التروي في الإحلال
إن الإحلال في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية مقدور عليه، لكنه في المرحلة المتوسطة والثانوية بحاجة إلى تروٍّ ومزيد من الوقت قبل أن «يقع الفاس في الراس».
قرأت في صحيفة الأنباء تصريحا لرئيس ديوان الخدمة المدنية المهندس أحمد الجسار يقول فيه: "خلال السنوات الخمس القادمة ستكون نسبة المعلمين الكويتيين 75%"، كلام جميل لكن هل خططتم تخطيطا سليماً لسياسة الإحلال؟ المعلم الكويتي في السنوات الأخيرة بدأ يهرب إلى العمل الإداري، والإحصاءات موجودة لدى وزارة التربية، وربما ستزداد النسبة إذا أقرت البصمة في المدارس في شهر مارس 2017.فقد أرسلت وزارة التربية كتب إنهاء خدمة للمعلمين والمعلمات الوافدين في مادتي الاجتماعيات والحاسوب نظرا لسياسة الإحلال، وفي بداية العام الدراسي الحالي 2017- 2018م فوجئت الوزارة بعجز في مادتي الاجتماعيات والحاسوب ومواد الأخرى، فقامت فورا بفتح باب التعاقدات المحلية لسد العجز في مدارسها، والسؤال الذي يطرح نفسه: عندما أنهت وزارة التربية خدمات معلميها الوافدين هل كان لديها عدد كاف من المعلمين الكويتيين لسد الشواغر؟
يخبرني أحد المعلمين الثقاة بأن بعض المدارس قامت بدمج صفين في صف واحد، بحيث أصبح عدد الطلاب في الصف 40 طالبا، والسبب العجز في المعلمين؟ معقولة يا تربية تصل الأمور إلى دمج صفين؟أذكر أن الأخت الفاضلة نورية الصبيح عندما كانت وكيلة مساعدة للتعليم العام أصدرت قرارا بتحديد عدد الطلاب في الفصول بـ25 طالبا فقط، والحين الفصول فيها 40 طالباً، "شلون راح" يدرس المعلم؟ وكم من الوقت سيأخذه لتسجيل الحضور والغياب؟ وهل تكفي الحصة لشرح الدرس؟ برأيي الشخصي أن الإحلال في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية مقدور عليه، لكن الإحلال في المرحلة المتوسطة والثانوية بحاجة إلى تروٍّ ومزيد من الوقت قبل أن "يقع الفاس في الراس".سؤال إلى رئيس ديوان الخدمة المدنية: كم نسبة المعلمين والمعلمات الكويتيين في المرحلة الثانوية في المواد التالية: فيزياء، كيمياء، أحياء، جيولوجيا، رياضيات، فرنسي، إنكليزي، لغة عربية؟زودني أحد الأصدقاء بنسبة المعلمين الكويتيين في المرحلة الثانوية، وإليكم النسبة: الفيزياء 1.8%، الكيمياء 9%، أحياء 20%، رياضيات 16%، جيولوجيا 22%، فرنسي 12%، عربي 20%.هذه النسب تبين أن أعداد المعلمين الكويتيين في المرحلة الثانوية ضئيلة جدا، ولا بد من معرفة أسباب عزوف المعلمين الكويتيين عن التخصصات العلمية، وإذا عرف السبب بطل العجب.نداء إلى رئيس ديوان الخدمة المدنية، بالتروي قبل الإحلال، وتوفير عدد كاف من المعلمين والمعلمات الكويتيين قبل إنهاء خدمات المعلمين الوافدين الذين خدموا هذه البلاد، وكنا في حاجة ماسة لهم، ويستحقون منا كل الشكر والتقدير والاحترام.