد للسينما التجارية».وتؤكد أن منتجين كثيرين يصنعون أفلاماً من دون مراعاة النص أو الأداء أو التصوير، ولكن دائماً الأمل قائم، إذ ثمة منتجون استثنائيون كحسين القلا، وصفوت غطاس، و{سنحارب ما تواجهه السينما من ضيق مادي وفكري، ولن يختفي الأشخاص الذين يؤمنون بما يسعون إليه لتقديم سينما متميزة، خصوصاً أن الأفلام التجارية أصبحت مملة وحبكتها معروفة وعقيمة بالنسبة إلى الجمهور.
حريصون على عرض الفيلم للجمهور المصري
الفيلم يعتمد على مواقف تمرّ بها نساء في ظروف استثنائية
الفيلم يعتمد على مواقف تمرّ بها نساء في ظروف استثنائية