الفنانة اللبنانية باميلا الكيك: أختار أعمالي بتأنٍّ لتحقيق أهدافي
• تشارك في المسلسل الطويل «الحب الحقيقي» وتصوّر «بالصدفة»
بعد سلسلة أدوارها الناجحة وانتشارها الواسع عربياً مع مسلسل «فرصة ثانية»، تطلّ الممثلة اللبنانية باميلا الكيك بشخصية «نورا» في المسلسل الطويل «الحب الحقيقي» (إخراج جوليان معلوف، وكتابة باسكال حرفوش ولمى مرعشلي، يُعرض عبر LBCI). كذلك تصوّر راهناً شخصية سينمائية لافتة في فيلم «بالصدفة» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج باسم كريستو). عن أعمالها الجديدة والدراما تحدثت إلى «الجريدة».
كيف تصفين شخصية «نورا» في مسلسل «الحب الحقيقي»؟أشبّه «نورا» بأي فتاة عربية محاطة بعائلتها، لديها همومها وطموحها وتسعى إلى تأسيس مستقبلها. جسّدتها كفتاة ناعمة وحسّاسة غير محنّكة كثيراً في الحياة. وهي ستسير بخط تصاعدي مع تقدّم الحلقات أسوة بكل شخصيات المسلسل، خصوصاً أنه سيمتد على مواسم عدّة.
نلحظ أنها أسهل أداءً من أدوارك السابقة.على العكس. صحيح أن الأدوار المركّبة صعبة وتستهويني كثيراً مثل شخصية «ريم» المصابة بمرض السيدا في مسلسل «سمرا»، وشخصية «ناتاشا» في «مدام كارمن»، وهما شخصيتان من صلب قضايا المجتمع الحسّاسة بعيداً من معاني الحبّ والخيانة، إلا أن أداء دور «نورا» صعب أيضاً لأنني ميّزت نبرة صوتها وطريقة تصرفاتها فرسمت لها لغة جسد معيّنة. تجنحين دوماً نحو الشكل البسيط بعيداً من التكلّف في اللباس والماكياج، هل تفضّلين هذه الإطلالة؟تفرض الشخصية شكلها الخارجي في التصرف واللباس والمظهر، وبالتالي أنا أهتمّ بهذه التفاصيل الدقيقة لإبراز صفاتها واضعة لمستي الخاصة على الشكل، ويبدو هذا واضحاً في أدواري.كيف تفاعل الجمهور مع المسلسل وشخصيتك؟أفضّل عدم التحدث عن ردود الفعل تجاه الأعمال المشاركة فيها، لئلا أبدو متعالية أو متكبّرة، إنما أعيش راهناً أفضل مرحلة من حياتي المهنية، بسبب أصداء الجمهور الذي رأى الجهد الكبير المبذول من فريق العمل من ضمن الإمكانات المتوافرة لتقديم نتيجة تحترمه. انعكس هذا الجهد ردود فعل إيجابية أتوقع أن تزداد أكثر مع تقدّم الحلقات. مع الإشارة إلى أن فريق المسلسل ترك انطباعاً قويّاً، وأعزو ذلك إلى مجهود المنتجة مي أبي رعد ونظرتها إلى العمل، وهذا دليل احترافية.
بطولة وإطلالة
يمتدّ المسلسل على 200 حلقة تلفزيونية، ألا تخشين من وقوعه في فخّ الملل؟أبداً، لأن النص الذي أقرأ مشوّق، ونحن نقدّم عملاً نوعياً ندقق فيه بأبسط التفاصيل لنعطي لكل مشهد حقّه وهمّنا الوحيد هو النجاح، فضلاً عن أن انطباع الجمهور الإيجابي وضعنا إزاء مسؤولية كبرى لتقديم المستوى نفسه في الحلقات المقبلة. ومهما امتدّت حلقات المسلسل نريد تقديم للدراما اللبنانية ما يليق بها، علماً بأنه سيعرض على مواسم عدّة وليس بشكل متواصل.غالبية القصص ذات نهاية سعيدة، فأي نهاية تنتظرنا؟لا أؤمن بالنهايات السعيدة أو الحزينة لأن كل إنسان يقرأ النهاية من منظاره هو، وما يكون سعيداً في نظري قد لا يكون كذلك في نظر الآخرين. من هنا أفضّل النهايات المفتوحة على احتمالات واسعة وترك مجال لخيال الجمهور مثلما يحصل في الأفلام الأميركية. هل يهمّك من يشاركك البطولة حين تتلقين عرضاً ما؟طبعاً. يقول لي البعض إنه حين يراني في عمل ما يدرك سلفاً مستواه الفنّي، ما يحمّلني مسؤولية أكبر في خياراتي. لكنني حرّة أكثر من غيري في خياراتي، لأنني لا أضطر إلى المشاركة في أي عمل أو في عدد من الأعمال سنوياً لتأمين لقمة العيش، بل أحرص على قبول المشروع الذي يترك انطباعاً معيّناً لدى الجمهور.ألهذا السبب تبقى إطلالاتك محددة على رغم وفرة الإنتاج اللبناني؟أحرص دائماً على تكامل تركيبة العمل، من الإنتاج مروراً بالإخراج وصولاً إلى الممثلين.هل تعزين التنوّع في أدوارك إلى حسن اقتناصك الفرص المتاحة أمامك أم إلى سعيك إلى تأمينها؟الاثنان معاً. تلقيت عروضاً كثيرة في السنوات الماضية لأداء البطولة إلا أنني صبرت من أجل تحقيق مسيرة مهنيّة نوعيّة عبر استراتيجية معيّنة اتبعتها بشغف في عملية اختياري الأعمال بهدوء وتأنٍ لتحقيق الهدف. تتمتعين بشجاعة في إظهار مواهبك سواء في الغناء أو الكتابة، ألا تخشين ارتداد ذلك على مسيرتك كممثلة؟أنا جريئة وهذا واضح في الأدوار التي أؤديها. إنما جرأتي تحترم ذكاء المشاهد في الواقع الدرامي الذي نصوّره مشهدياً. أي تصوير الواقع بحدّه المقبول لدى المشاهد العربي.«بالصدفة»
ما تفاصيل دورك في فيلم «بالصدفة»؟أؤدي شخصية «تغريد» فتاة مصابة بمرض «التوحّد». تأثرت كثيراً بالدور الذي استعددت له بشكل مكثّف من خلال زيارة مراكز متخصصة والاحتكاك بأطفال متوّحدين لتجسيد هذه الشخصية الصعبة بواقعية من دون مبالغة أو نقصان.ما العلاقة التي ستجمعك بالفنانة كارول سماحة والممثل بديع ابو شقرا بطلي الفيلم؟تؤدي الفنانة كارول سماحة دور جارة «تغريد» التي تهتم بها وتعرف كيفية التعامل معها، خصوصاً أن هذه الفتاة لم تدخل يوماً إلى مركز متخصص بحالتها.ما رأيك في أدائهما؟أنا معجبة بمسيرة الممثل بديع أبو شقرا الذي أحترم فنّه وأحترمه كرجل، وأرى أنه حقق الكثير، لا سيما بعد سفره إلى كندا وعودته منها. شكّل هذا العمل فرصة للتعاون معه والتعرّف إليه، خصوصاً أنني أحبّ عمله كثيراً. بالنسبة إلى كارول، فهي من الفنانات اللبنانيات المحترمات اللواتي نفخر بهنّ وبفنهّن وأنا أتابع دائماً أعمالها ومعجبة بها.كيف ترين نص كلوديا مرشليان؟هي كاتبة جريئة لا حدود لأفكارها، وهكذا نصوص تحتاج إلى ممثل جريء أيضاً. تجدر الإشارة إلى أنه للمرة الأولى في العالم العربي تؤدي ممثلة دور فتاة تعاني التوّحد، وهي شخصية تعتمد على لغة الجسد فقط ولا حوار لديها.إضافة
كيف تمايزين الإنتاج العربي عن اللبناني خصوصاً أنك خبرت الاثنين؟لكل إنتاج تركيبته الخاصة وانطباعه الخاص الذي يتركه لدى الممثل، من ثم لا مجال للمقارنة بينهما.أية إضافة حققتها من خلال مشاركتك في المسلسل الطويل «فرصة ثانية»؟صوّرنا المسلسل لصالح قناة MBC وكان لي الشرف بالمشاركة البطولية فيه، إذ لاقى رواجاً واسعاً في دبي وحقّق جماهيرية كبيرة فحققت من خلاله انتشاراً عربياً لافتاً. قدّمت لوحتين استعراضيتين غنائيتين من ضمن مشروع «برودواي» بمعيّة أوركسترا أجنبية وراقصين محترفين، أخبرينا عن هذه التجربة.شكّل هذا المشروع الفنّي تحدياً كبيراً بالنسبة إليّ، لأنني رقصت وأديّت وغنيّت مباشرة على مسرح كازينو لبنان مع موسيقيين لم أكن أحلم بلقائهم يوماً وبمعيّة راقصين محترفين. فرحت كثيراً بالتعاون مع المنتج روي خوري الذي دفعني إلى تقديم ما أحبّ. تعاون هذا الفريق في النسخة الأولى من المشروع مع الممثلة ندى بو فرحات، ثمّ معي وأتمنى أن يكرروا التعاون مع ممثلين آخرين لأنها تجربة رائعة.أكرس روحي لـ«الحب الحقيقي»
لا تحضِّر باميلا الكيك لمشاريع للمرحلة المقبلة، وتقول: «نستمرّ طيلة هذا العام في تصوير «الحب الحقيقي» الذي أكرّس له روحي وجهدي ولا أريد التلهي بمشاريع أخرى. وأسعى معه إلى تطوير شخصية «نورا» أكثر فأكثر لأنها مستحوذة على كياني وتفكيري ومشاعري».
حققت انتشاراً عربياً مع «فرصة ثانية»
لأول مرّة أؤدي دور التوّحد
لأول مرّة أؤدي دور التوّحد