مسرح الدولة في مصر يعاني والمسارح الخاصة تنتعش

توقّف عرض مسرحية «ليلة من ألف ليلة» للفنان القدير يحيى الفخراني منتصف الشهر الجاري من دون أن تحدّد إدارة المسرح القومي ما إذا كانت ستعرض مجدداً، رغم أنها حقّقت إيرادات قياسية خلال عامين، وكانت حفلاتها كافة كاملة العدد تقريباً.

لم يُصوّر هذا العرض المسرحي تلفزيونياً رغم نجاحه على الخشبة بسبب عقبات إدارية متعلقة بآلية التصوير وغيرها من تفاصيل فنية، فيما طالب عدد من الأبطال باستمرارية المسرحية خلال الفترة المقبلة على فترات متقطعة تتزامن مع عدم ارتباطهم بأعمال أخرى، لكنهم لم يتلقوا رداً حتى الآن. كذلك تسببت الإجراءات الروتينية في تأخير التنسيق لجولة عربية كان يفترض أن يقوم بها فريق العمل.

بدأت إدارة المسرح القومي تمرينات لعرض مسرحية «أضحك لما تموت» التي يقوم ببطولتها عزت العلايلي مع مي كساب، وكتبها لينين الرملي، وهي مسرحية كوميدية ساخرة تتطرق إلى أحداث ثورة 25 يناير، علماً بأن أول نوفمبر تحدّد كموعد لانطلاق أول عروضها.

أما مسرحية «الحفلة التنكرية» من بطولة محمد رياض ولقاء سويدان، والتي كان أعيد من خلالها افتتاح مسرح السلام بعد إغلاقه للتجديد، فتأجل انطلاق عرضها مجدداً نحو ثلاثة أسابيع، ولم يعرف فريق العمل ما إذا كانت إدارة المسرح ستقدم موسماً جديداً رغم الإقبال الجماهيري الجيد مع ضعف الدعاية الخاصة، واضطرار الأبطال إلى الترويج للمسرحية ومواعيد عرضها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

أبطال العرض المسرحي تحملوا النقص في الإمكانات والأكسسوارات التي كان يفترض أن يظهروا بها واشتروها على نفقتهم الخاصة لخروج العمل في صورة جيدة، فيما طلبوا من إدارة المسرح تصوير العرض تلفزيونياً قبل إيقافه بشكل كامل.

«سيلفي مع الموت»

أما نشوى مصطفى فتعرّضت مسرحيتها «سيلفي مع الموت» للتوقف من دون سبب من إدارة البيت الفني للمسرح، ذلك بعد تمرينات عدة على خشبة مسرح ميامي في وسط القاهرة، والسبب عدم حصول القيمين على موافقة بميزانية العرض، رغم تقديم البطلة تنازلات عدة من بينها التنازل عن أجرها كمؤلف للنص المسرحي وتوفير ملابس الشخصية التي ستظهر بها وغيرها من تفاصيل فنية.

نشوى لن تتقاضى أجراً عن بطولتها في المسرحية باعتبارها موظفة في المسرح المصري وتتقاضى راتباً ثابتاً، فيما تحاول إخراج العمل إلى النور لرغبتها في تقديم عمل مسرحي جديد على خشبة مسرح الدولة التي غابت عنها لسنوات، وهو ما أكدته في تصريحاتها المختلفة.

وأكدت نشوى أنها فوجئت بروتين وإجراءات معقدين، رغم تساهلها وتنازلها عن امتيازات كثيرة يجب أن تحصل عليها، لا سيما أجر التأليف باعتباره عملاً إضافياً، مشيرة إلى أنها تساهلت لدعم مسرح الدولة في وقت يرفض فيه القيمون عليه خروج عروض جديدة إلى النور.