المتشبهون بالنساء
انتشرت في الآونة الأخيرة ظواهر سلبية كثيرة في مجتمعنا العربي والخليجي عامة والكويتي خاصة، ولا نجد لها حلولا سليمة واجتماعية ونفسية مناسبة، ومن أكثر الظواهر السلبية الغريبة المنتشرة تشبه الرجال بالنساء، وهي بالأحرى ليست تشبهاً بل منافسة يفوقون فيها بعض النساء في الأنوثة والمياعة والتصرفات والهندام، والتباهي بالظهور في الأماكن العامة والمواقع الاجتماعية على عكس ما كان في السابق من انعزال وابتعاد عن هذه الأماكن. ولا نتجاهل دور وزارة الداخلية في هذا الشأن، وتحركها نحو اصطيادهم من الشوارع وغيرها، لكن برأيي المتواضع أرى عدم فائدة هذا النوع من العقاب، أي الاعتقال والإهانة، بل يجب مراجعة تاريخ هؤلاء الرجال والصبيان، وعمل ملف لكل حالة، وعلاجها سواء كانت نفسية أو عضوية أو أسرية.
فالأسرة هي السبب الأول في تنشئة أي إنسان ومدى صلاحه وفساده، بل هي النواة الأساسية لتكوينه النفسي والاجتماعي والسلوكي، وأنا أرى قلة نادرة كانت تنشئتها العائلية سليمة ثم فسدت فيما بعد. فظاهرة انتشار الجنس الثالث أو الرجال المتشبهين بالنساء مشكلة اجتماعية تهدد الشباب، وشعور الفتى بأن يصبح أنثى كارثة اجتماعية كبيرة بمعنى الكلمة، لذا يجب على الآباء والأمهات الالتفات إلى أبنائهم، وخصوصا في مرحلة ما قبل المراهقة، وإرشادهم وتنويرهم بمبادئ الدين والدنيا. فالكثير من الأسر تعتمد في تربية أبنائها على الخدم الذين لا دين لهم ولا علم، أو عن طريق استخفافها بمشاعر الأطفال وتنشئة الطفل الذكر على أنه أنثى؛ بمعنى وضع المستحضرات التجميلية له، وارتدائه ملابس أخواته الإناث، أو مناداته بكلمات الميوعة والتأنيث. فهذه العوامل ولو كانت غير أساسية، إلا أن لها تأثيرا كبيرا في نفس الطفل وتكوينه في مرحلة المراهقة والشباب، فنحن مجتمع مسلم لنا مبادئ إسلامية جليلة يجب أن تحفظنا من أي ضياع أو توهان مجتمعي، ويجب علينا التمسك بها وتطبيقها مهما تقدمت الشعوب وتطورت الأمم.